أروى القيروانية صاحبة الصداق القيرواني
أروى الحميرية القيروانية زوجة الخليفة
أبو جعفر المنصور
، تربت في كنف والدها منصور الحميري من أغنياء اليمن الذي حرص على أن تكون ابنته سيدة قومها فهي المدللة لديه، فقد كانت تتمتع بالجمال الخلاب والذكاء والفطنة، انتقل منصور الحميري بعد ولادة أروى بفترة إلى القيروان واستقر بها فترة فقد كان يعمل بالتجارة.
أبو جعفر المنصور في بيت منصور الحميري:
وفي أحد الأيام وبينما كان منصور الحميري جالسًا في بيته فوجئ بمن يستجير بيه أن يحميه في بيته ويخفيه عن أعين ملاحقيه، فكان ذلك الشخص هو أبو جعفر المنصوري الذي كان الأمويين يبحثون عنه في كل مكان فوافق منصور الحميري واستضاف أبا جعفر الذي رأى أروى ابنة منصور فأحبها حبًا شديدًا وطلب من أبيها أن يزوجها إياه فوافق الأب على هذا الزواج وباركه على شرط واحد، وإلا فلن يتمم هذا الزواج
الصداق القيرواني:
اشترط منصور الحميري على أبو جعفر الصداق القيرواني وهو أن لا يتزوج أبو جعفر على ابنته ولا يتسرى عليها ما دامت في ذمته، وفي حالة إخلاله بهذا الشرط فإن طلاقها يكون بيدها فوافق أبو جعفر على ذلك الشرط وتزوج من أروى الحميرية وكان ذلك في أواخر عهد هشام بن عبد الملك عام 125 هـ وصار وأنجب منها ولده محمد الذي لقب بعد ذلك ب
الخليفة المهدي
الإخلال بالشرط:
بعدما صار أبو جعفر خليفة للمسلمين وقويت شوكته كحاكم مسلم أراد أن يسري على نفسه بالزواج من أخرى فغضبت منه أروى وامتنعت عنه فاحتكم إلى أبو حنيفة يريد منه الفتوى وجلست أروى خلف الستار تنتظر رد الإمام على كلام زوجها.
فلما دخل أبو حنيفة طلب من أبو جعفر أن يعرض مسألته، فقال له أبو جعفر يا إمام كما يحل للرجل الحر من نساء؟ قال الإمام: مثنى وثلاث ورباع وما ملكت يمينه، فنادى أبو جعفر بصوت عالي: اسمعي يا حرة وكان هذا لقبها، فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين لا يحل لك إلا واحدة، فقال أبو جعفر: كيف؟ أو لم تقل مثنى وثلاث ورباع؟ فقال يا أمير المؤمنين ، أمرنا أن نعدل فلما قلت: اسمعي يا حرة علمت أنك لا تعدل.
وفاة أروى القيروانية:
ظل أبو جعفر المنصور وفيًا لأروى طوال حياتها فلم يتزوج عليها ولم يتسرى بملك اليمين فقد كان مهتمًا ببناء
الدولة العباسية
فسعى في بناء بغداد واتخذها مقرًا للخلافة، فقد كان زاهدًا في الدنيا مشتغلًا بأمر الدولة وسياستها والاهتمام بمصلحة الرعية، فلم يكن ينفق المال إلا فيما يعود بالنفع على الدولة حتى امتلأت خزائن الدولة بالأموال، فقد كان بعيدًا كل البعد عن اللهو والترف ولم تنجب له أروى سوى ابنه محمد وظلت زوجته الوحيدة حتى توفت، فتزوج بعدها أبو جعفر أكثر من مرة.