تغير المناخ العالمي سيزيد من حدة الجفاف في أوروبا

سوف يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم موجات الجفاف في أوروبا، وسوف يستمر الجفاف لفترة أطول، ويؤثر على مناطق أكبر، ويكون له تأثير على عدد أكبر من الناس، وإذا ارتفعت حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات مئوية أخرى، فقد تصبح الأحداث المتطرفة هي الحالة الطبيعية في المستقبل .


تغير المناخ العالمي سيزيد من حدة الجفاف في أوروبا


وفقا لنتائج النمذجة للفريق المؤلف الذي شارك فيه علماء من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا والمملكة المتحدة، فإنه إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات مئوية أخرى، فإن مناطق الجفاف في أوروبا ستتوسع من 13 بالمائة إلى 26 في المائة من المساحة الكلية، مقارنة بالفترة المرجعية من عام 1971 حتى عام 2000 .

وإذا نجحت الجهود في الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس لحماية المناخ، يمكن أن تقتصر مناطق الجفاف في أوروبا على 19 في المائة من المساحة الكلية، وباستثناء

الدول الاسكندنافية

فإن مدة الجفاف الأكبر في أوروبا ستستمر أيضا أطول بثلاث إلى أربع مرات مما كانت عليه في الماضي، ويمكن أن يتأثر حتى 400 مليون شخص .


نتائج سلبية في منطقة البحر المتوسط


يمكن توقع نتائج سلبية في منطقة البحر المتوسط​​، حيث يمكن أن تمتد مناطق الجفاف من 28 % من المساحة في الفترة المرجعية، إلى 49 % من المساحة في أكثر الحالات تطرفا، كما سيزداد عدد شهور الجفاف سنويا زيادة كبيرة في جنوب أوروبا، يقول الدكتور لويس سامانييغو، وهو أحد العلماء الرئيسيين في هذه الدراسة : ” في حالة حدوث ارتفاع درجة الحرارة ثلاث درجات أخرى، فإننا نفترض أنه سيكون هناك 5.6 أشهر جفاف في السنة، وحتى الآن كان الرقم 2.1 شهرا، وإنه لمن المتوقع أن يستمر الجفاف لأكثر من سبعة أشهر في شبه الجزيرة الإيبيرية ” .


محتوى الماء في التربة عند ارتفاع الحرارة


أضاف الدكتور ستيفان ثوبر، الذي شارك في كتابة الدراسة كمؤلف رئيسي ثان : ” إن ارتفاع درجة الحرارة بثلاث درجات يعني أيضا أن محتوى الماء في التربة سينخفض ​​بمقدار 35 ملليمتر حتى عمق مترين، وبعبارة أخرى، لن يكون هناك 35 ألف متر مكعب من المياه متوفرة لكل كيلو متر مربع من الأرض ” .

وهذا يقابل تقريبا عجز المياه الذي شهدته فترة الجفاف التي كانت سائدة في صيف عام 2003 في أنحاء كثيرة من أوروبا، وإذا حدث سيناريو الثلاث درجات، فإن أحداث الجفاف بهذه الشدة والمدى يمكن أن تحدث مرتين في كثير من الأحيان في السنوات القادمة، وتصبح الحالة الطبيعية في أجزاء كثيرة من

أوروبا

، وفي المستقبل سيتجاوز الجفاف هذه الحالة الطبيعية إلى حد بعيد، وسيكون التأثير على المجتمع المدني والاقتصاد شديد، ومن ناحية أخرى إذا ازداد الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية فقط، فإنه يمكن توقع 3.2 أشهر فقط من الجفاف سنويا في منطقة البحر المتوسط ​، وسيكون هناك انخفاض في محتوى الماء في التربة حوالي 8 ملليمتر .


مناطق أخرى في أوروبا


وفقا لعلماء الاتحاد الأوروبي، فإن مناطق أخرى في أوروبا لن تتأثر تماما مثل منطقة البحر المتوسط ​​- حتى إذا ارتفعت درجة الحرارة بثلاث درجات مئوية، ويوضح عالم الرياضيات ستيفان ثوبر : ” في المناطق الأطلنطية والقارية والألبية، ستزداد مناطق الجفاف بنسبة تقل عن عشرة بالمائة من المساحة الكلية “، وعلى العكس في دول البلطيق والدول الاسكندنافية، فإن الزيادات المتوقعة في هطول الأمطار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي إلى انكماش المنطقة المتأثرة بالجفاف بحوالي ثلاثة بالمائة، وبالنسبة لألمانيا كذلك فإن الاحترار لن يكون له سوى نتائج صغيرة نسبيا – مع وجود قيد واحد وهو : سيكون الصيف أكثر جفافا في المستقبل مما كان عليه الحال حتى الآن بحسب ما يشرح ثوبر .

ويؤكد الباحثون ​​على أنه يمكن للإنسان أن يتفاعل مع الانتشار المتوقع لموجات الجفاف، ويقول سامانييغو : ” يمكن الحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري جزئيا مع بعض التعديلات الفنية، ومع ذلك فإن هذه التكاليف ستكون باهظة الثمن “، وستكون الطريقة الأكثر فعالية هي تنفيذ أهداف حماية المناخ الواردة في اتفاقية باريس، وبالتالي تقليل الآثار السلبية على الجفاف الأرضي في أوروبا .

المصدر :

ساينس ديلي