حرمة القبور و الأموات في الدين الإسلامي
وضع الدين الإسلامي حدا لكل أمر في هذه الدنيا ، ربما بغرض توفير قاعدة ليسيروا الأشخاص عليها ، فكان من بين القواعد الموضوعة في هذا الدين الحنيف تلك القواعد التي وضعت لضمان حرمة القبور ، تلك التي أولاها الدين عناية فائقة تماما مثل الاهتمام بالأحياء .
حرمة القبور
الاتكاء على القبور
من بين الأمور التي تعتبر غير مستحبة أو نهى عنها نبينا الكريم ، الاتكاء على
القبور
و الجلوس عليها ، و ذلك اعتمادا على قوله الكريم ( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر ) رواه مسلم في صحيحه ، هذا فضلا عن أن الرسول قد أشار في حديث .
المشي بالنعال بين القبور
من بين الأمور التي أشار إليها صلى الله عليه وسلم بأنها مكروهة المشي بين القبور بالنعال ، فلا يجوز المشي في المقبرة مرتديا النعل ، إلا في حالة الحاجة مثل وجود شوك ، أما في عدم وجود حاجة فيعتبر هذا الأمر مكروه ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله (يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك ) و يقصد بالسبتيتين هنا النعل .
السكن بين القبور
يذكر أن أمر السكن بين القبور من بين الأمور المنهي عنها ، و ذلك لتحريم الصلاة بداخل القبور ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال في مرضه الذي لم يقم منه : ( لعن الله اليهود والنصارى ; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . متفق عليه .
ايقاف السيارات على القبور
في بعض الأماكن توجد المقابر بالقرب من أماكن للسكن أو مساجد ، و في هذه الحالة يلجأ البعض إلى صف سياراتهم في مواضع تكون فيها السيارة فوق القبر ، و هذا الأمر منهي عنه شرعا ، و لكن الأحوط صف السيارات بالقرب من المقابر و يفضل إيقافها تماما احتراما لحرمة القبر .
نقل عظام الميت
من بين الأمور التي يقوم بها البعض في حالة بلاء العظام ، أن يتم نقلها لأماكن أخرى ، و قد تحدث الدين في هذا الشأن قائلا أن نقل عظام الميت بدون الحاجة لذلك أمر منهي عنه ، و لكن في حالة الحاجة فلا حرج في ذلك .
كسر عظام الميت
من بين الأمور التي تم النهي عنها ، فكرة كسر عظام ميت لأي سبب ، و هذا النهي عن حديث عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسند إلى
السيدة عائشة رضي الله عنها
( كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وقال ابن دقيق العيد: إسناده على شرط مسلم .
قطع الأشجار في القبور
يذكر أن القبور في أغلب الأماكن تمتلئ بالأشجار ، و لكن بعض هذه الأشجار مع مرور الوقت قد تسبب أضرار للزائرين ، و لذلك لابد من قطعها حتى لا تؤذي الأشخاص ، و لم يذكر عن رسولنا الكريم الاهتمام بالزراعة و نحوه في قبور الموتى من المسلمين ، و لكن ما روي عنه وضع جريدتان على قبرين أصحابهم معذبين .
الميت كالحي
من بين الأمور التي تحدث عنها العديد من المفسرين ، اعتمادا على أقوال رسول الله ، و ما ذكر أيضا في القرآن الكريم ، أن حرمة الميت كحرمة الحي ، فلا يمكن قذف عرضه و لا يمكن التطلع على عوراته أو إيذائه جسديا ، و لا يجوز سبه أو السير على قبره ، فهو تماما كالإنسان الحي ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا } رواه أحمد والبخاري والنسائي ) .