النظام الغذائي الغني بالدهون يؤدي إلى هشاشة العظام
لطالما ظن العلماء أن هشاشة العظام في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، هي نتيجة للتآكل الشديد في المفاصل، لكن أكد العلماء حديثا أن الميكروبيوم هو الجاني، حيث يؤكد العلماء أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون ( مثل النظام الغذائي الغربي )، يمكن أن يغير الميكروبات المعوية، ويزيد الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، ويعمل على تسريع تدهور المفاصل .
النظام الغذائي الغني بالدهون يؤدي إلى هشاشة العظام
يمكن أن تكون البكتيريا في القناة الهضمية، والمعروفة باسم ميكروب الأمعاء، السبب وراء
التهاب المفاصل
وآلام المفاصل التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة .
هشاشة العظام
هشاشة العظام هي أحد الآثار الجانبية الشائعة للبدانة، وهي السبب الأكبر للإعاقة في الولايات المتحدة، حيث تؤثر على 31 مليون شخص، وقد كانت تدعى أحيانا باسم ” التهاب البلى والتهاب المفاصل “، ويفترض أن الفصال العظمي في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كان نتيجة للتوتر غير المبرر على المفاصل، لكن الباحثين في المركز الطبي بجامعة روشستر يقدمون أول دليل على أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء – التي يحكمها النظام الغذائي – يمكن أن تكون القوة المحركة الرئيسية وراء هشاشة العظام .
حيث وجد العلماء أن حيوانات التجارب السمينة كانت بها بكتيريا أكثر ضررا في أحشائها مقارنة بالحيوانات الخالية من الدهون، مما تسبب في حدوث التهاب في أجسامها أدى إلى تدهور سريع في المفاصل، وعلى الرغم من أن المكمل الغذائي الأساسي المشترك لم يساعد على خفض الوزن، إلا أنه عكس الأعراض الأخرى تماما، مما جعل أحشاء الحيوانات السمينة ومفاصلها غير مميزة عن الحيوانات الخالية من الدهون .
ما يمكن أن تفعله النظم الغذائية عالية الدهون
قام فريق البحث بقيادة الدكتور مايكل زوسكيك، وهو أستاذ مشارك في جراحة العظام في مركز أبحاث العضلات والعظام (CMSR)، والدكتور روبرت موني أستاذ علم الأمراض والمختبرات، والدكتور ستيفن جيل الأستاذ المشارك في علم الأحياء المجهرية والمناعة، بتغذية حيوانات التجارب على نظام غذائي عالي الدهون، أقرب إلى النظام الغذائي الغربي مثل ” التشيز برجر والميلك شيك “، وفقط خلال 12 أسبوعا من الحمية عالية الدهون جعلت حيوانات التجارب يعانون من
السمنة المفرطة
والسكري، وما يقرب من مضاعفة نسبة الدهون في الجسم مقارنة مع الحيوانات التي تغذت على نظام غذائي صحي منخفض الدهون .
وكانت تهيمن على قولوناتهم البكتيريا الموالية للالتهابات، ويفتقروا تماما تقريبا إلى بعض بكتيريا بروبيوتيك المفيدة مثل Bifidobateria التي تكون في الزبادي، وقد تزامنت التغيرات في ميكروبات الأمعاء في الحيوانات مع علامات الالتهاب على مستوى الجسم، بما في ذلك في ركبتيهما، حيث تسبب الباحثون في التهاب المفاصل وتمزق الغضروف الهلالي، وهي إصابة رياضية شائعة معروفة بأنها تسبب التهاب المفاصل، بالمقارنة مع الحيوانات الخالية من الدهون، كما أن الفصال العظمي قد تقدم بسرعة أكبر في الحيوانات السمينة، مع اختفاء كل غضاريفها تقريبا في غضون 12 أسبوعا من التمزق .
الغضروف
قال زوسكيك : ” إن الغضروف هو وسادة وزيوت تشحيم يدعم حركات مشتركة خالية من الاحتكاك، وعندما تفقد ذلك تكون العظام على العظام مثل الصخرة على الصخرة، ويجب حينها استبدال المفصل بأكمله، ومنع حدوث ذلك هو ما نسعى إليه كباحثين لهشاشة العظام، للحفاظ على ذلك الغضروف ” .
هل يمكن أكل الكعك وحماية المفاصل في نفس الوقت ؟
المثير للدهشة أن تأثيرات السمنة على
بكتيريا الأمعاء
، والالتهاب، والتهاب المفاصل كانت تمنع تماما عندما استكملت الحمية الغذائية عالية الدهون في الحيوانات السمينة بمضاد بيبيديوتشي مشترك يسمى أوليغوفيكتوز، وكان غضروف الركبة في الحيوانات السمينة الذين تناولوا مكمل أوليغوفيكتوز لا يمكن تمييزهم عن الحيوانات الخالية من الدهون .
البريبايوتك
البريبايوتك مثل أوليغوفيكتوز لا يمكن هضمها بواسطة القوارض أو البشر، ولكنها تعامل مرحب به لأنواع معينة من بكتيريا الأمعاء المفيدة مثل Bifidobacteria، وشهدت مستعمرات تلك البكتريا نموا، واستولت على أمعاء حيوانات التجارب السمينة واكتساح الجهات الفاعلة السيئة، مثل البكتيريا المسببة للالتهاب، وهذا بدوره قلل التهاب الجهازية وأبطأ انهيار الغضروف في الركبتين، وقال موني : ” هذا يعزز فكرة أن التهاب المفاصل العظمي هو نوع آخر ثانوي من مضاعفات السمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وكلها لها التهاب كجزء من قضيتها، وربما كلهم يشتركون في جذر مشابه، وقد يكون الميكروبيوم هو الجذر المشترك ” .
يقول الدكتور إريك شوت زميل ما بعد الدكتوراه في CMSR وعالم أبحاث سريرية في Solarea Bio : ” لا توجد علاجات يمكن أن تبطئ تقدم التهاب المفاصل – وبالتأكيد لا شيء يعكسها، لكن هذه الدراسة تمهد الطريق لتطوير علاجات تستهدف الميكروبيوم وتعالج المرض بالفعل ” .