تعريف التاريخ عند ابن خلدون
كان لإبن خلدون تعريف خاص به للتاريخ، فقد قال أن التاريخ له ظاهر و له باطن، و أن الظاهر له هو أنه يروي كل ما يحدث في البلاد، و لكن باطن التاريخ هو تعليل الكائنات و معرفة الوقائع و معرفة كيفية حدوثها، و كان ينتقد ابن خلدون المؤرخين لأنهم كانوا يقومون بنقل الأحداث فقط و لم يكون أي مؤرخ منهم يتسم بالموضوعية فيما يكتبه، كما أن البعض منهم كان يتقرب لاصحاب السلطة و الحكم و يقومون بتزوير الحقائق التاريخية .
تعريف التاريخ عند ابن خلدون
– تعريف ابن خلدون للتاريخ يعتبر من أهم التعريفات، و ذلك لأنه من اشهر علماء الاجتماع العرب، و كانت له نظرته الخاصة للكثير من التعريفات و المفاهيم، و اشهر ما قاله عن التاريخ ” التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام و الدول، والسوابق من القرون الأُولى تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، و تطرف فيها الأندية إذا غصَّها الاحتفال، وتؤدي شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال ” .
– كما قال ابن خلدون ” التاريخ في باطنه نظر و تحقيق، و تعليل للكائنات و مباديها دقيق، و علم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير أن يعد في علومها وخليق يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم و سياستهم” .
نظرة ابن خلدون للتاريخ و رأيه في المؤرخين
– قد رأى ابن خلدون ان التاريخ ينقسم إلى بعض الاجزاء، تعتبر هي الرئيسية فيه، و أن التاريخ له وجهان أحدهما ظاهر و الآخر باطن، حيث أن التاريخ يروي ما حدث في البلاد و في تاريخها خلال القرون الأولى، و انتشرت في هذه الأوقات الامثال و المقولات الشهيرة به، و هذا هو ظاهر التاريخ أما باطن التاريخ، فهو تعليل الكائنات و التدقيق، و معرفة الوقائع و معرفة أيضاً كيفية حدوثها، و هذا ما يعطي عمق للتاريخ و من هذه النقطة يمكننا اعتبار التاريخ علم، يوفر لنا المعلومات عن القرون و البلاد الأخرى .
– و التاريخ في وجهة نظر ابن خلدون أيضاً، يجعلنا نكتشف اسرار و حقائق و معلومات كثيرة، عن عصر الانبياء و سياستهم في التعامل و أيضاً سياسة الملوك و تعاملاتهم، و سرد الاخبار و الخبايا التي تعود لزمن محدد، و التاريخ أيضاً يتحدث عن الاجتماع الإنساني، فهو في نظرة
ابن خلدون
يدور حول الإنسان و حول الأعمال الخاصة به، و حول سلوكياته، و كل ما يحمله من اسباب و مبررات .
– ابرز العناصر الرئيسية للتاريخ من وجهة نظر ابن خلدون، هي الماضي و التقلب في الزمن و الإنسان، و عناصر تتشابه في مضمونها مع نظرة باحثين آخرين في هذا المجال، و لكن ما قام بتزيوده ابن خلدون هو، اكتشاف الأسباب و التعليل و التفلسف، و يرى أن الغرض الرئيسي من التاريخ هو ضرب الأمثال و الوقوف على تقلب احوال الناس، بالإضافة إلى محاولة تعليل اسباب الأحداث السابقة و لماذا قامت هذه الأحداث من الأساس، كما يتناول التاريخ المجتمعات الإنسانية، باختلافها سواء اختلاف العصور، أو اختلاف البلدان الخاصة بها، و قد اشتملت مقدمة ابن خدلون، قوانين تاريخية تتشابه مع القوانين الطبيعية، مثل قانون السبب و المسبب، و قانون الاستحالة و الامكان، و قانون التشابه و التباين .