أهم المهارات التي يفتقر إليها مرضى الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري ( OCD ) هو حالة نفسية معقدة، تعاني الأشخاص المصابة به من انخفاض حاد في جودة حياتهم، وتظهر دراسة جديدة تمت أن المصابين بالوسواس القهري بحاجة إلى تبني مهارات التكيف والتأقلم، بدلا من استراتيجيات سوء التكيف المستخدمة غالبا، مثل التكرار أو الأفعال القهرية أو خلق مسافة حساسة عن حالتهم، وذلك من أجل إدارة وضعهم بشكل فعال .


دراسة جديدة : أهم المهارات التي يفتقر إليها مرضى الوسواس القهري


إن اضطراب الوسواس القهري هو من أكثر

الحالات النفسية

تعقيدا، ويعاني المصابون به من انخفاض حاد في نوعية وجودة حياتهم، وتظهر دراسة جديدة في مجلة Springer Cognitive Therapy and Research الآن، أن الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري بحاجة إلى تبني مهارات معينة تجعلهم يتكيفون أكثر مع الوضع بدلاً من تبني استراتيجيات سوء التكيف المستخدمة غالبا من قبلهم، وذلك من أجل إدارة حالتهم بشكل فعال، وقد ترأس هذه الدراسة ستيفن موريتز من مستشفى جامعة هامبورغ في ألمانيا .


عن الدراسة


قارن موريتز وزملاؤه بين سلوك 60 مريضا يعانون من اضطراب

الوسواس القهري

، مع 110 من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، و 1050 من البالغين الأصحاء في مجموعة مراقبة، وأكمل جميع المشاركين الاستطلاعات عبر الإنترنت مجهولة المصدر، والتي تم التحقق فيها من تاريخ هؤلاء الأشخاص الطبي والنفسي، جنبا إلى جنب مع مستويات من القدرة الإلزامية والقدرة على التعامل في حالات معينة، وأجابوا على استبيان يغطي أنماط التكيف والتأقلم المتكاملة التي قد يستخدمها شخص ما للتعامل مع المواقف الإشكالية المختلفة التي قد يتعرض لها .

كما رد المشاركون على استبيان أساليب التكيف والتأقلم التكيفي ( MAX )، الذي طوره موريتز وزملاؤه مؤخرا، ويقيس هذا الاستبيان أساليب التأقلم باستخدام ثلاثة أبعاد : الأول التكيف مع التأقلم ( مثل كبت الفكر والتأمل )، والثاني التكيف التكيفي ( مثل حل المشكلات والقبول بها ) والثالث تجنب المواقف وتفاديها، وقد قدم المشاركون معلومات عن استراتيجيات المواجهة التي يتبنونها ضد أعراض اضطراب الوسواس القهري، مثل حل المشاكل والتأمل، بالإضافة إلى أساليب التكيف الأخرى التي تم اعتمادها حديثا فقط في العلاج، مثل القبول والقمع .


نتيجة الدراسة


اكتشفت الدراسة أن المشاركين المصابين بالوسواس القهري أقل امتلاكا لمهارات التكيف والتأقلم من الآخرين المشاركين في الدراسة، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، كما أنهم يمتلكون مهارات وظيفية أقل لمساعدتهم على التأقلم والتكيف، ومن المرجح أيضا أن أولئك الذين يفتقرون إلى ” التكيف التكيفي ” لديهم مقاومة للأعراض، كما أن لديهم رؤية سيئة عن حالتهم، ويشرح موريتز : ” المرضى الذين يعانون من الوسواس القهري يتميزون بقدرة أقل على التكيف والتأقلم، وأقل قدرة على التحكم والسيطرة في مختلف المواقف ” .


مهارات التأقلم


تعد مهارات التأقلم مهمة لكثير من جوانب الحياة اليومية خارج نطاق

الصحة العقلية

، تعليم المهارات للأطفال مثل كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة أو ضعف الأداء أو المشاكل مع والديهم على سبيل المثال، في إطار العلاج الوقائي المعرفي العام والتدريب على الصمود سوف يساعدهم بالطبع، يقول موريتز : ” قد يساعد الأطفال في المدرسة على التعامل بشكل أفضل مع الاضطرابات العاطفية والمواقف الصعبة خلال فترة المراهقة، وقد يمنع أيضا تطور الضعف إلى اضطراب الوسواس القهري أو الاكتئاب بالإضافة إلى الاضطرابات الأخرى ” .

وعلى الرغم من أن الدراسة تشرح بعض المهارات التي يفتقر إليها مرضى اضطراب الوسواس القهري، إلا أن موريتز يقول أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة إلى أي مدى يمكن تحسين مهارات التكيف هذه خلال مرحلة الطفولة و

المراهقة

، وذلك من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو التدخلات المماثلة لتحسين حياة المصاب .

المصدر :

ساينس ديلي