الفرق بين اللغة العامية والفصحى
هناك العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه القضية ،لكن معظم هذه الدراسات ،لم تكن دقيقة بشكل كافي بسبب قلة المصادر والمراجع الدارسة للموضوع، هناك دراسات توضح من وجهة النظر العملية الدراسات القديمة الموضوع ،من وجهة نظر تاريخية، وفيما يلي نبذة توضيحية مختصرة ،عن الفرق بين اللغة العامية والفصحى.
أولاً: اللهجة العامية
اللهجة العامية هي الطريقة الدارجة، التي يستخدمها السواد الأعظم من الناس في كل أنحاء العالم ،حيث تعد ظاهرة لغوية في جميع دول العالم ،وتجرى بها جميع التعاملات الكلامية.
أسباب حدوثها
هناك عدة عوامل ترجع وراء تشكيل العامية، بلهجاتها المختلفة منها:
1-
العامل الجغرافي
تتسع الرقعة الجغرافية للناطقين باللغة،حيث تفصل الجبال والأنهار بينهم فيقل التواصل فيما بينهم، فبدأ اللغة في التغيير تدريجيا ،ويأخذ المتكلمون بااللغة مسالك مختلفة عن غيرهم، مما يؤدي إلى حدوث لهجة جديدة.
العامل الاجتماعي
تؤدي الظروف الاجتماعية في البيئات متعددة الطبقات، إلى تعدد الطبقات، فكل طبقة تحاول أن تكون لها لغتها، وأسلوبها المميز.
العامل السياسي
ربما يسهم نفصال قبيلة أو دولة، والإيمان بمذهب سياسي ما أو اعتناق ديانة جديدة في دخول ألفاظ واصطلاحات جديدة على اللغة، جميعها تسهم في خلق لغة جديدة بظروف جديدة نابعة من أسس سياسية.
الصراع اللغوي.
يعد هذا أهم العوامل التي أدت إلى حدوث تعدد اللهجات، وانتصار احداها على أخرى، وفقا للقوانين اللغوية؛ فاللغة الاقوى حضاريا وماديا يكتب له الانتصار.
أنواعها
المراجع اللغوية توضح أن أصول اللهجات العامية الحديثة تعود إلى لهجات العرب القديمة حيث صنفت إلى أنواع مختلفة منها:
التضجع
: وهو التراخي في الكلام، أو التباطؤ فيه وأصحابها (قيس).
الاصنجاع
: هو نوع من أنواع الإمالة الشديدة ؛ تكون فيه الألف أقرب من الياء منها إلى أصلها الألف وأصحابها (قيس,تميم ,أسد).
التلتلة
: نطق حرف الكسر حرف المضارعة مطلقا نحو (بِعلم).
الشنشنة
: وهي تبديل حرف الكاف شينا مطلقا لدى أهل اليمن خاصة عند قولهم لبيك (لبيش)ولا يزال هذا النطق شائع لدى أهل حضرموت.
الكشكشة
: وهي تبديل الكاف المؤنثة عند الوقف شينا نحو (أعطيتش) في أعطيتك في حالة الوقف.
مميزات اللهجات العامية
يرى بعض دعاة العامية أن لها عدة مميزات، وعلى رأس هؤلاء أنيس فريحة ومن هذه المميزات ما يلي:
1- اللهجة العامية تشبه حية متطورة،تتغير ناحية الأفضل،نظرا لوصفها بإسقاط الإعراب، وبشكلها العادي والمألوف واعتمادها الفصحى معينا لها.
2- الاقتصاد في اللغة يعد من أهم أسس البلاغة.
3- الإهمال والتجديد والاقتباس في المعنى، حيث يرى الكثيرين أنها نامية مواكبة لطبيعة الحياة تحرص على إهمال وإماتة ما يجب أن يهمل، واقتباس ما تفرضه الضرورة من الألفاظ.
4- العنصر الإنساني يضيف لها مسحة الحياة، الفصحى لدى الكثير من دعاة العامية ليست لغة الكلام نظرا كونها لا تعبر عن الحياة بحلاوتها وقسوتها كما تفعل العامية، ودليلهم على ذلك أن الإنسان لايستطيع التعبير بواسطة الفصحى، بنفس الطلاقة التي يعبر فيها بواسطة العامية .
ثانياً: اللغـة الفصحى
اللغة الفصحى تعرف بكونها لغة الكتابة التي تستخدم لتدوين المؤلفات والمجلات والصحف ، وشؤون التشريع والقضاء والإدارة، ويؤلف الشعر والنثر الفني بها، وكذلك تستخدم في المحاضرات الخطابة والتدريس ، وفي المواضيع التي تخص الآداب والعلوم
ميزاتها
1- هي اللغة القومية لجميع العرب، ولغة العقيدة لأكثر من ألف مليون مسلم .
2-
اللغة العربية
هي لغة اشتقاق تقوم في معظمهاعلى أبواب الفعل الثلاثي، والتي لا مثيل ها في جميع اللغات الهندية و الجرمانية.
3- تتميز أيضا بأساليبها وعباراتها المتنوعة، والقدرة على التعبير عن معان ثانوية لا يمكن للغات الغربية التعبير عنها.
4- هي اللغة الأقرب إلى قواعد المنطق.
5- العربية منحت حروفها الهجائية لملايين من الشعوب، في بلاد الفرس والهند والترك.
فضل القرآن على الفصحى
ي
قول فيليب دي طرازي: “لقد أصبح المسلمون بقوة القرآن أمة متوحدة في لغتها ودينها وشريعتها وسياستها؛ فقد جمع شتات العرب،ومن المقرر أنه لولا القرآن لما أقبل الألوف من البشر على قراءة تلك اللغة وكتابتها ودرسها والتعامل بها، ولولا القرآن لظل كل بلد من البلدان التي انضمت للإسلام ينطقون بلهجة يستعملها أهل البلد الآخر. وقد حفظ القرآن التفاهم بالعربية بين الشعوب الإسلامية وبين العرب”
علاقة اللهجات العامية بالفصحى
أولاً: أوجه التقارب
هناك أصول عربية لجميع اللهجات العامية والفصحى ولهذا السبب يوجد تشابه بينهما،نظرا لأنهما من صنع المجتمع و اللسان العربي
-لكن ما يرفض من تلك اللهجات أنها أجزاء من لغات تهشمت، كما أنها ترد العربية إلى الوراء لأن القبائل كانت متنكرة النطق، وتنقض المجهود التاريخي الذي أوصل العربية إلى صيغتها النقية الصافية.
ثانياً: أوجه الاختلاف
1- العامية هي لغة الدراجة والتي ينطق بها الناس ويستعملونه في كافة تعاملاتهم بينما تقتصر الفصحى على الخاصة.
2- العامية تحررت من معظم التقييدات والأحكام اللغوية، لتنطلق علي سجيتها الكلامية باعتبار أنها اللغة المحكية بأحكام النحو والصرف والألفاظ الدلالية.
3- معظم من ينطقون العامية، لا يستطيعون القراءة والكتابة،كما يعانون أيضا من صعوبة في فهم واستيعاب ما تعنيه.
4- العامية تفتقر مالا يمكن أن يحصى من المصطلحات العلمية والفنية، والمفردات المستحدثة.