دور انزيمات السيتوكروم في انقاذ الجسم من المواد الضارة
لقد وهب الله تعالى للإنسان العديد من المركبات داخل جسده لتساعده على تجديد خلاياه و مقاومة و طرد المواد الضارة ، و تعتبر انزيمات السيتوكروم هي واحدة من المركبات التي تحمي الجسم من المواد الخطرة ، فهي المسؤولة عن التحول الحيوي للمواد في الجسم ، و في هذا المقال سوف نعرض دورها في انقاذ جسم الإنسان.
السيتوكروم:
السيتوكروم هي أنزيمات مسؤولة عن اصطناع و تخريب العديد من الجزيئات و المواد الكيميائية المتنوعة داخل الخلايا ، بمعنى آخر هي المسؤولة عن التحول الحيوي للمواد في الجسم ، و ذلك لأنها تتدخل في اصطناع العديد من الجزيئات مثل الهرمونات الستيروئيدية ، و الأحماض الصفراوية و الكولسترول ، و تقوم تلك الأنزيمات باستقلاب السموم داخل الخلايا و الأدوية بشكل أساسي ، توجد هذه الأنزيمات بشكل رئيسي في الرئتين ، و الكلية ، و
الجهاز الهضمي
، و الجلد ، فتدخل تلك الأنزيمات في بنية القنوات الناقلة للبروتينات في غشاء الخلية ، كما تتواجد أيضًا في الميتاكوندريا.
آلية عمل السيتوكروم:
يتم انتاج الأنزيمات في جسم الإنسان بتحفيز من الجينات الخاصة بالستوكروم ، و هناك أكثر من 60 جين مسؤول عن عمل هذه الأنزيمات في الجسم ، و تُسمى هذه الجينات عائلة P450 ، و يحمل كل جين الأحرف CYP للدلالة على أنه جزء من هذه العائلة ؛ مثل CYP2D6 ، CYP3A4 ، و هكذا ، و بمجرد حدوث أي تبادل في هذه الجينات يؤثر على فعالية هذه الأنزيمات ، فقد يختلف التعبير عن الأنزيمات إما بالزيادة و إما بالنقصان ، و يتم ملاحظة هذا الاختلاف من خلال استجابة الجسم للدواء ، فنتيجة هذا الاختلاف يختلف زمن استقلاب الدواء أو المادة عموماً في الجسم.
و تختلف نسبة السيتوكروم في الجسم وفقًا للاختلافات العرقية و التي تعمل بدورها على اختلاف الجينات ، و هذا يؤدي إلى فروق في زمن الاستقلاب و التخلص من المواد ، و كمثال توضيحي لعملية الاختلاف و الفروق بين زمن الاستقلاب ، لنفترض أن الدواء أو المادة X يتم استقلابها من خلال الأنزيم CYP2D6 ، و في نفس الوقت توضح الدراسات أن هذا الأنزيم يغيب عند 1% من الصينيين ، و 4.8% من الهنود ، و 5-10% من
القوقازيين
، و بالتالي فإن استقلاب المادة X سينخفض ، مما سيؤدي إلى زيادة نسبتها في الجسم ، و قد تصل هذه المادة إلى الجرعة السمية في الجسم ، و في تلك الحالة فإن الطبيب يقوم بتخفيف جرعة الدواء للجسم حتى لا تحدث عملية التسمم.
و على الرغم من ذلك فإن نسبة هذا الأنزيم إذا ما زادت في الجسم ؛ فإن الدواء سوف ينخفض تركيزه في الجسم ، و بالتالي فلن يصل إلى قدرته العلاجية المطلوبة ، و في هذه الحالة يقوم الطبيب بزيادة الجرعة للمريض ، من الممكن أن يتم تحريض هذه الأنزيمات من قبل أدوية أخرى ، أو عوامل كيميائية أو ملوثات بيئية ، مما يؤدي إلى سرعة استقلاب الدواء ، و من الممكن أن
تتثبط الأنزيمات
أيضًا ، و ذلك يحدث عند تناول دوائين معاً فإنهما يستقلبان بواسطة الأنزيم ذاته ، و بالتالي يحدث تنافس بين الدوائين ينتهي باستقلاب أحدهما على حساب الآخر ، هناك بعض الاختبارات التي توضح مدى استقلاب الدواء و منها اختبار (Drug-Gene testing) ، و هو يوضح تأثير الجينات على استجابة الجسم للأدوية.