تقنيات الاسترخاء كاليوغا تساعد في خفض ضغط الدم
يعد ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية في حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، التي تصيب ما يصل إلى 100 مليون أمريكي ومليار شخص في جميع أنحاء العالم، ولقد أثبتت عقود من الأبحاث أن الاستجابة إلى الاسترخاء – وهي المعاكس الفسيولوجي والنفسي لاستجابة الإجهاد، والتي يمكن تحقيقها من خلال تقنيات الاسترخاء مثل
اليوغا
– يمكن أن تقلل ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، وبالضبط كيف تعمل هذه التدخلات على الجسم لخفض ضغط الدم لا يزال أمر غير واضح .
تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا تساعد في خفض ضغط الدم
توصلت دراسة جديدة قادها المحققون في مركز Beth Israel Deaconess Medical Center، ومستشفى ماساتشوستس العام (MGH)، ومعهد بينسون – هنري لطب العقل MGH، إلى تحديد الجينات المرتبطة باستجابة الجسم لتقنيات الاسترخاء، وإلقاء الضوء على الآليات الجزيئية التي قد تعمل بها هذه التدخلات لخفض ضغط الدم، وقد تم نشر النتائج في مجلة الطب البديل والتكميلي .
تصريحات راندال زوسمان
قال راندال زوسمان العضو الرئيسي في قسم ارتفاع ضغط الدم في مستشفى كيريغان ميهان هارت : ” عادة ما يتم علاج ارتفاع ضغط الدم بالعلاج الدوائي، ولكن ليس كل المرضى يستجيبون للعلاج بالعقاقير، والعديد منهم يجربون الآثار الجانبية التي تنتج من العلاج، وبالنسبة لهؤلاء المرضى فإن الاستراتيجيات البديلة لا تقدر بثمن، وفي هذه الدراسة وجدنا أن استجابة الاسترخاء يمكن أن تساعد في تقليل ضغط الدم بنجاح في مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين لا يتناولون العلاج ” .
تصريحات تويا ليبرمان
تقول الدكتورة تويا ليبرمان مديرة علم الجينوم وعلم البروتينات الحيوية في مركز علم الأحياء في BIDMC : ” على حد علمنا، فإن هذه هي الدراسة الأولى لاختبار مثل هذا التدخل بين العقل والجسم لمجموعة من البالغين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المستمر، وهذه هي أول دراسة لتحديد التغيرات في التعبير الجيني المرتبط بشكل خاص بتأثير تدخل العقل والجسم على ارتفاع ضغط الدم، وتقدم نتائجنا رؤى جديدة حول كيفية تأثير الطب التكاملي – وخاصة مقاربات العقل والجسم – على التحكم في ضغط الدم على المستوى الجزيئي ” .
تصريحات هيربت بنسون
هيربرت بنسون العضو المنتدب الفخري لمعهد بنسون هنري، وهو أول من وصف العملية منذ أكثر من أربعة عقود مضت، بحيث وصف استجابة
الاسترخاء
بكونها تتميز بمجموعة من التغييرات القابلة للقياس على الجسم، بما في ذلك انخفاض معدل التنفس ومعدل ضربات القلب، وكلها يمكن أن يسببها تقنيات العقل والجسد بما في ذلك التأمل واليوغا، وقد ارتبطت ممارسة استجابة الاسترخاء طويلة الأجل بزيادة سماكة القشرة الدماغية وحدوث تغيرات محددة في التعبير الجيني .
حول الدراسة
في هذه الدراسة قامت ليبرمان وزوسمان وزملاؤهما بتسجيل 58 شخصا يعاني من ارتفاع ضغط الدم الأساسي في المرحلة الأولى، والذي تم تعريفه على أنه يحتوي على معدل ضغط دموي ( علوي ) بين 140 – 159، و( سفلي ) بين 90 – 104، وكان المشاركون إما لا يتناولون أدوية للسيطرة على ضغط دمهم، أو قاموا بقطعها لمدة خمسة أسابيع قبل بداية الدراسة، كما قام المشاركون بملء استبيانات موحدة حول الإجهاد والاكتئاب والقلق .
وخلال الأسابيع الثمانية التالية حضر المشاركون ثماني جلسات تدريبية أسبوعية، حيث تم إرشادهم من خلال تدخلات العقل والجسم المصممة لاستثارة استجابة الاسترخاء – بما في ذلك التنفس البطني والتأمل الذهني – في نفس الوقت تجاهل الأفكار السلبية، كما حصل المشاركون على قرص مضغوط صوتي يوجههم خلال نفس التسلسل لاستخدامه في المنزل مرة واحدة في اليوم، وبعد ثمانية أسابيع من التدريب قام المرضى بملء استبيانات حول الإجهاد و
الاكتئاب
والقلق، وتم سحب الدم لإجراء اختبار التعبير الجيني جنبا إلى جنب مع قياس ضغط الدم .
نتائج الدراسة
بشكل عام شهد 13 من المشاركين الـ 24 الذين أكملوا التدخل لمدة ثمانية أسابيع انخفاضا في ضغط الدم، أي انخفاضات محددة في قراءات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي التي نقلت المشاركين إلى أقل من 140 / 90، وقد تم تصنيف المرضى الذين أظهروا انخفاضات كبيرة في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي – بما فيه الكفاية بحيث كان ضغط الدم لديهم أقل من تعريف ارتفاع ضغط الدم الأساسي في المرحلة الأولى – على أنهم ” مستجيبون “، وتم تصنيف أولئك الذين لا يزال ضغط الدم لديهم ضمن تعريف المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم – والذين لم يروا انخفاضا في كلا الرقمين – مصنفين على أنهم ” غير مستجيبين ” .
تحليل
عندما أجرى ليبرمان وزملاؤه تحليلات للتعبير الجيني بمقارنة عينات الدم من المجموعتين، وجدوا أن التغيرات في التعبير الجيني قد حدثت في المستجيبين على مدار التدخل لمدة ثمانية أسابيع والتي لم تلاحظ في غير المستجيبين، على وجه التحديد بين المستجيبين اختلف التعبير عن 1.771 جينا بين اختبارات الدم الأساسية والاختبارات التي تم إجراؤها بعد ثمانية أسابيع من ممارسة استجابة الاسترخاء، علاوة على ذلك قرر ليبرمان وزملاؤه أن الانخفاض في ضغط الدم كان مرتبطا بالجينات المرتبطة بالمسارات التنظيمية المناعية، والتمثيل الغذائي واستقلاب
الجلوكوز
، وتطوير نظام القلب والأوعية الدموية والإيقاع اليومي .
يقول المؤلف المشارك الأول جون ديننغر الحاصل على دكتوراه في الطب، وهو مدير مركز الأبحاث في جامعة بنسون بمعهد هنري : ” نتائجنا تشير إلى أن استجابة الاسترخاء قللت من ضغط الدم – على الأقل جزئيا – عن طريق تغيير تعبير الجينات في مجموعة مختارة من المسارات البيولوجية، ومن المهم أن التغيرات في التعبير الجيني المرتبط بهذا الانخفاض في ضغط الدم تتوافق مع التغيرات الجسدية في
ضغط الدم
، والعلامات الالتهابية التي يتوقعها المرء ويأمل أن يلاحظها في المرضى الذين عولجوا بنجاح من ارتفاع ضغط الدم ” .
جدير بالذكر أنه قد تم تمويل هذه الدراسة من خلال منحة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (R01 DP000339) .