أهم التأثيرات التي تحدثها الارتباطات الزوجية والعاطفية على الصحة
يمكن أن يؤثر اختيار الشريك على الصحة بطرق عديدة، سواء إيجابا أو سلبا، فأي شيء يأتي في صورة عادات سواء عادات ممارسة الرياضة أو ساعات العمل يمكن أن يكون لها تأثير على الصحة، وكذلك فإن عادات الحياة مع الزوج الذي يقع عليه الاختيار لقضاء الحياة معه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة .
أهم التأثيرات التي تحدثها الارتباطات الزوجية والعاطفية على الصحة
سواء كانت علاقة جديدة أو علاقة طويلة الأمد، أو اثنين متزوجات حديثا أو زوجان يحتفلان بذكرى زواجهما، فإن الوقت الذي يقضيه الشريك مع شريكه يمكن أن يؤثر على النتائج الصحية بشكل كبير، حيث أن وجود علاقة صحية وسوية تشكل عامل هام على الصحة على المدى الطويل، بطريقة مشابهة للنتائج التي تحققها عادات مثل الحصول على نوم هانئ، وتناول الطعام الصحي، وعدم التدخين، وقد أظهرت الدراسات مرارا وتكرارا أن الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن العلاقات يشعرون بالسعادة، ويكون لديهم مشكلات أقل في الصحة، ويعيشون لفترة أطول .
وعلى الجانب الآخر، يرتبط وجود علاقات غير صحية أو نقص في الروابط الاجتماعية بالاكتئاب، والانحدار المعرفي، وزيادة خطر الوفاة المبكرة، وفيما يلي بعض التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الارتباطات الزوجية والعاطفية على الصحة .
1- المساعدة في تحقيق أهداف صحية
إن شخصين أفضل من شخص واحد عندما يتعلق الأمر باتباع عادات صحية، حيث كشفت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة ومؤسسة القلب البريطانية، والمعهد الوطني للشيخوخة، أن العلماء في جامعة كوليدج لندن (UCL) في المملكة المتحدة قد كشفوا أنه إذا أراد شخص تبديل العادات السيئة بعادات صحية، فعندئذ سيكون أكثر نجاحا إذا كان لديه زوج أو شريك، وبين النساء المدخنات وجد الباحثون أن 50 في المائة نجحوا في الإقلاع عن التدخين عندما أقلع شريكهم عن التدخين في نفس الوقت، مقارنة مع 17 في المائة ممن كان شركاؤهم غير مدخنين بالفعل، و 8 في المائة فقط ممن يدخنون مع أزواجهم بانتظام .
2- تخفيف الشعور بالألم
اكتشف العلماء أن لمسة الزوج تعمل على تخفيف الألم لدى النساء، حيث اكتشف محققون من جامعة كولورادو وبولدر وجامعة حيفا، أنه عندما يلمس الزوج زوجته عندما تكون في حالة ألم، يحدث تزامن في معدلات قلب الأزواج وأنماط تنفسية تؤدي إلى تبدد ألم المرأة، وتضيف هذه النتائج إلى مجموعة متنامية من الأدلة على ” التآزر بين الأشخاص “، ويوضح المؤلف الرائد بافل غولدشتاين الباحث في مجال ما بعد الدكتوراه في
جامعة كولورادو
في بولدر أنه : ” كلما كان الشريك أكثر تعاطفا كانت إمكانية تخفيف الشعور بالألم أكبر ” .
3- تحسين الصحة البدنية والعقلية
أثناء تحليل ما إذا كانت الارتباطات والعلاقات جيدة للصحة أم لا، أكد ديفيد وجون جالاتشر من جامعة كارديف في المملكة المتحدة، أن العلاقات طويلة الأجل والملتزمة مفيدة للصحة البدنية والنفسية، وأن هذه الفوائد تزداد بمرور الوقت، وفي المتوسط يعيش الأفراد المتزوجين لفترة أطول، وتتمتع المرأة بصحة نفسية أفضل عندما تكون في علاقات ملتزمة، بينما يتمتع الرجال بصحة بدنية أفضل عندما يكونون في علاقة ملتزمة وطويلة الأمد .
4- السكري والقلب والأوعية الدموية
على سبيل المثال لا الحصر، استنتجت دراسة أجرتها
جامعة ولاية ميشيغان
(MSU) في إيست لانسينغ أن تطور مرض السكري في حالة الزواج الغير سعيد تكون أبطأ وأن العلاج يكون أكثر نجاحا بمجرد تشخيصه، ويقول الباحث الرئيسي هوى ليو وهو أستاذ مشارك في علم الاجتماع في جامعة ولاية ميشيغان : ” تتحدى الدراسة الافتراض التقليدي بأن الحياة الزوجية السلبية هي دائما ضارة بالصحة، كما أنه يشجع علماء الأسرة على التمييز بين مصادر وأنواع مختلفة من الجودة الزوجية في بعض الأحيان ” .
كما قرر باحثون من جامعة ميشيغان أن وجود زوج متفائل قد تنبأ بأمراض مزمنة أقل وحركة أفضل بمرور الوقت، ويقول الباحث في الدراسة إيريك كيم وهو طالب دكتوراه في قسم علم النفس بجامعة ميشيغان : ” تظهر مجموعة متنامية من الأبحاث أن الأشخاص في شبكاتنا الاجتماعية يمكن أن يكون لهم تأثير عميق على صحتنا ورفاهنا، وهذه هي أول دراسة تظهر أن تفاؤل شخص آخر قد يؤثر على الصحة ” .
وفي أبحاث أخرى أفادت أن المتزوجين يكونوا أكثر ثلاثة أضعاف من البقاء على قيد الحياة، لأكثر من ثلاث سنوات بعد عملية جراحية لتجاوز الشريان التاجي، أكثر نظرائهم غير المتزوجين، كما أن الأشخاص المتزوجين أقل عرضة لمشاكل القلب والأوعية الدموية من الأفراد غير المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل .