أسس القيام بفيلم وثائقي ناجح
تعريف الفيلم الوثائقي هو فيلم غير روائي يفقد عنصر الخيال ،حيث يناقش العديد من القضايا أو المواضيع الواقعية ، وقد يتحدث عن شخص معين ، وغالباً ما يسعى
الفيلم الوثائقي
لعرض معلومات وأفكار معينة يجهل الكثيرون عن معرفتها، كما يهتم بالتفاصيل الدقيقة ، وذلك لإقناع المشاهدين بفكرة معينة ، أو وجهة نظر الكاتب نفسه .
ويحتج الفيلم الوثائقي لعدد من الركائز الهامة ، والتي ستساعد في جعله فيلماً مميزاً وهادفاً . نصائح لتصنيع فيلم وثائقي
أسس تصنيع الفيلم الوثائقي :
– التركيز على قضية هامة ،أو شخصية مرموقة:
يجب أن يكون موضوعاً مميزاً وذو قيمة ، وذلك لضمان تحقيق أعلى نسبة مشاهدة ، فلو لم يجذب الموضوع اهتمام المشاهد ، فما الداعي لتضيع وقته أمام مثل هذه الأفلام .
فيجب أن تكون قضية مثيرة للجدل ، أو التحدث عن أشياء يجهلها الكثيرون ، وإلى جانب هذا يجب أن يتميز بالبساطة في العرض ، ليكون أكثر تأثيراً على نفوس المشاهدين ، والبعد عن التعقيد ، مع مراعاة عامل المتعة التي تحققه الجوانب الفنية المتبعة في بناء الفيلم .
– يجب أن يكون موضوعاً يشغل اهتمام الكاتب لكي يستطيع بث شغفه بالموضوع في نفوس المشاهدين ، ويستطيع التأكد من هذا عن طريق : كتابة أفكار رئيسية عن الفيلم الذي يريد صناعته ، ومن ثم إخبار أفراد عائلته وأصدقائه بالموضوع ، وبناءً على ردود أفعالهم يستطيع تخمين ردود أفعال المشاهدين عند عرض هذه الفكرة إما بالقبول ،أو بالرفض .
فعادة ما يناقش الفيلم الوثائقي قضايا قادرة على جذب انتباه المشاهد سواء كانت أفكار حديثة من مشاكل مجتمعية مثيرة للجدل والنقاش ، أو حول أحداث تاريخية بغرض تعليمي أو للعبرة من أحداث الماضي ، وهذه الأفكار عادة ما تلاقي نجاحاً ، إلا أنه سوف يكون من الخطأ مناقشة الفيلم الوثائقي لحياة البشر العاديين اليومية والتي لا تجذب انتباه أي إنسان ، بل على النقيض قد تصيبه بالملل والفتور ، مع عدم إكمال المشاهدة .
– الهدف من الفيلم :
يجب أن يكون هناك هدف من وراء الفيلم ، وقد لا يكون للفيلم هدف واحد وهو توثيق أحداث معينة ، ولكن يجب أن يقنع ويثير المشاهد لنقل أفكار صحيحة ، والتخلي عن معتقدات المجتمع الخاطئة ، فيجب أن يطرح الكاتب سؤال ، وأثناء المشاهدة يجب أن يعمل الفيلم على إثارة ردود أفعال المشاهدين من حيث الإجابة على هذا السؤال .
– البحث عن موضوع الفيلم :
يجب عمل بحث كامل وشامل لكل جوانب وأركان الموضوع الذي تم اختياره لعمل الفيلم الوثائقي ،على أن يكون هذا البحث قبل الشروع في تصوير الفيلم ، ويجب التحدث مع الأفراد المهتمين بموضوع الفيلم ، ويجب أخذ النصيحة منهم ، والتي ستفيد كثيراً في أحداث الفيلم ، ويجب البحث والتركيز على الأفلام الوثائقية التي قامت بعرض الفكرة ، أو أفكار مشابهة ،وهذا ما يفيد في جعل الفيلم أكثر قيمة ، ويبعده عن التكرار ، وهذه الاحتياطات ستساعد على نجاح الفيلم .
– الخطوط العريضة للفيلم :
يجب أن توضح الخطوط العريضة القصة التي سيعرضها الفيلم وخلق منها قصة حية ، تعمل على إثارة المنتجين ، وقدرتها على إعطاء صورة كاملة عن الفيلم المراد تصويره .
– تسجيل لقطات واقعية ذات صلة بالفيلم :
يختلف الفيلم الوثائقي عن الفيلم الروائي بقدرته على من عرض لقطات حية داخل الفيلم مع مراعاة حقوق الخصوصية ، والقوانين ، وعندما يتعرض الفيلم لقضية تاريخية ، فيجب الاستعانة بالوكالات والأفراد الذين يمتلكون لقطات توثيقية لهذا الحدث التاريخي ، فمثلاً قد يتحدث الفيلم عن أحد القصور القديمة ، فيجب أخذ تصريحات بالتصوير داخل هذا القصر .
– يجب عمل قائمة بالمهنين الذين يعملون على تصنيع الفيلم وتضم :
الكُتاب والمؤلفون ، وفريق الإضاءة ، والمصور ، الباحثون ، المحررون ، الممثلون ، ومسجلو الصوت ،والمستشارون التقنيون .
– يجب تجهيز المعدات التي تشتمل على كاميرات عالية الجودة .
– يجب وضع خطة بمواعيد تصوير الفيلم ، وكلما وضعت مسبقاً ، كلما أعطت الفرصة لنجاح العمل بشكل أفضل ، فيتم تنظيم أماكن التصوير ، ومراعاة التنقلات لأماكن مختلفة ، ويـعطي فرصة أكبر لاختيار الممثلين الملائمين للعمل .
– يجب تصوير اللقطات التأسيسية للفيلم ، والتي توضح زمان ومكان الحدث ، وتعطي إيماءات بأحداث الفيلم .
– بعد ذلك يتم تصوير اللقطات التكميلية وتسمى البيرول ، وهي اللقطات التي تعمل على تسلسل الأحداث مكملة للفيلم بطريقة منطقية ومشوقة ، وغالباً ما تعتمد على السرد الصوتي للأحداث .
– يجب إدخال التعليق الصوتي على اللقطات التأسيسية ،والتكميلية ، مع مراعاة أن يكون موجز ومفهوم للجمهور .
– إدخال بعض
الرسوم المتحركة
:
لتوضيح بيانات وإحصائيات معينة ، مع عدم الإسراف في استخدامها .
– اختيار الموسيقى التصويرية الحرة:
التي يسمح مؤلفوها باستخدامها للعوام ، أو أخذ التصريحات من مؤلفي الموسيقى .
– عمل مونتاج للفيلم بعد التصوير :
يجب مشاهدة الفيلم أكثر من مرة ، حتى تستطيع إجراء التعديلات الهامة له .
– العرض والانتشار
: وهي مرحلة الرضا التام عن العمل ، فوقتها تستطيع بث الفيلم على أحد المواقع ، أو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي .