القلنسوات الباردة للحد من تساقط شعر مرضى السرطان

يعد سقوط شعر مرضى السرطان أحد المشكلات التي تواجه مريض السرطان ، و التي يتسبب بها العلاج الكيميائي ، مما دفع الباحثين إلى اكتشاف طرق مختلفة لحل هذه المشكلة ، و أحدث ما توصل إليه العلماء هو القلنسوات الباردة.


القلنسوات الباردة:


القلنسوات الباردة cold caps أو أنظمة تبريد فروة الرأس ، هي عبارة عن قبعات تشبه في شكلها لخوذ الدراجات ، و تكون مملوءة بمادة هلامية ذات درجة حرارة منخفضة قد تصل إلى الصفر مئوية ، و قد تم ابتكار هذه القلنسوة خصيصًا لمرضى السرطان ، حتى تساعدهم في الحد من سقوط الشعر أثناء تلقي

العلاج الكيميائي

، و من المعروف أن العلاج الكيميائي يعمل على قتل الخلايا التي تنقسم و تتكاثر بسرعة كبيرة في الجسم ، و لكن مشكلة العلاج الكيميائي أنه لا يستطيع التميز بين الخلايا السرطانية و الخلايا الطبيعية سريعة الانقسام الموجودة في الجسم مثل الخلايا الموجودة في جريبات الشعر ، و بالتالي فإن الأدوية الكيميائية تقوم بمهاجمة هذه الجريبات مما يؤدي إلى تساقط الشعر.


آلية عمل القلنسوة الباردة:


بمجرد أن يقوم المريض بارتداء تلك القلنسوات ، فإن الأوعية الدموية تنقبض نتيجة تبريد فروة الرأس ، و يقلل من خطر وصول الدم المحمل بأدوية العلاج الكيميائي إلى جريبات الشعر ، و بالتالي فإن البرودة تقلل من النشاط الانقسامي لخلايا الجريبات ، و تجعلها أقل عرضة للاستهداف من قبل الأدوية ، و قد تم إجراء العديد من الدراسات و التجارب حول كيفية عمل القلنسوات الباردة ، لإدراك آثارها الإيجابية و السلبية ، و طبقا لبعض الدراسات الحديثة التي ركزت على النساء المصابات بأنواع السرطان المختلفة ، و خاصة

سرطان الثدي

.

تم عمل مقارنة على هؤلاء النسوة لمعرفة نسبة سقوط شعرهن قبل استخدام القلنسوة و بعدها ، و بالفعل توصلت الدراسات إلى نتائج مذهلة ، حيث أن بعد تلقي هؤلاء النسوة العلاج الكيميائي ، حوالي 50% منهن قد فقدن أقل من نصف شعرهن ، وذلك بعد استخدامهن للأجهزة الحديثة المبردة للرأس ، و قد دار الجدل حول هل تمنع القلنسوات الباردة وصول أدوية العلاج الكيميائي إلى الخلايا السرطانية في

فروة الرأس

؟ ، و قد رد العلماء على هذا الجدل بأن نادرًا ما يُصاب مستخدمي القلنسوات الباردة بسرطانات فروة الرأس ، و مازالت التجارب قائمة حول هذا الأمر.

و قد أكد العلماء على أن نجاح عمل القلنسوات الباردة يتوقف على العديد من العوامل الهامة و التي من بينها ؛ نوع الدواء الذي يتم استخدامه للعلاج الكيميائي ، و حجم الجرعة نفسها ، و قدرة الشخص المريض على تحمل البرودة ، و يجب على المريض الخاضع للعلاج الكيميائي ارتداء القلنسوة الباردة لما يقارب ٣٠ دقيقة تقريباً ، قبل بدء جلسة العلاج ، و يتم ارتدائها خلال الجلسة أيضًا ، و تبقى القلنسوة الباردة على رأس المريض بعد الجلسة لمدة تتراوح ما بين ٩٠-١٢٠ دقيقة ، و يشير الأطباء إلى ضرورة ارتداء الثياب السميكة و استخدام البطانيات في جلسات العلاج.

أما عن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عن استخدام القلنسوات الباردة فتشمل تلك الأعراض الصداع ، و آلام فروة الرأس ، و

القشعريرة

، و الشعور بالانزعاج في منطقتي العنق و الكتف ، بالإضافة إلى هذا فقد وجه العلماء و الباحثون بعض الإرشادات لمرضى السرطان للعناية بالشعر ، و تشمل تلك الإرشادات الاهتمامِ بصحة الشعر للتقليل من تساقطه من خلال تجنب غسله ليومين بعد جلسة العلاج ، و استخدام شامبو أو بلسم غير معطّر ، و غسله بالمياه الدافئة بدلاً من الحارة.