دراسة : تزايد انتاج القمح في التربة المالحة
هناك أكثر من 70% من السكان الباكستانيين يعملون في الزراعة، ويعتمد إنتاجهم على القطن والقمح، والأرز وقصب السكر، والذرة، ويتم الري باستخدام القنوات على نطاق واسع في أغلب الأراضي الزراعية، وتحتوي مياه الري على كميات مختلفة من الأملاح، وبفعل عوامل الجو فإن هذه المياه تتبخر عقب الري وتترك الأملاح فوق سطح التربة.
أضرار ترسب الأملاح في التربة
وقد أثبتت الأبحاث أن الترسب الغير متكافئ للأملاح يؤثر على التربة بشكل سلبي، حيث يؤدى إلى فقدان نسبة كبيرة من الأراضي لخصوبتها، وبالإضافة على ذلك فإن أكثر من 70% من المياه الجوفية التي تستخدم في عمليات الري ذات جودة منخفضة، وقد بدأ الاقتصاد القومي في التراجع بسبب تدهور وتراجع الإنتاج الزراعي وذلك بسبب هذه التربة المالحة، وتقدر نسبة التراجع بحوال 20 مليون دولار في العام الواحد.
ويعد
القمح
أحد الحبوب الغذائية الهامة وذلك في جميع أنحاء العالم، كما أنه أحد المحصولات التي يتم زراعتها في باكستان على نطاق واسع حيث يتم زراعة حوالي 8.034 مليون فدان، وقد وصل صافي الإنتاج منها إلى 4.9 مليون طن في السبعينيات، بينما في وصل إلى 19.18 في عام 2003.
وبمعدل انتاج يبلغ 2.4 مليون طن لكل هكتار فإن
باكستان
تشغل المركز الـ 59 على مستوى العالم، وبالإضافة إلى عدد من العوامل الاقتصادية التي تؤثر على انتاج القمح فهناك عوامل زراعية مثل فقدان التربة لخصوبتها، وندرة المياه، وملوحة التربة في بعض المناطق.
وتعد ملوحة التربة أحد العوامل الهامة التي تقف عائقاً أمام التوسع واستغلال الكثير من المحاصيل الزراعية، ومع استشراء هذه الظاهرة فإنها من الممكن أن تمثل خطراً على حياة الانسان ووجوده بشكل عام، وقد اتخذت الحكومة الباكستانية عدداً من التدابير لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها.
كما أن هناك عدد من الإصلاحات باستخدام الكيماويات، مثل الكبريت و
حمض الكبريتيك
والتي يتم استخدامها من أجل تقليل نسبة الأملاح في التربة، ويتطلب استخدام هذه الكيماويات الكثير من الحذر والعناية، حتى لا تتسرب هذه الكيماويات إلى المياه الجوفية.
الزراعة في التربة المالحة
وفي هذا الإطار فقد ظهر مصطلح جديد هو الزراعة في التربة المالحة، حيث يتم الاستفادة من التربة المالحة في زراعة أنواع من المحاصيل التي تتناسب معها، وذلك بدون إهدار الكثير من الأموال في إنشاء شبكات لتصريف المياه أو تأهيل التربة المالحة.
وقد تم شرح وتفسير ذلك بنجاح من خلال زراعة أنواع من الأشجار التي تستطيع أن تعيش في التربة المالحة، حيث تم زراعة
أشجار الأوكالبتوس
“الكينا” والقطف واللتان تسطيعان النمو والإنتاج في التربة المالحة، والأكثر من ذلك أنه يتم الاتجاه إلى تطوير أنواع وأصناف من المحاصيل الزراعية ليتم زراعتها في المناطق التي تضررت تربتها من الملوحة الزائدة، ويعرف هذا بالاتجاه البيولوجي الجيني للمحاصيل ولكن هناك عيوب واضحة لهذا الاتجاه حيث أنه هناك صعوبة في فهم وتطوير آلية عمل هذا الاتجاه والذي يعتمد على تطوير الجينات.
زيادة انتاج القمح في التربة المالحة
ومع الانتباه إلى تزايد استهلاك الحبوب الغذائية فهناك حاجة إلى استغلال الكثير من المساحات المهدرة هذه في الزراعة، ومن المتوقع أن تساهم زراعة جينات معدلة من القمح في المناطق المتضررة من الأملاح في زيادة الإنتاج العام من المحصول.
وقد تم إجراء هذه الدراسات في كلية الزراعة في فيصل اباد من أجل دعم العمل على تطوير البحث العلمي الخاص بتطوير جينات القمح ليتم زراعته في التربة المتضررة من الملوحة الزائدة، وكذلك من أجل دراسة آلية وكيفية تطوير الجينات للتحكم في ملوحة التربة.