مقتطفات من رواية البحث عن الزمن المفقود لـ مارسيل بروست
رواية البحث عن الزمن المفقود هي إحدى روايات الكاتب الفرنسي مارسيل بروست ، و قد حازت تلك الرواية على شهرة واسعة و تم ترجمتها إلى العديد من اللغات حول العالم و من بينها اللغة العربية ، و يحكي فيها مارسيل عن أحداث حقيقية حدثت في الماضي و يكشف العديد من الأسرار.
نبذة عن الكاتب مارسيل بروست:
ولد مارسيل عام 1871م في باريس بفرنسا ، و هو من إحدى العائلات المرموقة في
باريس
، في البداية درس القانون و الأدب ، و بعد أن أنهى دراسته في معهد الدراسات السياسية في باريس ، بدأت في كتابة القصص القصيرة و المقالات للصحف الفرنسية ، و قام بنشر أول قصة قصيرة له عام 1896م ، و هي قصة المتع و الأيام ، و قج وصفه بعض النقاد بأنه شخصية منعزلة عن العالم ، حيث أنه عاش طفولة قاسية ، بدءً بإصابته بمرض
الربو
و حتى وفاة والدته عام 1905م ، و هو الأمر الذي جعله ينعزل أكثر عن المجتمع ، و قد استغل فترة انعزاله حتى يتفرغ لتأليف القصص و الروايات ، و من أهم و أشهر أعماله هي رواية البحث عن الزمن المفقود ، التي تعد واحدة من أهم المؤلفات الأدبية الفرنسة حتى يومنا هذا.
نبذة عن رواية البحث عن الزمن المفقود:
تم نشر رواية البحث عن الزمن المفقود في الفترة ما بين عامي 1913م حتى 1927م ، فقد قام الكاتب بتقسيمها إلى سبعة أجزاء ، في حوالي خمسة آلاف صفحة ، و قد تم وصفه بأنه كاتب العصر و أعظم مؤلف في القرن العشرين ، و يمكننا أن نشير إلى السبعة أجزاء في صورة مختصرة فيما يلي:
الجزء الأول:
يحمل عنوان “جانب منزل سوان” ، و يحكي في هذا الجزء عن بداية حياته في فرنسا و العقبات التي واجهته.
الجزء الثاني:
يحمل عنوان “في ظلال ربيع الفتيات” ، و قد تم نشره عام 1919م و حاز على جائزة غونكور في نفس العام.
الجزء الثالث:
يحمل اسم “جانب منزل غرامنت” وقد نشر عام 1921 . وهو يتحدث عن الحرب والخدمة العسكرية .
الجزء الرابع:
يحمل اسم “سودوم وعموره”.
الجزء الخامس:
يحمل اسم السجينة ، و في هذا الجزء يقوم الكابت بانتقاد بعض طبقات المجتمع الفرنسي.
الجزء السادس:
يحمل اسم الشاردة.
الجزء السابع:
يحمل اسم”الزمن المستعاد” تم نشره عام 1927 ويتحدث عن باريس خلال فترة الحرب العالمية الأولى.
مقتطفات من رواية البحث عن الزمن المفقود:
حتى الفعل البسيط جداً الذي ندعوه “رؤية شخص نعرفه” فعل فكري في جزء منه. فإننا نملأ المظهر المادي للكائن الذي نراه بجميع المفاهيم التي نحملها عنه، وتحتل هذه المفاهيم بالتأكيد القسم الأكبر في المظهر الكلي الذي نتصوره، ويبلغ بها الأمر أن تنفخ الوجنتين تماماً وأن تتابع خط الأنف بالالتصاق الدقيق به وتنجح إلى حد بعيد في تلوين رنة الصوت كما لو لم يكن هذا الأخير سوى غلاف شفاف حتى أننا في كل مرة نرى هذا الوجه ونسمع هذا الصوت فإنما نعود فنلقى هذه المفاهيم ونسمعها.
العادة! إنها مدبر ماهر ولكنه بطيء جداً يبدأ بتسليم تعقلنا للألم على مدى أسابيع في دار سكن مؤقتة، ولكن فكرنا سعيد على الرغم من ذلك في العثور عليها لأنه بدون العادة، وإن اقتصر على وسائله الخاصة، فسيعجز عن جعل أي منزل قابل للسكن ، وربما كان جمود الأشياء من حولنا مفروضٌ عليها من جرّاء يقيننا بأنها هي نفسها ولا شيء سواها، ومن جراء جمود فكرنا في مقابلها.