إصابات الدماغ البسيطة تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون
قد يكون لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتجاج خفيف، أو إصابات دماغية بسيطة، زيادة في خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 56 بالمائة .
إصابات الدماغ البسيطة تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون
قد يكون لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتجاج خفيف أو إصابات دماغية خفيفة، زيادة بنسبة 56 % بخطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش ” باركنسون “، وذلك وفقا لدراسة نشرت في الثامن عشر من أبريل الجاري في مجلة ” Neurology “، وهي المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب .
العلاقة بين ارتجاج الدماغ ومرض باركنسون
قالت الدكتورة كريستين يافي من
جامعة كاليفورنيا
في سان فرانسيسكو، ومركز سان فرانسيسكو لشئون المحاربين القدامى، وعضو في الأكاديمية الأمريكية لأمراض الأعصاب : ” أظهر البحث السابق وجود صلة قوية بين الإصابة المتوسطة والصعبة في المخ وارتفاع خطر الاصابة بمرض باركنسون، لكن البحث عن إصابة دماغية بسيطة لم يكن قاطعا، وبحثنا هذا نقب عن عددا كبيرا جدا من المحاربين الأمريكيين الذين عانوا من إصابات دماغية خفيفة أو معتدلة أو شديدة، في محاولة للعثور على إجابة عما إذا كانت إصابات الدماغ البسيطة يمكن أن تعرض شخصا للخطر أم لا ” .
إصابات الدماغ
تم تعريف إصابة الدماغ أو الصدمة المعتدلة إلى الحادة بأنها
فقدان الوعي
لأكثر من 30 دقيقة، وتغيير الوعي لأكثر من 24 ساعة، أو فقدان الذاكرة لأكثر من 24 ساعة، وتم تعريف إصابة الدماغ الرضية الخفيفة بأنها فقدان الوعي لمدة صفر إلى 30 دقيقة، وتغيير الوعي للحظة إلى 24 ساعة، أو فقدان الذاكرة لمدة صفر إلى 24 ساعة .
ما قام به الباحثون
حدد الباحثون 325.870 من المحاربين القدامى من ثلاثة قواعد بيانات طبية لإدارة الصحة الأمريكية للمحاربين القدامى، وتم تشخيص نصف المشاركين في الدراسة إما بإصابات دماغية خفيفة أو معتدلة أو حادة، ونصفهم لم يصابوا بشيء، والمشاركون في الدراسة الذين تراوحت أعمارهم من 31 إلى 65 سنة، تمت متابعتهم بمتوسط 4.6 سنة، وفي بداية الدراسة لم يكن أحد يعاني من مرض باركنسون أو الخرف، وتم تشخيص جميع إصابات الدماغ الرضحية من قبل الطبيب .
اكتشافات الباحثون
تم تشخيص ما مجموعه 1.462 من المشاركين مع
مرض باركنسون
على الأقل لمدة سنة واحدة وبعد 12 سنة من بدء الدراسة، وكان متوسط الوقت للتشخيص 4.6 سنوات، وما مجموعه 949 من المشاركين مع إصابات في الدماغ أو 0.58 في المائة طوروا مرض باركنسون، مقارنة مع 513 من المشاركين مع عدم وجود إصابات في الدماغ أو 0.31 في المائة، وما مجموعه 360 من أصل 76297 يعانون من إصابات دماغية خفيفة أو 0.47 في المائة طوروا المرض، و 543 من أصل 72592 يعانون من إصابات دماغية متوسطة إلى حادة أو 0.75 في المائة طوروا المرض .
تحليل الباحثون
بعد تعديل الباحثين للعمر والجنس والعرق والتعليم وغيرها من الحالات الصحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وجدوا أن أولئك الذين يعانون من أي نوع من إصابات الدماغ المؤلمة كان لديهم خطر متزايد بنسبة 71 % لمرض باركنسون، وأولئك المصابين بإصابات دماغية خفيفة كان لديهم خطر متزايد بنسبة 56 في المائة للإصابة بمرض باركنسون، ووجد الباحثون أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال إصابات الدماغ الرضحية تم تشخيصهم بمرض باركنسون بمتوسط قبل عامين، من أولئك الذين لا يعانون من إصابات في الدماغ .
وقالت مؤلفة الدراسة الرائدة الدكتورة راكيل سي غاردنر، جامعة كاليفورنيا في
سان فرانسيسكو
، ومركز سان فرانسيسكو لشئون المحاربين القدامى، وعضو في الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب : ” هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية الوقاية من الارتجاج، ومتابعة طويلة المدى لأولئك المصابين بارتجاج في الدماغ، والحاجة إلى دراسات مستقبلية للتحقيق فيما إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى لمرض باركنسون يمكن تعديلها بعد إصابة شخص ما بارتجاج في الدماغ “، وتتابع : ” بينما نظرت دراستنا إلى قدامى المحاربين، فإننا نعتقد أن النتائج قد يكون لها آثار مهمة للرياضيين وعامة الجمهور كذلك ” .
جدير بالذكر أن أحد القيود على الدراسة كان ” استخدام الرموز الطبية لتحديد الأشخاص المصابين بإصابات في الدماغ “، وربما تكون بعض الحالات قد فاتتهم، بالإضافة إلى ذلك، قد يتم الإبلاغ عن إصابات الدماغ الرضية الخفيفة في أولئك الذين يشاركون في الحروب .