أفادت إحصائيات جديدة أن الحكومة الفيدرالية تنفق ما يقدر بنحو 55 مليار دولار سنويا، على التعامل مع آثار تعرض الأطفال للعنف المنزلي .

العنف المنزلي يحمل عواقب طويلة الأجل على الأطفال والمجتمع

تنفق الحكومة الفيدرالية ما يقدر بنحو 55 مليار دولار سنويا على التعامل مع آثار التعرض للعنف المنزلي في مرحلة الطفولة، وفقا لبحث جديد أجراه علماء اجتماع في

جامعة كيس ويسترن ريزيرف

، وقد أظهرت نتائج دراسة عن التأثير الاقتصادي الوطني للتعرض للعنف المنزلي – نشرت في مجلة العنف الأسري – ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وارتفاع معدلات الجريمة وانخفاض الإنتاجية لدى الأطفال مع تقدمهم في السن .

وقالت ميجان آر هولمز الأستاذة المساعدة والمديرة المؤسسة لمركز الصدمات والشدائد في مدرسة جاك جوزيف ومورتون ماندل للعلوم الاجتماعية التطبيقية : “هذه مشكلة صحية عامة لا تعني فقط عواقب طويلة الأمد على هؤلاء الأطفال، ولكنها تفرض أيضا عبئا ماليا كبيرا على المجتمع ” .

العنف المنزلي ” عنف الشريك “

تعرف مراكز السيطرة على الأمراض ( CDC ) عنف الشريك الحميم – المعروف أكثر باسم العنف المنزلي – على أنه أي عنف جسدي، أو عنف جنسي، أو مضايقة أو اعتداء نفسي يرتكبه الزوج، ففي الولايات المتحدة، يتعرض ما يقدر بـ 15.5 مليون طفل كل عام لنوبة واحدة على الأقل من العنف المنزلي، حيث يتعرض أكثر من 25 % من الأطفال للعنف المنزلي في حياتهم، وأفاد تقرير الـ CDC للشريك الحميم الوطني و

العنف الجنسي

بأن 27.3 % من النساء وأكثر من واحد من كل 10 رجال ( 11.5 % )، قد تعرضوا للعنف الجسدي، أو العنف الجنسي، أو المطاردة من قبل الشركاء والأزواج مرة واحدة على الأقل في حياتهم، ويقال إن المتزوجين الذين لديهم أطفال يعانون من أعلى مستويات العنف المنزلي .

الآثار الاجتماعية والمادية التي يتسبب فيها العنف المنزلي

في الوقت الذي يبلغ فيه الطفل الذي يتعرض للعنف المنزلي سن 64، فإن متوسط التكلفة على الاقتصاد الوطني على مدى حياته سيصل إلى ما يقرب من 50.000 دولار في الفئات الرئيسية التالية وفقا للبحوث :

1- الرعاية الصحية :

الآثار المقدرة للتعرض للعنف المنزلي على استخدام الرعاية في المستشفيات والطبيب والخدمات السريرية .

2- الجريمة :

الأثر التقديري للتعرض للعنف المنزلي على مدى احتمالية ارتكاب جريمة عنيفة مدى الحياة، مثل القتل، والاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، والاعتداء المشدد، والسرقة .

3- اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ :

ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮض ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺗﺼﺎل ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ أﻗﻞ، باستخدام التقديرات الخاصة بتأثيرات التعليم الخاصة بالعمر على دخل العمال .

حيث قامت الدراسة بحساب ضرر الأرباح المتوقعة المرتبطة بالتعرض للعنف المنزلي، ويشمل ذلك على الأقل 11.042 دولارا من التكاليف الطبية المتزايدة، و 13.922 دولارا من التكاليف المرتبطة بجرائم العنف، و 25.531 دولارا من الخسائر في الإنتاجية .

تصريحات الباحثون

قالت هولمز : ” وهذا فقط لشخص واحد، فإذا اعتبرنا البالغين في

ولاية أوهايو

، على سبيل المثال، 172.500 شخص من أوهايو يبلغون من العمر 20 عاما، فإن التكلفة العمرية التراكمية لما يقدر بـ 25 % ممن تعرضوا للعنف المنزلي كأطفال سيكون حوالي 2.18 مليار دولار، والعبء الاقتصادي يصبح كبيرا – أكثر من 55 مليار دولار “، وقالت إن آثار تعرض الأطفال للعنف المنزلي تحمل عواقب طويلة الأمد .

وفي حين تم إجراء الكثير من الأبحاث حول تأثير التعرض للعنف المنزلي على النتائج القصيرة والطويلة الأجل، فإن هذه هي الدراسة الأولى التي تضيف ثمنا لمشكلة الصحة العامة هذه، وقالت ريبيكا جي ميسي رئيسة تحرير جريدة العنف الأسري وعميدة الشئون الأكاديمية في جامعة نورث كارولينا للعمل الاجتماعي : ” على الرغم من أننا غالبا ما يستخدم الباحثون كلمات مثل ” كسر الأرض ” لوصف عملنا، إلا أن القليل من الدراسات تلتقي فعلا بهذا الحد “، ومع دراستهم حول العبء الاقتصادي لتعرض الأطفال لعنف الشريك، فإن البروفيسورة هولمز وزملائها أنتجوا بالفعل دراسة رائدة .

وأضافت هولمز أنه من خلال فهم حجم التكاليف المتكبدة، يمكن لصانعي السياسات الآن الرجوع إلى الاقتصاد من أجل المزيد من التدخلات الوقائية والعلاجية الفعالة، وقد أجريت الدراسة بالتنسيق مع فرانسيسكا غارسيا كوبيان ريختر، أستاذة مساعدة بحثية، وكريستين بيرج وآنا بندر، وكلاهما من مرشحي الدكتوراه في مدرسة ماندل، ومارك فوتروبا أستاذ مشارك في الاقتصاد في كلية ويذرهيد للإدارة .