القضاء على الجراثيم الأمعائية يبطئ تلف القلب ويحسن وظائفه

من المعروف أن البكتيريا الموجودة داخل أجسامنا لها تأثير كبير على صحتنا، لذا يشير بحث جديد إلى أن القضاء على الجراثيم الأمعائية يمكن أن يحسن وظائف القلب، وربما يبطئ تلف القلب الذي يحدث مع قصور القلب .


القضاء على الجراثيم الأمعائية يبطئ تلف القلب ويحسن وظائفه


إن البكتيريا الموجودة في الجسم تؤثر بشكل كبير على صحتنا، ويشير بحث جديد في هذا المجال إلى أن القضاء على الجراثيم الأمعائية يمكن أن يحسن وظائف القلب وربما يبطئ من التلف الذي يحدث مع قصور القلب، ويستند البحث إلى فكرة أن الميكروبات التي تعيش في القناة الهضمية تؤثر على

قصور القلب

، عن طريق زيادة إنتاج الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا المناعية، وقد وجد الباحثون أن حيوانات التجارب التي تعاني من قصور القلب، تكون أفضل إذا تم علاجها بالمضادات الحيوية لمدة خمسة أسابيع، وذلك يعد أساس لتعقيم القناة الهضمية .

وقد قال الدكتور فرانسيسكو جيه كاريلو ساليناس، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة تافتس والذي أجرى البحث : ” مختبرنا يدرس كيف تتحدث القناة الهضمية للقلب من خلال الخلايا التائية، وبالنظر إلى أن القناة الهضمية هي أكبر خزان في الجسم للخلايا التائية والميكروبات، فمن خلال تعديل

الجراثيم

يمكننا تعديل تنشيط الخلايا التائية، وإحداث تعديل في التغييرات القلبية التي تؤدي إلى قصور القلب “، وسيقدم كاريلو ساليناس هذا البحث في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم أمراض الباثولوجيا الاستقصائية خلال اجتماع البيولوجيا التجريبية لعام 2018، الذي يعقد في الفترة من 21 إلى 25 أبريل الجاري في سان دييغو .


فشل القلب


إن فشل القلب هو حالة لا يستطيع فيها القلب ضخ الدم الكافي لتلبية احتياجات الجسم، ويعاني ما يقرب من 6 ملايين أمريكي من قصور في القلب، ونحو نصف الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب يموتون في غضون خمس سنوات، وقد أظهرت مجموعة كاريو ساليناس سابقا أن الخلايا التائية تتسرب إلى القلب عند مرضى قصور القلب، ومن المعروف أن الالتهاب الذي هو نتيجة للاستجابة المناعية، يلعب دورا هاما في أمراض القلب .

وقد أشارت أبحاث أخرى إلى أن اضطراب الميكروبات في الأمعاء يمكن أن يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، ويمكن إحداث تغيير في جراثيم الأمعاء عن طريق التغييرات الغذائية أو استخدام المضادات الحيوية .


فحص وظائف القلب


لفك كيفية تأثير التغيرات في جراثيم الأمعاء على نشاط الخلايا التائية في القلب، فحص الباحثون علامات وظائف القلب والأوعية الدموية والبروتينات ذات الصلة بالنشاط المناعي في أربع مجموعات من حيوانات التجارب، وتلقى نصف هذه الحيوانات مجموعة من المضادات الحيوية واسعة الطيف لمدة خمسة أسابيع والتي استنزفت

البكتيريا

تماما من الأمعاء، كما خضع نصف الذين تلقوا المضادات الحيوية ونصف الذين لم يتلقوا المضادات الحيوية إلى إجراء لتعديل الشريان الأبهر بطريقة تحاكي آثار قصور القلب لدى البشر .


اكتشافات الباحثون


اكتشف الباحثون أن حيوانات التجارب التي كانت تعاني من فشل القلب المستحث والتي تلقت المضادات الحيوية، أظهرت قدرة على ضخ القلب بشكل كبير، وكانت أقل ضررا على أنسجة القلب مقارنة مع تلك التي لم تتلق المضادات الحيوية، وقال كاريلو ساليناس : ” لأن التعقيم التام للأمعاء أثبت قدرته على تحسين بعض النماذج التجريبية لأمراض الخلايا التائية، فإن نتائجنا كانت متفقة مع فرضيتنا الأولية “، وتابع : ” إن حقيقة أننا نرى وظيفة القلب المحفوظة بشكل كامل أمر مثير للدهشة، فأنا أتطلع إلى بيانات جديدة ومثيرة حول ما يحدث في القلب بمجرد أن تستعيد البكتيريا المختلفة القناة الهضمية ” .

وتشير النتائج إلى أن الخلايا التائية تنشط في

الغدد الليمفاوية

الأقرب إلى القلب، ثم تنتقل إلى القلب، ثم تساهم في تطور قصور القلب، عن طريق إطلاق بروتينات وإشارات تعرف باسم السيتوكينات، وتحفز القلب ليصبح مكبرا وتشكل ندبة في الأنسجة، وقد تم منع كل هذه التغييرات في الحيوانات التي تلقت المضادات الحيوية، وقال كاريو ساليناس : ” فهم كيف تقوم جراثيم القناة الهضمية مباشرة بتنظيم وظيفة الأعضاء البعيدة مثل القلب، سيترك ضوءا جديدا في الطرق العلاجية الجديدة المحتملة لدى المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بقصور في القلب لمنع تطور المرض ” .

ويتابع : ” وتثبت نتائجنا أن استنزاف الأمعاء الدقيقة يحول دون اختلال وظيفي في القلب، ويمهد الطريق للدراسات المستقبلية التي ستحدد مكونات المجهرية المسئولة عن تقدم فشل القلب ” .