إمكانية تطوير علاجات جديدة لمكافحة السرطان النقيلي

قد أثبت مهندسو الطب الحيوي أن الخلايا السرطانية المنتشرة يمكن أن تعيد برمجة عملية التمثيل الغذائي لديها، لتنمو في الأعضاء الجديدة، والخلايا التي تنشأ من سرطان القولون والمستقيم تغير عاداتها الغذائية للاستفادة من المستويات العالية من الفركتوز التي غالبا ما توجد في الكبد، وتقدم هذه النتائج رؤى عامة ومحددة في طرق جديدة لمكافحة السرطان النقيلي .


إمكانية تطوير علاجات جديدة لمكافحة السرطان النقيلي


أثبت مهندسو الطب الحيوي في جامعة ديوك أن الخلايا السرطانية المنتشرة تستطيع إعادة برمجة عملية التمثيل الغذائي الخاصة بهم لتزدهر وتنمو في الأعضاء الجديدة، وعلى وجه أكثر تحديدا يظهر البحث أن الخلايا الناشئة عن

سرطان القولون

والمستقيم تغير عاداتها الغذائية، للاستفادة من المستويات العالية من الفركتوز التي غالبا ما توجد في الكبد، وتقدم هذه النتائج رؤى عامة ومحددة في طرق جديدة لمكافحة السرطان النقيلي، وقد نشرت نتائج هذا البحث في السادس والعشرين من أبريل في مجلة الأيض الخلوي .


جامعة ديوك


جامعة ديوك هي جامعة أبحاث خاصة تقع في دورهام في كارولاينا الشمالية، أسسها الميثوديون و الكويكرز في مدينة ترينيتي الحالية في عام 1838، انتقلت المدرسة إلى دورهام في عام 1892، وفي عام 1924 أنشأ رجل الأعمال جيمس بوكانان ديوك مؤسسة ذا ديوك إندومينت ” The Duke Endowment “، وفي ذلك الوقت غيرت المؤسسة اسمها لتكريم والده المتوفى، واشنطن ديوك .

ويتم تصنيف جامعة ديوك بين أفضل الجامعات في العالم، وفقا لدراسة أجرتها مجلة فوربس، احتلت فيها ديوك المركز الحادي عشر بين أفضل الجامعات، وفي دراسة مشتركة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، كان خريجو ديوك من بين أكثر الأشخاص طلبا واهتماما في العالم، كما صنفت مجلة فوربس

جامعة ديوك

في المركز السابع في العالم على قائمتها الخاصة بـ ” مصانع الطاقة، واعتبارا من عام 2017 كان 11 من الفائزين بجائزة نوبل و 3 فائزين بجائزة تورينغ ممن درسوا بالجامعة .


انتشار السرطان


يصبح السرطان أكثر فتكا بمجرد انتشاره إلى أجزاء مختلفة من الجسم، ومع ذلك لا تأخذ العلاجات موقعها في الاعتبار، وقد أوضح شيلين شين الأستاذ المشارك في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ديوك : ” من الناحية الوراثية، سرطان القولون هو سرطان القولون بغض النظر عن مكانه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يستجيب لبيئة جديدة، وقد كان لدينا حدس أن مثل هذه الاستجابة قد لا تكون وراثية، بل أيضية ” .


ما قام به الباحثون


في الدراسة وجد شين وزملاؤه أن بعض الجينات الأيضية أصبحت أكثر نشاطا في النقائل الكبدية مما كانت عليه في الورم الرئيسي الأولي للورم أو الرئة، ومجموعة واحدة من الجينات الأيضية برزت على وجه الخصوص، تلك المشاركة في عملية التمثيل الغذائي للفركتوز، وهذا أدهش الباحثين لأن العديد من الأنظمة الغذائية الغربية غنية بالفركتوز، والتي توجد في شراب الذرة وجميع أنواع الأطعمة المصنعة .

وقال شين : ” عندما تصل الخلايا السرطانية إلى الكبد، فهي مثل طفل في متجر للحلويات، إنهم يستخدمون هذا الإمداد الجديد من الطاقة الكافية لإنشاء كتل بناء لزراعة المزيد من الخلايا السرطانية ” .


الفركتوز والخلايا السرطانية


للتغذية على الفركتوز تحتاج الخلايا السرطانية إلى إنتاج المزيد من الإنزيمات التي تحلل الفركتوز، والتي تسمى ALDOB، وهي خدعة يمكن أن تتعلمها بسرعة من الكبد نفسه، وبمجرد اكتشاف الخلايا السرطانية كيفية إعادة تركيب نفسها على الخانق في الفركتوز، فإنها تتكاثر خارج نطاق السيطرة وتصبح غير قابلة للتوقف .


أهمية هذا الاكتشاف


إلى جانب توفير نظرة ثاقبة حول كيفية ازدهار السرطان بعد انتشاره، يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات جديدة تستهدف الخلايا المنتشرة بشكل خاص، على سبيل المثال يقول شين إن تجنب الفركتوز عن طريق تناول الأطعمة الطبيعية غير المصنعة، وتزويد الأدوية التي تمنع عملية التمثيل الغذائي للفركتوز، يمكن أن يوقف نمو السرطان الذي انتشر في الكبد من الأعضاء الأخرى، ولأن الأدوية الجديدة التي تستهدف استقلاب الفركتوز طورتها شركات الأدوية لعلاج الأمراض الاستقلابية، فإن مثل هذه العلاجات قد لا تكون بعيدة .

وقال شين : ” يمكن للأطباء عادة أن يقطعوا الورم الرئيسي، وما نحتاج إليه هو وسيلة لوقف انتشار السرطان في أماكن جديدة، وفهم كيفية تكيف الخلايا السرطانية مع موطنها الجديد قد يضيف أسلحة جديدة لتكون بحوزتنا ” .