طرق انتقال الأميبا آكلة الدماغ والوقاية منها

اكتشف العلماء نوع من الأميبا تقوم بالدخول مباشرةً إلى دماغ الإنسان و تتغذى عليها ، مسببتًا فقدان المريض لعديد من حواسه الأساسية ، و في هذا المقال سوف نكشف طرق انتقال تلك الأميبا لجسم الإنسان و كيفية الوقاية منها.


الأميبا آكلة الدماغ:


الأميبا آكلة الدماغ هي كائنات وحيدة الخلية تحمل الاسم العلمي Naegleriafowleri ، و لا يتجاوز حجمها 8-15 ميكرومتر ، أي أن حجمها أصغر حتى من قطر شعرة ، تفضل هذه الكائنات العيش في المياه الدافئة ، و تتغذى على الجراثيم الموجودة فيها ، و كثيرًا ما يتم إيجادها في البحيرات و الأنهار و المسابح غير المعقمة بشكل جيد ، بالإضافة إلى تواجدها في المياه الناتجة عن بعض المصانع و

أحواض الأسماك

و أحياناً في التربة.


طرق انتقال الأميبا آكلة الدماغ للإنسان:


تدخل الأميبا آكلة الدماغ الجسم عن طريق الأنف أثناء ممارسة الرياضات المائية ، و لحسن الحظ لا تنتقل هذه الكائنات من شخص مصاب إلى آخر سليم ، و قد أشار الأطباء و الباحثون إلى مدى خطورة هذا الكائن ، بل و اعتبره من الكائنات المميتة أيضًا ، فنسبة الأشخاص الذين توفوا نتيجة الإصابة به هي 97% ، و لكن لعدم القلق فإن احتمال الإصابة به منخفض جداً ، حيث تم تسجيل 34 حالة إصابة فقط في جميع أرجاء الولايات المتحدة خلال العشرة أعوام الماضية.


آلية عمل الأميبا آكلة الدماغ:


يسبب الأميبا آكل الدماغ مرضاً يُسمى

التهاب المخ السحائي

الأولي primary meningoencephalitis ، بعد أن تدخل تلك الأميبا في أنف الشخص ، تثبت في غشاء الأنف المخاطي ، و بعد ذلك تنتقل عبر العصب الشمي إلى الحويصل الشمي في الدماغ ، و بعد خمسة أيام من الإصابة تكون الأميبا قد بدأت بالتهام خلايا الدماغ (خلايا المادة الرمادية) ، و في هذا الوقت تبدأ أولى أعراض المرض في الظهور ، و تتمثل في فقدان حاستي التذوق و الشم.

و بعدها تستمر الأميبا في متابعة عملها و تقوم بتدمير الطبقة الحامية للجهاز العصبي المركزي (الدماغ و النخاع الشوكي) ، و هنا يشعر الإنسان بوجود خلل في دماغه ، و بعد ذلك تقوم الاميبا بإرسال الخلايا المناعية إلى الدماغ و التي تتسبب بالتهاب المنطقة المصابة و تضخمها ، و نتيجة ما تسببت به

الخلايا المناعية

من التهاب و تضخم ؛ يشعر المريض بالتقيؤ ، و الدوار ، و الصداع و تيبس الرقبة.

و بعد ذلك تبدأ الأميبا بالتوغل أعمق في الدماغ سالكةً طريق العصب الشمي حتى تصل إلى الفص الأمامي من الدماغ و هو الفص المسؤول عن المشاعر و التخطيط ، و نتيجة لتدمير الأميبا هذا الفص يصاب المريض بالهلوسة و نوبات الحمى و التشوش ، و بعدها ينتقل المرض لأي مكان في الدماغ ، و أثناء الأعراض السابقة يستمر الدماغ في التضخم ، يبدأ الدماغ بالضغط على الجمجمة و يتأثر جذع الدماغ بهذه الأعراض أيضاً ، هو جزء الدماغ المتصل مع

الحبل الشوكي

، و بعد عدة أسابيع من المعاناة و ظهور كافة أعراض المرض ، يفشل الجهاز التنفسي في أداء عمله و يتوقف مسببًا وفاة المريض.


الوقاية و العلاج من المرض:


أشار العديد من الباحثين إلى عدم غمر الرأس كاملاً أثناء السباحة و استعمال سدادات الأنف أثناء الغطس ، و عدم تحريك الرواسب الموجودة في قعر البرك ، أما بالنسبة للدواء فقد تناول بعض المرضى دواء يُدعى Miltefosine ، و هو دواء خاص بمرض السرطان ، و قد نجح في علاج حالتين عندما أُعطي لهما بعد الإصابة بالمرض بفترة قصيرة.