أقوال وحكم ابن المقفع

ابن المقفع هو عبد الله

بن المقفع

وهو مفكر فارسي زرادشتي، وقد اعتنق الاسلام وعاصر كلا من الخلافة الأموية والعباسية، وقد درس الفارسية، كما تعلم اللغة العربية ، واشترك في سوق المربد، وقد اشتهر في كتابة الأدب، ومن أشهر أعماله

كتاب كليلة ودمنة

، وكتاب الأدب الصغير والأدب الكبير ، فالأدب الكبير تكلم فيه عن السلطان وعلاقته بالرعية، أما الأدب الصغير فكان حول تهذيب النفس .

كما كان له العديد من الأقوال التي سطرت بماء من ذهب في التاريخ، والتي نعرضها في مقالنا اليوم .


أقوال وحكم ابن المقفع

وقالوا شربتَ الإثمَ كلاَّ وإنَّما .. شَرِبتُ التي، في تَرْآِها، عندي الإثمُ , هنيئاً لأهلِ الديرِ آمْ سكروا بها .. وما شربوا منها ولكنَّهمْ همُّوا

يقولونَ لي صفها فأنتَ بوصفها .. خَبيرٌ، أجَلْ عِندي بأوصافِها عِلْمُ , صفاءٌ، ولا ماءٌ، ولُطْفٌ، ولاهَواً .. ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جسمُ

أستودعُ الله أحبابي الذين نأوا .. وخلفوني في نيرانِ تبريحِ , أستنشقُ الريحَ من تلقاءِ أرضهمُ .. لقد قنعتُ من الأحبابِ بالريحِ!

إذا قرأت المرأة كتابًا فكأن زوجها قرأه و الأولاد

لا تحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات , بل اعلم أنك عبد أحبك الله فلا تفرط في هذه المحبة فينساك

لا يفزعنك قعاقع و فراقع و جعاجع عريت عن البرهان , كم ذي الجعاجع ليس شيء تحتها إلا الصدى كالبوم في الخربان

وأعجب ما في الكائنات ابن آدم .. فما غيره في الكائنات مريب , يذمم فعل السوء وهو حليفه .. ويحمد قول الصدق وهو كذوب

فَلَوْ عَلِم الإنسَانُ حالة نفسهِ .. كَفاهُ ولكنّ ابن آدم أخرقُ , إذا المرء لم يَملك بوادر وهمه .. عن القول فيما لم يفد فهو أحمقُ

أن توصف بالفسق وأنت فاضلٌ، خيرٌ من أن توصف بالفضل وأنت فاسق

إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول بلية، فاعلم أنك قد ابتليتَ معه: إما بالمؤاساة فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان فتحتملُ العارَ.

فالتمس المخرجَ عند أشباه ذلك، وآثر مروءتك على ما سواها.

فإن نزلت الجائحةُ التي تأبى نفسك مشاركةَ أخيك فيها فأجمل، فلعلّ الإجمال يسعك، لقلة الإجمال في الناس.

وإذا أصاب أخاك فضلٌ فإنه ليس في دنوك منه، وابتغائك مودته، وتواضعك له مذلةٌ. فاغتنم ذلك، واعمل به

اعلم أن لسانك أداةٌ مُصلتةٌ، يتغالبُ عليه عقلُك وغضبُك وهواك وجهلك. فكُل غالبٍ مستمتعٌ به، وصارفه في محبته، فإذا غلب عليه عقلك فهو لك، وإن غلب عليه شيءٌ من أشباه ما سميتُ لك فهو لعدوك. فإن استطعتَ أن تحتفظ به وتصونهُ فلا يكونَ إلا لك، ولا يستولي عليه أو يشاركك فيه عدوك، فافعل

إذا بدهك أمران لا تدري أيهما أصوبُ فانظر أيهُما أقربُ إلى هواك فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى

ليجتمع في قلبك الافتقارُ إلى الناس والاستغناء عنهم، وليكن افتقارك إليهم في لين كلمتك لهم، وحسن بشرك بهم. وليكن استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك، وبقاء عزك

إذا هممت بخيرٍ فبادر هواك لا يغلبك، وإذا هممت بشرٍّ فسوِّف هواك لعلك تظفر، فإنّ ما مضى من الأيام والساعات على ذلك هو الغنمُ

لا يمنعنك صغرُ شأن امرئ من اجتناء ما رأيت من رأيه صوابًا، والاصطفاء لما رأيتَ من أخلاقه كريمًا، فإنّ اللؤلؤة الفائقة لا تهانُ لهوانِ غائصها الذي استخرجها

رأسُ الذنوب الكذبُ؛ فهو يؤسسُها ويتفقدها ويثبتها، ويتلونُ ثلاثة ألوان: بالأمنية، والجحود، والجدل، فيبدو لصاحبه بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ له من الشهوات، فيشجعه عليها بأن ذلك سيخفى، فإذا ظهر عليه قابله بالجحود والمكابرة، فإن أعياه ذلك ختم بالجدل، فخاصم عن الباطل، ووضع له الحجج، والتمس به التثبت، وكابر به الحق حتى يكون مسارعًا للضلالة، ومكابرًا بالفواحش

اعلم أن المستشار ليس بكفيل، وأن الرأي ليس بمضمون، بل الرأيُ كله غررٌ، لأن أمور الدنيا ليس شيءٌ منها بثقة، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركه الحازمُ إلا وقد يدركهُ العاجزُ، بل ربما أعيى الحزَمَةَ ما أمكن العَجَزةَ. فإذا أشار عليك صاحبك برأي، ثم لم تجد عاقبته على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليه ذنبًا، ولا تلزمه لؤمًا وعذلاً بأن تقول: أنت فعلتَ هذا بي، وأنت أمرتني، ولولا أنت لم أفعل، ولا جرمَ لا أطيعك في شيء بعدها، فإن هذا كلهُ ضجرٌ ولؤمٌ وخفةٌ

فإن كنت أنت المشير، فعمل برأيك أو ترَكَه، فبدا صوابك، فلا تمنن به، ولا تكثرنّ ذكره إن كان فيه نجاحٌ، ولا تلمه عليه إن كان قد استبان في تركه ضررٌ بأن تقول: ألم أقل لك افعل هذا؟! فإن هذا مُجانبٌ لأدب الحكماء

صحبة الأخيار تورث الخير، و صحبة الأشرار تورث الندامة

التوفيق والاجتهاد زوجٌ. فالاجتهاد سبب التوفيق، وبالتوفيق ينجح الاجتهاد

كان خارجا من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد

اذا أسدى شخص اليك جميلا فحذار أن تنساه

إذا حاججت فلا تغضب فإن الغضب يدفع عنك الحجة و يظهر عليك الخصم

أكتبوا أحسن ما تسمعون ، و احفظوا أحسن ما تكتبون ، و تحدثوا بأحسن ما تسمعون

لا يمنعك صغر شأن انسان من اجتناب ما رأيت من رأيه صواباً

جميع من يحتاج إليه الوالي رأيان : رأي يقوي سلطانه ورأي يزينه في الناس

القلم بريد القلب يخبر بالخبر وينظر بلا نظر

إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للنطق، وآنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث

المستشير وإن كان أفضل من المستشار رأيا، فإنه يزداد بالمشورة عقلا، كالنار تزداد بالودك ضوءا

خير الأعوان والإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة

لتكن غايتك فيما بينك وبين عدوك العدل، وفيما بينك وبين صديقك الرضى، وذلك أن العدو خصم تضربه بالحجة وتغلبه بالحكام، وأن الصديق ليس بيمك وبينه قاض فغنما حكمه رضاه

من ولى من أمور المسلمين شيئا ثم لم يحطهم بنصيحته كما يحوط أهل بيته فليتبوأ مقعده من النار

أحق الناس بالسلطان أهل المعرفة، وأحقهم بالتدبير العلماء

إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله .. فمادحه يهذي وإن كان مفصحا

استوجب الطاعة من ذوي الراي بالمودة

الضعيف المحترس من العداوة أقرب غلى السلامة من القوي المغتر

المشاراة والمماراة يفسدان الصداقة القديمة ويحلان العقدة الوثيقة، وأيسر ما فيهما أنهما ذريعة إلى المنافسة والمغالبة

لا رأي لمن انفرد برأيه

لا صلاح لرعية وإليها فاسد

لا يقعن في ورعك أنك إن استشرت ظهرت منك الناس الحاجة إلى رأي غيرك، فإن أحسن الذكر عند الناس أن يقال إن الملك لا ينفرد برأيه

لا يمنعك صغر شأن ارمئ من اجتناء ما رايت من رايه صوابا، واصطفاء ما رايت من أخلاقه كريما، فغن اللؤلؤة الفائقة لا تهان لهوان غائصها الذي استخرجها

مثل صاحب السلطان مثل راكب الأسد يهابه الناس وهو لمركبه اهيب

إن مُجَاوِرَ رجَال السوء ومُصَاحبهُم كَراكب البحر: إن سَلمَ من الغَرق لم يسلم من المَخاوف

إذا ما مات مثلي مات بموته خلق كثير ..  وأنت تموت ليس يدري بموتك لا الصغير أو الكبير

أعدل السِّيَرِ أن تقيس الناس بنفسك، فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليكَ

الألسن لا تصدقُ في خبرها عن القلوب، والقلب أعدلُ شهادةً على اللسان من اللسان على القلب

الدُنيا دُوَل فما كان لك منها أَتاك على ضَعفِكوما كان عَليك لم تَدْفَعه بقُوَّتِك

الدنيا كالماء الملح الذي لا يزداد شاربه شرباً إلا ازداد عطشاً

الصبر عند نزول المصيبة عبادةٌ

أن الإنسان إنما يحب الحياة محبة لنفسه وأنه لا يحب من أحب من الأحباب إلا ليتمتع به في حياته

إن الماء لو أطيل إسخانه لم يمعنه ذلك من إطفائه النار إذا صب عليها

إن طالب الحق هو الذي يفلح وإن قُضيَ عليه، وطالب الباطل مخصومٌ وإن قُضيَ له

إن طلب الحاجة أهون من الاحتفاظ بها

سُئل ابن المقفّع من أدّبك؟ فقال: نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبَيْته

عندك كثيرٌ ممن تحب تدعهم وتطلب ما لا تجد

لا تَلْتَمِسْ تَقْويِمْ ما لا يَسْتَقيمْ .. ولا تُعالِجْ تَأديبْ ما لا يَتَأَدّبْ

لا شئ أخف و أسرع تقلبا من القلب

لا غِنى كالرِّضا

لا يدوم للطالع من النجوم طلوعٌ ولا للآفل منها أفولٌ. لكن لا يزال الطالع منها آفلاً والآفل طالعاً

والكريم تنسيه الخلة الواحدة من الإحسان, الخلال الكثيرة من الإساءة

سبعة أشياء مكروهة: الشيخوخة التي تسلب الشباب والبقاء، والوجع الذي يُنحل الجسم ويُنزف الدم، والغضب الذي يُفسد علم العلماء وحكم الحكماء، والهمّ الذي يُنقص العقل ويسل الجسم، والبرد الذي يضرُّ، والجوع والعطش اللذان يجهدان كل شيءٍ ويخزيانه، والموت الذي يُفسد جميع البشر.