قصة اعتقال عهد التميمي
عهد التميمي الفتاة الفلسطينية ذات السبعة عشر عاما، والتي وجهت صفعة على وجه جندي من جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أصيب ابن عمها ” محمد ” الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما برصاصة إسرائيلية في جمجمته نجا من الموت منها بأعجوبة .
عهد التميمي
عهد التميمي هي فتاة فلسطينية ولدت في 30 مارس 2001 في قرية النبي صالح، لفتت أنظار العالم لها منذ الصغر، بسبب شجاعتها وتحديها للجنود الإسرائيليين، والذين اعتدوا عليها وعلى والدتها ” ناريمان التميمي ” الناشطة السياسية، إثر خروجهم في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح، وقد تمكنت من قبل من تخليص أخوها ” محمد ” من الاعتقال على يد الجنود الصهاينة، وكانت تشارك مع والديها منذ أن كانت في الرابعة من عمرها في عدد كبير من المسيرات والمظاهرات ضد السياسات الإسرائيلية، وكانت تخرج في مسيرة أسبوعية كل جمعة، في قرية النبي صالح التي تعيش بها، والتي كانت تطالب فيها بالخروج من أرضهم، وكانت ترفع شعار ” اخرجوا من أرضنا .. فهذه الأرض ليست لكم ” .
عائلة عهد التميمي
والد عهد هو باسم التميمي الذي ولد في قرية النبي صالح عام 1967، وهو حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بيرزيت في رام الله، وحاصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة، اعتقلته قوات الاحتلال عام 1988 إثر انتفاضة الأقصى، واعتقل مرة أخرى عام 1993، أصيب بشلل نصفي بسبب تعذيبه الشديد أثناء الاعتقال، وقد استشهدت أخته عام 1993، أما والدة عهد فهي ناريمان التميمي من مواليد المملكة عام 1977، حاصلة على الثانوية العامة من رام الله، اعتقلت 5 مرات، وتعرضت للضرب والتعذيب من جنود الاحتلال الصهاينة، بسبب تصويرها بالكاميرا للجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قرية النبي صالح، ولعهد ثلاثة أخوة من الذكور هم : وعد، سلام، ومحمد .
قصة اعتقال عهد التميمي
بدأت القصة في الخامس عشر من ديسمبر الماضي، عندما اقترب جنود الاحتلال من منزل عائلة التميمي، مما جعل عهد تتصدى لهم بكل قوتها، وقد أطلقوا على ابن عمها ” محمد ” طلقة نارية في جمجمته، الأمر الذي جعل عهد تسدد صفعة تاريخية على وجه الجندي الإسرائيلي، بعد ذلك بأربعة أيام تحديدا في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، قامت أكثر من 20 دورية إسرائيلية باعتقال عهد، بعد أن أقدموا على منزلها في ساعة متأخرة من الليل، وذلك بعد أن قامت القوات الغاشمة بتفتيش المنزل وأخذ ما به من أجهزة حاسوب وهواتف محمولة .
جدير بالذكر أن عهد قبل اعتقالها قد تعرضت للإصابة برصاص الإسرائيليين المحتلين المطاطي ثلاث مرات، كما تعرضت يدها للكسر، ورغم ذلك ظلت تدافع عن نفسها وعن أهلها وتستمر في الصراخ في وجه المحتلين مطالبة بحقها، حتى تم اعتقالها .
اعتقال والدة عهد التميمي ووالدها بعدها مباشرة
اعتقلت والدة عهد ” ناريمان التميمي ” في نفس اليوم الذي تم فيه اعتقال عهد، وذلك أثناء ذهابها لمعرفة وضع اعتقال ابنتها في ذلك اليوم، وتم اعتقالها من أمام معسكر بنيامين شمال
رام الله
، ثم اعتقل والدها ” باسم التميمي ” بعد يوم من اعتقال عهد، أثناء حضوره جلسة محاكمة ابنته .
محاكمة عهد
في الرابع والعشرين من ديسمبر رفضت المحكمة الإسرائيلية الإفراج عن عهد، وفي الأول من يناير من العام الجاري 2018 قامت المحكمة بمد فترة اعتقالها هي ووالدتها 8 أيام، وتم توجيه 12 تهمة إلى عهد، منها : إعاقة عمل وإهانة جنود، والتحريض، وتوجيه تهديدات، ومشاركة بأعمال شغب وإلقاء حجارة، وغيرها، وفي الخامس عشر من يناير للعام الجاري 2018، مدت المحكمة الإسرائيلية اعتقال عهد 48 ساعة أخرى لاستكمال التحقيق معها للمرة الرابعة منذ أن تم اعتقالها .
وفي الأول والعشرين من مارس الماضي للعام الجاري 2018، حكمت محكمة عوفر الإسرائيلية بسجن عهد ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات، وغرامة مالية قدرها 30 شيكل إسرائيلي جديد، أما والدتها ” ناريمان التميمي ” فقد حكمت المحكمة عليها بالسجن لمدة ثمانية شهور، وخمسة شهور مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات، مع دفع غرامة مالية قدرها 6000 شيكل إسرائيلي جديد، وذلك بسبب اتهام الأم بتحريض ابنتها عهد على الاعتداء على الجنود الإسرائيليين، وفي نفس اليوم حكمت المحكمة على نور التميمي ” ابنة عم عهد ” بالسجن لمدة 16 يوم، ودفع غرامة مالية قدرها 2000 شيكل إسرائيلي جديد .