الفرق بين النبأ والخبر

تعتبر كل من الخبر والنبأ من الكلمات التي يظنها الكثير مترادفات ولكنها تحمل معاني مختلفة، وقد وردت كلمة الخبر وكلمة النبأ في الكثير من المواضع في

القرآن الكريم

، وهما كلمتان متقاربتان إلا أن بينهما الكثير من الاختلاف، وفيما يلي سيتم عرض الفرق بين كل منهما.


الخبر

: هو الشيء الذي قد يخبر به الشخص ولكن هناك علامات تشير إلى ذلك الخبر، أو ربما كان هذا الخبر الذي يقوله الشخص الذي أتى به معروف للآخرين ،فقد قال تعالى في سورة النمل (سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ) وذلك يعني أن هناك شك في ذلك الخبر وهناك من سيذهب كي يتأكد من صحته لذلك استخدم الله تعالى الخر ولم يستخدم كلمة النبأ،

وقال تعالى في سورة البقرة  (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وقال في سورة النور (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، وقال تعالى في سورة النمل (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، وقال تعالى في سورة الشورى (إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)، وقد قال الله تعالى في سورة الكهف (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا)، وقال تعالى في سورة النمل (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)


النبأ:

هو خبر لم عرفه أحد من قبل، وهو خبر صادق لا يوجد فيه موضع شك، وقد جاءت كلمة نبأ في القرآن الكريم في عدة مواضع حيث جاءت في سورة النبأ حيث قال تعالى (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)، وذلك يؤكد أن النبأ شيء عظيم أو خبر كبير، وقد قل تعالى في كتابة الكريم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

والنبأ يستخدم عند الأشياء التي حدثت في الماضي ولم يعرفه أحد، فقد تم ذكره في الكثير من المواضع التي يذكر فيها الله قصص الانباء السابقين، فقد قال الله تعالى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال تعالى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ )، وقال تعالى في سورة النمل (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) .

وقد قال علي بن عيسى: (في النبأ معنى عظيم الشأن وكذلك أخذ منه صفة النبي صلى الله عليه وأله وسلم)، قال أبو هلال أيده الله ولهذا يقال سيكون لفلان نبأ ولا يقال خبر بهذا المعنى، وقال الزجاج في قوله تعالى ” فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون ” أنباؤه تأويله والمعنى سيعلمون ما يؤول إليه إستهزاؤهم، وقد قال تعالى: (نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون).


الفرق بين النبأ والخبر:


لكل منهما سياق خاص وألفاظ خاصة يتم استخدام كل منهما فيه، فكلمة النبأ يتم استخدامها عندما يكون هناك خبر لا يعرفه المخبر، أما كلمة الخبر فتستخدم عندما يكون هناك احتمالية في أن يعرف المخبر هذا الخبر من قبل وإذا كان لا يعلمه فربما هو غير متأكد منه أو سمع عنه من قبل، لذلك يقال أخبرني عن نفسي ولا يقال نبئني عن نفسي، لأن الشيء الذي سيخبره به هو يعرفه بالفعل،

وتستخدم كلمة النبأ في الحديث عن الاخبار الماضية وقصص الانبياء التي تعتبر مجهولة ولم يتم ذكرها سوى في القرآن الكريم، حيث في قال الله تعالى في كتابه الكريم (فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون) وذلك لأنه شيء غير معروف، والنبأ له معنى عظيم، فكل آيات القرآن الكريم تدل أن النبأ هو أعظم وأهم كثيرا من الخبر