دراسات تؤكد الاضطرابات النفسية والعقلية سبب معاناة الأطفال
في حين أن المعدلات العالمية للاضطرابات النفسية في الأطفال ظلت مستقرة مع مرور الوقت، إلا أن انخفاض الأمراض المعدية سوف يضع الاضطرابات العقلية بين الأسباب الرئيسية للمعاناة والأمراض لدى الأطفال، لاسيما الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 15 سنة .
الاضطرابات النفسية والعقلية هي السبب الرئيسي لمعاناة الأطفال
في حين أن المعدلات العالمية للاضطرابات النفسية والعقلية في الأطفال ظلت مستقرة مع مرور الوقت، فإن انخفاض الأمراض المعدية سيضع
الاضطرابات النفسية
والعقلية بين الأسباب الرئيسية للمرض بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 15 سنة، وذلك وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة ” Child and Adolescent Psychiatry and Mental Health ” .
وقد وصفت ماري لور باران وبرونو فاليسارد من المعهد الوطني للإحصاء والإنذار المبكر ( INSERM ) في فرنسا، انتشار الاضطرابات النفسية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة في كل من المناطق الست لمنظمة الصحة العالمية، وهي أفريقيا والأمريكتين وجنوب شرق آسيا وأوروبا و شرق البحر المتوسط ومنطقة غرب المحيط الهادئ، وقد وجدوا أنه حتى في المناطق الناشئة فإن انتشار الاضطرابات النفسية مرتفع وثابت مع مرور الوقت .
إحصائيات فريق البحث
قالت ماري لور باران : ” وجدنا أن انتشار الاضطرابات النفسية في الشباب ظل مستقرا بين عامي 2000 و 2015، مما يشير إلى أن الاضطرابات النفسية لا تقل في الشباب على الرغم من التحسن العالمي في صحتهم البدنية، وفي المستقبل فإن انخفاض الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، مثل مرض السكري، سيؤدي إلى زيادة أهمية علاج الاضطرابات العقلية من أجل الصحة العامة ” .
وقد وجد الباحثون أنه بحلول عام 2000 في الأمريكتين وأوروبا، احتلت الاضطرابات العقلية المرتبة الثالثة في مقياس ” أسباب معدل السنة الحياتية للإعاقة ” أو كما يسمى ” سنوات الحياة الصحية المفقودة ” أو ” سنوات العمر المصححة باحتساب العجز “، وهذا المعدل عبارة عن سنوات ضائعة من الحياة الصحية بسبب المرض أو الإعاقة، وهو مقياس لعبء المرض – تأثير مشكلة صحية في السكان .
وبحلول عام 2015 وصلت الاضطرابات العقلية إلى المرتبة الثانية كأحد أسباب العجز في سنوات العمر الضائعة بسبب الإعاقة والمرض في الأمريكتين وأوروبا، في حين انخفض تأثير الأمراض المعدية، ويسمى التغيير من الأمراض المعدية إلى الاضطرابات النفسية كسبب رئيسي في سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز في الأطفال بالانتقال الوبائي، وسيصبح تأثير الاضطرابات النفسية على صحة الطفل أكثر أهمية في المستقبل، حيث أن المزيد من البلدان تجعل الانتقال من
أمراض العدوى
إلى الاضطرابات النفسية كأسباب رئيسية لاعتلال الصحة .
هدف الدراسة
قالت ماري لور باران : ” تهدف دراستنا إلى إرسال إشارة تحذير عاجلة إلى مؤسسات الصحة العامة الدولية وصانعي السياسات، وبالنظر إلى تأثير هذه الاضطرابات العقلية والنفسية على المدى الطويل، فإن وضع سياسة عالمية لمعالجة هذه المسألة يتطلب الإعداد الدقيق ” .
أكثر 4 اضطرابات عقلية تأثير في معدل سنوات العجز والإعاقة
في معظم المناطق صنفت أربعة اضطرابات عقلية من بين أكثر 20 مرض من الأمراض المرتبطة بسنوات العجز في العمر، وهم : اضطرابات السلوك، اضطرابات القلق، اضطرابات الاكتئاب الرئيسية، ومتلازمة آسبرجر، جدير بالذكر أنه بين الفتيان كانت الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا المرتبطة بمعدل سنوات العمر المفقودة بسبب الإعاقة والمرض من نوع : الاضطرابات السلوكية ومتلازمة آسبرجر والتوحد واضطرابات القلق، أما بين الفتيات فكانت اضطرابات القلق واضطرابات السلوك والاضطراب الاكتئابي الرئيسي هي أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية شيوعا .
وبالإضافة إلى التأثير مع مرور الوقت، لاحظ المؤلفون أيضا تأثيرا للدخل المالي، حيث وجد أن المناطق ذات أعلى ناتج محلي إجمالي تعاني من مشكلات أقل في الأمراض المعدية والمزيد من المشكلات المتعلقة بالاضطرابات العقلية، ويحذر المؤلفون من أن حساب معدل سنوات العمر الضائعة بسبب الإعاقة، يعتمد على المعلومات التي تعرف فقط باسم التقريب، وعلى أساس مصادر متعددة من المعلومات التي تحتوي على أخطاء محتملة قد تؤدي إلى عدم اليقين في التقديرات .