قصة زلزال مدينة هايتشنغ ” الكلاب تنقذ سكان مدينة في الصين “
تفاجئ أهالي إحدى المدن الصينية عام 1976م بانتشار الكلاب البرية المتوحشة في كافة أرجاء المدينة ، و كانت الكلاب تنبح بطريقة شديدة للغاية و بصوت هيستيري مزعج و مرعب ، و استمر هذا لعدة ساعات مما دفع الحكومة تقوم بإجلاء المدينة بأكملها.
نباح الكلام عام 1976م:
في يوم الأربعاء ، الموافق 28 يوليو عام 1976م ، استيقظ أهالي مدينة تانغشان على مجموعة كبيرة للغاية من الكلاب البرية المتوحشة ، و قد ملئت شوارع المدينة بأكملها ، و نظرًا لما سببته تلك الطلاب من رعب لأهالي المدينة ؛ قررت الحكومة الصينية أن تقوم بإخلاء المدينة لشعورها بخطرًا ما سوف يحدث ، و بالفعل بدأت الحكومة الصينية في إجلاء الناس عن منازلهم ، و كانت أزمة كبيرة للحكومة الصينية أن تجلي المدينة من المواطنين تمامًا ، حيث أن أكثر من تسعين ألف شخص من سكان المدينة تم ترحيلهم و إخلاءهم من المدينة خوفًا من أن يكون سبب تصرف الحيوانات بهذا الشكل هو اقتراب حدوث زلزال ما ، و كان سكان المدينة يشعرون بالخوف الشديد ، و كما هو متوقع فبعد أن تم إجلاء المواطنين تمامًا من المدينة بساعات قليلة حدث زلزال مروع راح ضحيته مئات الآلاف من المواطنين الذين ظلوا في المدينة ، و في هذا الوقت تيقن الناس أن نباح الكلاب كان بمثابة إنذار لهم من خطر الزلزال القادم.
زلزال تانغشان:
يُطلق على هذا الزلزال اسم زلزال تانغشان العظيم ، و هو واحدًا من أشرس و أخطر الزلازل في التاريخ ، و قد قدرت ضحايا زلزال تانغشان فيما يتراوح بين مائتان و أربعين إلى مائتان خمسة و خمسون قتيل ، هذا بالإضافة إلى المصابين ، فقد أصيب في هذا الزلزال ما يزيد عن مئة أربعة و ستون شخص بجروح و إصابات شديدة ، و قد أعلنت الجهات المسؤولة أن هذا الزلزال بقوة 8.2 على مقياس ريختر و هو من النوع المدمر.
التحذيرات المبكرة للزلزال:
يُذكر أن نباح الكلاب لم يكن الإنذار الوحيد على اقتراب الزلزال ، بل كان هناك العديد من العلامات الأخرى ، و منها ارتفاع منسوب المياه ، و انخفاضها في بئر ، يقع بجوار مدينة تانغشان لمدة ثلاثة مرات متتالية ، و ذلك في يومي الثاني عشر من يوليو و الخامس و العشرين و السادس و العشرين من يوليو ، أي قبل الزلزال بيومين ، كما رصدت مكاتب التحليل و رصد الزلازل أن مدينة تانغشان ستتعرض لزلزال بين الثاني و العشرين من يوليو إلى الخامس من أغسطس ، و ذلك بعد ملاحظة نشاطات غير الطبيعية في باطن الأرض ، في مناطق بكين وتيانجين وتانغشان وبوهاي وكذالك تشانجياكو.
تأثير الزلزال على المدينة:
نظرًا لهول الزلزال فقد كان له نتائج كبيرة و أثر مدمر على مدينة تانغشان ، حيث أنه أدى إلى تدمير حوالي خمسة ميل أو ما يعاد ثمانية كيلومترات من المدينة ، و قد أدى إلى سقوط خمسة و ثمانين مبنى ، و استمرت الموجات الزلزالية على مساحات كبيرة ، كما تأثرت المدن المجاورة لها أيضًا و لحق بها بعض التدمير و التخريب في المدينة ، كما تقدر خسائر زلزال تانغشان بقيمة عشرة مليارات يوان ، و لم تعتمد حكومة
دولة الصين
على أي مساعدات خارجية ؛ بل اكتفت ذاتيا بما لديها من فرق طبية و قوات عسكرية و ساعدت أهالي مدينة تانغشان على تخطي تلك الأزمة و إجلاء المدينة بأكملها ، و
يقال أن زلزال تانغشان العظيم هو ثاني أقوى زلزال حدث على مستوى العالم ، بعد زلزال عام 1556م في مدينة شانشي و الذي راح ضحيته حوالي ثمانمائة و ثلاثين ألف مواطن
.