دور المياه في تقليل أعراض القلق عند الأطفال

تلعب المياه دوراً هاماً في طريقة عمل الجسم، حيث تحتاج جميع أعضائنا، بما في ذلك دماغنا، إلى الماء للعمل بشكل صحيح، فإذا كنا نشعر بالجفاف، فيصبح جسمنا متوتر ويمكن أن نشعر القلق والانفعال .


العلاقة بين الجفاف والشعور بالقلق :


وفقا لباري جو ماكدونا ، مبتكر برنامج علاج القلق ومؤلف كتاب DARE ، يمكن أن يساهم الجفاف في القلق والعصبية، ويشرح قائلاً : ” تتم مراقبة جميع وظائف الجسم تقريبًا وربطها عن طريق تدفق المياه في جسدنا، حيث تنقل المياه الهرمونات والرسائل الكيميائية والمواد المغذية إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، وعندما لا نحافظ على ترطيب أجسامنا بشكل جيد ، قد تتفاعل مع مجموعة متنوعة من الإشارات بعضها عبارة عن أعراض للقلق” كما تم ربط الجفاف بارتفاع مستويات

الكورتيزول

، وهي الهرمونات التي تزيد من مستويات القلق بالجسم .

واحدة من مشاكل الجفاف هي أنه يحاكي العديد من نفس الأحاسيس الجسدية التي يمكن أن يسببها القلق مثل : الدوخة ، والإجهاد العضلي ، والصداع ، والشعور بالإغماء ، وزيادة معدل ضربات القلب ، والغثيان، هذه المشاعر يمكن أن تخدع عقلنا في الاعتقاد بأننا نواجه مشكلة طبية كبيرة ، والتي يمكن أن تسبب الذعر للكثير من الذين يعانون من القلق.

في حين أن إبقاء الجسم رطباً قد يؤدي إلى التخلص من القلق تمامًا ، إلا أنه بالتأكيد يساعد في تقليل حدته، بالإضافة إلى ذلك ، فقد ثبت علمياً أن للماء آثار مهدئة على الجسم، حيث يمكن أن تكون مياه الشرب مهدئة ، وغالباً ما يستفيد جسمك من الماء الذي تشربه في أوقات شعورك بالقلق الشديد.

وتُظهر الأبحاث الحديثة مدى أهمية الماء في إدارة القلق، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2009 في جامعة توفتس صلة واضحة بين الترطيب والمزاج، ووجد العلماء أن الرياضيين الذين كانوا يعانون من الجفاف بشكل معتدل قالوا أنهم يشعرون بالغضب والتوتر والانفعال.

ثم وجدت دراسة عام 2012 نشرت في المجلة البريطانية للتغذية أن الجفاف يمكن أن يؤثر على المزاج ومستويات الطاقة والقدرة على التفكير بوضوح، حيث عانى الشبان في الدراسة من الإجهاد و

التوتر والقلق

عند جفاف جسدهم بشكل معتدل.


أعراض الجفاف عند الأطفال :


هناك بعض العلامات الهامة التي يجب الانتباه لها والتي تدل على إصابة الطفل بالجفاف وهي :

– جفاف و برودة البشرة .

– جفاف أو لزوجة الفم

– العيون الغائرة .

– الخمول أو التهيج .

– التعب أو الدوخة عند الطفل الأكبر سناً .

– قلة أو انعدام وجود الدموع عند البكاء ..

– قلة وجود البول لمدى من 6إلى 8 ساعات في الطفل الرضيع .

– قلة وجود البول لمدة 12 ساعة في الطفل الأكبر سناً .


كيفية الحفاظ على رطوبة جسم طفلك :


من الممكن الوقاية تماماً من حدوث الجفاف، وإذا شرب الطفل كمية مناسبة من الماء على مدار اليوم، يمكن ذلك أن يقلل من أعراض القلق لديهم، وتعتمد كمية المياه اليومية التي يحتاجها الطفل على عدة عوامل بما في ذلك المناخ المحلي وسنهم ووزنهم ونوعهم والصحة العامة ومستوى النشاط، بشكل عام .

يجب على الأطفال شرب ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أكواب من الماء وتناول العدد الموصى به من حصص الفواكه والخضروات كل يوم، وقد يحتاج الطفل إلى زيادة كمية المياه اليومية التي يشربها إذا كان أكثر نشاطاً، فقبل وأثناء أي نشاط بدني، يجب على الأطفال شرب الكثير من الماء وخاصةً في الطقس الحار، حيث يجب شرب نصف كوب إلى كوبين من الماء كل 15 إلى 20 دقيقة أثناء ممارسة التمارين الرياضية .

كذلك من المهم أن يتجنب الأطفال المشروبات السكرية و

الكافيين

، لأنهم يتسببون في الإصابة الجفاف وإثارة القلق، وإن تناول الكافيين على وجه الخصوص يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويزيد من الشعور بالقلق للمصابين به، مما يجعل من الصعب على الجسم أن يهدأ، لذلك يجب أن يتجنب الطفل شرب الصودا والقهوة والشاي ومشروبات الطاقة لاحتوائهم على نسبة عالية من الكافيين .