معاهدة مونترو و التحكم في نظام المضائق
مؤتمر مونترو هو نقطة التحول الهامة التي تم توقيعها في عام 1937 ، تلك المعاهدة التي كانت سببا في إلغاء مشكلة المحاكم المختلطة في مصر ، و كذلك النظر في نظام المضائق .
مؤتمر مونترو
– يعرف مؤتمر مونترو بمؤتمر نظام المضائق ، و قد تم توقيع هذه الاتفاقية في عام 1936 ، و كانت السبب في إعطاء تركيا الفرصة في السيطرة على المضائق المعروفة باسم الدردنيل و البسفور ، و كذلك تنظيم السفن الحربية ، هذا فضلا عن أنها كانت بمثابة الضامن لتركيا بحق المرور المجاني للسفن البحرية ، و هذا الأمر في الأوقات السلمية و غيرها العديد من الأمور .
– هذه الاتفاقية كانت من أهم الاتفاقيات التي تم توقيعها فعليا في القرن التاسع عشر و القرن العشرين ، و قد سعد هذه الاتفاقية لحل كافة المشاكل التي تعلقت بالمضائق ، و من خلالها تم التحكم في كافة الوصلات الحيوية التي تربط البحر المتوسط و
البحر الأسود
، و قد كانت هذه الاتفاقية تحت اشراف مفوضية المضائق الدولية ، تلك التي تتبع عصبة الأمم .
تفاصيل الاتفاقية
– في ابريل من عام 1935 تم ارسال مذكرة دبلوماسية من الحكومة التركية ، و بالفعل تم ارسال الحكومة التركية ، اقتراح بعقد مؤتمر بغرض الاتفاق على نظام جديد للمضائق ، و بالفعل تم إنشاء حصون الدردنيل ، و قام وزير الخارجية التركي توفيق رشدي أراس بتوفير شرح لطبيعة الوضع الدولي ، ذلك الذي قد تغير كثيرا منذ حلول عام 1923 ، و الذي شهد بأن أوروبا تعمل على نزع السلاح في كافة المضائق البحرية ، و هذا بغرض الدفاع عن هذه المضائق .
– تلى هذه الأحداث ما عرف بأزمة الحبشة ، الذي عرف بسحب ألمانيا الالتزام الخاص بها ، و التي قامت بتوليه وفقا لمعاهدة فرساي ، و نتج عن هذا بعض التحركات الدولية بغرض إعادة تسليح هذه المناطق ، و كانت حجته في هذا الأمر ضمان الدفاع لهذه المناطق الذي كان قد انعدم تماما ، و قد سرح أراس في هذا التوقيت بأن النظام الحالي يوفر ضمانات جماعية غير فعالة ، و لا يمكن الاعتماد عليها تحت أي تهديد ، و أن على تركيا الاستعداد الدائم للحرب .
الرد على المذكرة
– كان الرد إيجابي بشكل كبير ، حيث وافقت كل من بلغاريا و فرنسا و ألمانيا و أستراليا و اليابان و اليونان و
الاتحاد السوفيتي
، و المملكة اليوغوسلافية و رومانيا على الحضور لتلك المفاوضات القائمة في سويسرا بشأن الاتفاقية ، تلك التي بدأت في الثاني و العشرين من يونيو من عام 1936 ، في حين رفضت كل من إيطاليا و الولايات المتحدة الحضور ، و كان رفض إيطاليا يرجع للتوسع بشكل عدائي ، و رفضت الولايات المتحدة بدون تحديد أسباب .
– قامت كل من تركيا و الاتحاد السوفيتي و المملكة المتحدة بوضع عدد من المقترحات ، و ذلك بهدف حماية كل منهما لمصلحتها الشخصية ، فمثلا فضل البريطانيون أن يستمر هذا النهج ، في حين سعى الأتراك إلى التحرر بشكل أكبر ، و إعادة السيطرة على المضائق ، فضلا عن اقتراح السوفيتيين بضمان الحرية المطلقة للمرور من هذه المضائق ، في هذا الوقت كان البريطانيون مدعومون من
فرنسا
، و من هنا اتسم سعيهم بالرغبة في استبعاد الاسطول الخاص بالاتحاد السوفيتي من البحر المتوسط ، و ذلك لأنهم كانوا يروا أن هذا الأمر ليس إلا تهديدا للمصالح الخاصة بطرق الشحن ، الواصلة إلى الشرق الأوسط و الهند و مصر .
– في النهاية تنازل البريطانيون عن بعض المطالب ، و التي شملت الإعفاءات على القيود العسكرية ، و ذلك رغبة منهم في التحالف مع تركيا ، و تم التوقيع على المعاهدة و التي شملت 29 بند و بروتوكول و 4 ملاحق .