اكتشاف فلكي يقلل من احتمالية وجود الحياة بالفضاء
يشير علماء الفلك في جامعة كارديف إلى أنه قد يكون هناك نقص فلكي في عنصر كيميائي ضروري للحياة خارج كوكب الأرض، وستقدم الدكتورة جين جريفز والدكتور فيل سيغان نتائج هذا البحث في الأسبوع الأوروبي لعلم الفلك والفضاء في ليفربول .
اكتشاف فلكي يقلل من احتمالية وجود حياة في الفضاء
لقد كانت الدكتورة جين جريفز تبحث عن الفوسفور في الكون، بسبب ارتباطه بالحياة على الأرض، وإذا كان هذا العنصر – مع الرمز الكيميائي P – غير موجود في أجزاء أخرى من الكون، فقد يكون من الصعب وجود حياة خارج كوكب الأرض .
وتشرح الدكتورة جين : ” الفوسفور هو واحد من ستة عناصر كيميائية تعتمد عليها كائنات الأرض، وهو أمر حاسم لمركب الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، الذي تستخدمه الخلايا لتخزين الطاقة ونقلها، ولقد بدأ علماء الفلك في التركيز على أصول الفوسفور الكونية ووجدت بعض المفاجآت، وعلى وجه الخصوص يتم إنشاء الفوسفات في المستعرات الأعظمية – انفجارات النجوم الضخمة – ولكن المبالغ التي تم رصدها حتى الآن لا تتطابق مع نماذج الكمبيوتر لدينا، وقد تساءلت عن الآثار المترتبة على الحياة على الكواكب الأخرى إذا كان الفوسفات غير قابل للتنبؤ به في الفضاء ” .
ما قام به فريق البحث
استخدم الفريق تلسكوب ويليام هيرشل بالمملكة المتحدة، الموجود في لا بالما في جزر الكناري، لمراقبة ضوء الأشعة تحت الحمراء من الفوسفور والحديد في سديم السرطان، وهي بقايا مستعر أعظم تبعد حوالي 6500 سنة ضوئية باتجاه كوكبة برج الثور، ويقول سيغان وهو خبير في هذه البقايا النجمية : ” هذه ليست سوى ثاني دراسة من هذا النوع عن الفسفور، وقد نظرنا لأول مرة في بقايا المستعرات الفائقة ( Cassiopeia A ) أو كما يتم اختصارها Cas A، ولذا فنحن قادرون على المقارنة بين نجمين مختلفين وتفهم ما إذا كانوا قد قاموا بطرد نسب مختلفة من الفوسفور والحديد، فالعنصر الأول يدعم الحياة، في حين أن العنصر الثاني هو جزء أساسي من قلب كوكبنا ” .
وقد عانى
علماء الفلك
مع الليالي الضبابية عند استخدام التلسكوب في نوفمبر 2017 ، وبدأوا للتو في الحصول على نتائج علمية للبيانات منذ يومان فقط .
تصريحات الدكتور فيل سيغان
يحذر سيغان قائلا : ” هذه هي نتائجنا الأولية التي استخلصناها فقط في الأسبوعين الماضيين، لكن على الأقل بالنسبة لأجزاء سديم السرطان تمكنا من المراقبة حتى الآن، ويبدو أن الفوسفور أقل بكثير مما هو عليه في Cas A، ويبدو أن التفجيران مختلفان عن بعضهما البعض، ربما لأن Cas A نتج عن انفجار نجم نادر فائق الضخامة، ولقد طلبنا فقط مزيدا من الوقت في استخدام التلسكوب للرجوع والتحقق، في حال فقدنا بعض فسفور المناطق الغنية في سديم السرطان ” .
ملاحظات الدكتورة جين جريفز
تشير النتائج الأولية إلى أن المواد المنتشرة في الفضاء يمكن أن تختلف بشكل كبير في التركيب الكيميائي، وذلك حسب ملاحظات جريفز، وتقول : ” إن الطريق لحمل الفوسفور إلى كواكب حديثة المولد تبدو غير مستقرة إلى حد ما، ونحن نعتقد بالفعل أن عدد قليل من المعادن الحاملة للفوسفور التي جاءت إلى الأرض – ربما في النيازك – كانت تفاعلية بما يكفي للمشاركة في صنع الجزيئات الحيوية الأولية .
وتتابع : ” إذا تم الحصول على الفوسفور من المستعرات الأعظمية، ثم انتقلت عبر الفضاء في الصخور النيزكية، أتساءل عما إذا كان كوكبا شابا قد يجد نفسه مفتقدا للفوسفور التفاعلي بسبب المكان الذي ولد فيه، أي أنها بدأت بالقرب من النوع الخطأ من المستعر الأعظم، في هذه الحالة قد تصارع الحياة فعلا من أجل البدء في الخروج من كيمياء فقيرة فوسفوريا، على عالم آخر غير ذلك يشبه عالمنا ” .
ويخطط الباحثون الآن لمواصلة بحثهم، لتحديد ما إذا كانت بقايا المستعرات العظمى الأخرى تفتقر أيضا إلى الفوسفور أم لا، وما إذا كان هذا العنصر المهم جدا للحياة أكثر ندرة مما كنا نعتقد .