يرغب العديد من الأشخاص في معرفة معدل ذكائهم ، و هناك العديد من الأساليب التي ابتكرها العلماء لتحديد معدل ذكاء الشخص ، و بعد إجراء العديد من الدراسات توصل الباحثون إلى إمكانية معرفة معدل ذكاء الشخص من ملامح وجهه.

دراسة توضح ارتباط شكل الوجه بمعدل الذكاء:

اعتمدت الدراسة الأولى على 160 مشتركاً ، تم تقسيمهم إلى 75 رجلاً و 85 امرأة ، حيث طلب منهم تقييم صور قريبة لـ 80 طالباً جامعياً في كلية العلوم في جامعة تشارلز في براغ –

التشيك

، (40 ذكراً و40 أنثى) كانت ملامحهم محايدة دون ابتسام و دون ارتداء مجوهرات أو زينة ، و ذلك بهدف اختبار وجود علاقة بين معدل الذكاء المقاس و شكل الوجه ، و بالفعل قام المشاركون بتقييم الصور من حيث وضوح علامات الذكاء على الوجه ، في حين أن بعضهم قام بتقييم الصور من حيث الجاذبية ، و أبدت تلك الدراسة نجاحا كبيرا.

نتائج الدراسة:

و بعد إتمام الدراسة السابقة ، توصل العلماء إلى أن الإنسان يمتلك بطريقة ما صورة ذهنية مسبقة لما يجب أن يبدو عليه وجه الشخص الذكي ، كما توصلوا إلى أن الوجه الضيق و الذقن النحيف و الأنف الطويل العريض توحي جميعها بصورة نمطية أو شكل خارجي ظاهر للذكاء ، في حين أن الوجوه المدورة و العريضة مع ذقن كبير و أنف صغيرة فقد ارتبطت مع تقييم المشتركين بمعدل ذكاء منخفض لأصحابها ، كما اقترح الباحثون أن هناك علاقة بين تعبيرات الوجه و معدل الذكاء ، فقد بدى لهم أن الوجوه الأكثر ذكاءً تميل إلى الابتسام أكثر من غيرهم.

و من النتائج الهامة التي توصل إليها الباحثون أيضًا هي أن ارتفاع الوجه و البعد بين الحدقتين و حجم الأنف ترتبط جميعها بمعدل الذكاء المقاس ، و قد فسر العلماء تصنيف الطلاب الذي قام به المشاركون في التجربة على أنه نابع من اكتسابهم الخبرة في تعاملهم اليومي مع عالمهم المحيط و مع الأفراد الآخرين ، و قد ظهر أن الأنف القصير ارتبط بتقييم أخفض للذكاء ، و من المعروف أن الأنف القصير يرتبط مع عدد من المتلازمات التي تؤثر على التطور المعرفي و على معدل الذكاء ، مثل مثل متلازمة الجنين الكحولي (Fetal alcohol syndrome) ، و متلازمة داون (Down syndrome) ، و متلازمة ويليامز( Williams syndrome) و غيرها من المتلازمات الأخرى.

كما أشار العلماء إلى أنه من الممكن أن يكون الارتباط بين شكل الوجه و معدل الذكاء المقاس دليلاً على وجود اضطراب طفيف في المسار التطوري نفسه الذي أصيب بالمراضة الشديدة في المتلازمات السابقة ، و قد فرض العلماء أن المشعرات الوجهية أو (الشكل الموحي بالذكاء) تنتقل بصفة وراثية ، فسوف يحصل كل من أبناء الرجل – الذي ، يبدو ذكياً ، و بناته على هذه الجينات ، في حين أن صفات الذكاء لم تظهر بشدة على الإناث ، و ذلك بسبب أن هذه الصفات الشكلية الدالة على الذكاء صفات جنسية ثانوية تظهر في وجوه الرجال فقط تحت تأثير الهرمونات الجنسية الذكرية خلال البلوغ ، و قد أشار البعض إلى أنه من الصعب الحكم على معدل ذكاء النساء من خلال وجوههن ؛ لأنه في الغالب يتم الحكم عليهن من خلال جاذبيتهن و مظهرهن ، و في النهاية يمكن القول بأنه من الممكن الحكم على الشخص و معرفة مدى ذكائه من خلال ملامح وجهه ، و ينطبق ذلك على الرجال أكثر من النساء.