قرن آمون هو المسئول الأول عن تنظيم العواطف في الدماغ

يحتفظ جزء الذاكرة في الدماغ بمعلومات عن القلق والاكتئاب، ويمكن أن يكون هذا الجزء من الدماغ المرتبط عادة بالذاكرة والخرف هو المفتاح الرئيسي للتنظيم العاطفي، حيث صرح العلماء أن قرن آمون أو ” الحصين ” يمكن أن يسفر عن أدلة مهمة لمجموعة من أمراض الصحة العقلية، بما في ذلك الإدمان والقلق و

الاكتئاب

.


قرن آمون في الدماغ هو المسئول الأول عن تنظيم العواطف


الحصين أو قرن آمون عبارة عن منطقة في الدماغ مرتبطة عادة بالذاكرة والخرف، لكن اكتشف بعض العلماء من جامعة تورانتو أنه قد يسفر أيضا عن أدلة مهمة حول مجموعة من أمراض الصحة العقلية، بما في ذلك الإدمان والقلق والاكتئاب، ووجد فريق من علماء الأعصاب أن جزءا محدودا من قرن آمون يمكن أن يلعب دورا هاما في التنظيم الانفعالي والعاطفي، وهو استنتاج يشكك في فهمنا لكيفية عمل هذا الجزء من الدماغ بالضبط، حيث تقول روتسوكو إيتو أستاذة في قسم علم النفس : ” ما يوضحه هذا هو أننا قد نحتاج إلى إعادة التفكير في كيفية معالجة قرن آمون للمعلومات في المخ ” .


قرن آمون ” الحصين “


قرن آمون هو هيكل على شكل فرس البحر يقع داخل الدماغ، كجزء من النظام الحوفي، وهو يلعب دورا مهما في معالجة الذاكرة والإدراك المكاني، بما في ذلك كيفية تعلم الثدييات لفهم بيئتها والتنقل فيها، وقد نظر الباحثون لفترة طويلة في قرن آمون لدوره في الذاكرة والخرف، وخاصة فيما يتعلق بمرض الزهايمر، ففي مرضى الزهايمر على سبيل المثال، تعد هذه المنطقة هي واحدة من المناطق الأولى في الدماغ التي تعاني من الضرر، ولكن هناك بعض الأقوال التي تشير إلى أن قرن آمون الأمامي، وهو منطقة فرعية تقع في الجزء الأمامي، يمكن أن يلعب دورا في التنظيم العاطفي، بما في ذلك القلق .


الأدلة التي اكتشفها العلماء حول قرن آمون


نظرت إيتو وفريقها من العلماء في قرن آمون ” الحصين ” البطني في مجموعة من حيوانات التجارب، وهي منطقة فرعية ترتبط بقرن آمون الأمامي لدى البشر، وأراد العلماء أن يروا ما هو الدور الثاني في منطقة قرن آمون البطنية – التي تسمى CA1 و CA3، من حيث تجنب معالجة النزاع أو الصراع، وتجنب معالجة النزاع هو نموذج يستخدم في علم النفس لاختبار كيفية التعامل مع الحيوانات لتنظيم الخوف والقلق، والتي تقدم أساسا حالة تنطوي على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي السعي إلى تجنب أي شيء يمكن أن يكون له جوانب إيجابية أو سلبية على حد السواء .

يقول الباحث أندي لي : ” أحد الأمثلة الجيدة هو أن تتخيل الذهاب إلى مطعم تحبه، ولكن في اللحظة التي تمشي فيها ترى شخصا لا يمكنك تحمله، فهل تدخل أو تتجنب الدخول ؟ ما وجده الباحثون هو أنه بعد تعطيل CA1 مؤقتا، زاد إحساس الرغبة في تجنب الصراع، وفي الوقت نفسه تعطيل سلوك نهج CA3 المتزايد للصراع .


التفكير التقليدي حول هذه المناطق في الدماغ


تقول إيتو أن هذا الاستنتاج مهم لأن التفكير التقليدي هو أن هذه المناطق، إلى جانب جزء آخر يسمى التلفيف المسنن، تشكل دائرة يتم من خلالها تدفق المعلومات في اتجاه واحد، حيث يتم تمرير المعلومات التي تتم معالجتها بواسطة التلفيف المسنن إلى جانب  CA3 ثم إلى CA1، بمعنى آخر يجب أن يقوم CA1 و CA3 بنفس الوظيفة لأنهما جزء من نفس دائرة معالجة المعلومات .

تقول إيتو : ” لكن ليس هذا هو الحال، فيبدو أن CA1 و CA3 في قرن آمون البطني يقومان بأشياء متضاربة للغاية فيما يتعلق بمعالجة النزاعات والصراعات، وتتابع إيتو : ” إن هذا التأثير الثنائي الاتجاه أو المعارضة غريب، وهذا يتعارض مع التفكير التقليدي لكيفية حدوث معالجة المعلومات في هذا الجزء من الدماغ ” .


أهمية هذا الاكتشاف


بسبب الدور المحتمل في السلوك التحفيزي الأساسي، قد يقدم هذا الاكتشاف معلومات مهمة حول مجموعة من أمراض الصحة العقلية، مثل الإدمان على سبيل المثال، ويمكن ربط

القلق والاكتئاب

من ناحية أخرى بسلوكيات الإبطال، والتي يمكن أن تظهر جميعها في هذا الجزء من الدماغ، وقد حصل هذا الاكتشاف الذي أعلن عنه في مجلة ” Current Biology ” على تمويل من مجلس العلوم الطبيعية والهندسة البحثية في كندا والمعاهد الكندية للأبحاث الصحية .

وتقول إيتو إن الخطوة التالية هي استكشاف أي من الوصلات إلى CA1 أو CA3 أو أجزاء أخرى من الدماغ، يمكن أن تكون مسئولة عن هذا التأثير، وفي هذه الأثناء يقوم لي بالتحقيق في الدور الفرعي لمناطق قرن آمون في معالجة النزاع في البشر، ويقول : ” بعض المرضى لديهم آفات في مناطق معينة في هذا الجزء من الدماغ، لذا نأمل أن نتمكن من تقييمهم لمعرفة الجوانب المحددة لسلوكرما أو تجنبه ” .