دراسة تربط تناول السمك بانخفاض خطر الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد
قامت الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب بدراسة أولية مفادها أن تناول الأسماك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، أو تناول الأسماك من مرة إلى ثلاث مرات في الشهر، بالإضافة إلى تناول مكملات زيت السمك يوميا، قد يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد ” MS ” .
دراسة جديدة تربط تناول السمك بانخفاض خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد
إن تناول الأسماك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، أو تناول الأسماك من مرة إلى ثلاث مرات في الشهر، بالإضافة إلى تناول مكملات زيت السمك يوميا، قد تؤدي إلى انخفاض خطر
التصلب العصبي المتعدد
( MS )، وذلك وفقا لدراسة أولية نشرت في الأول من مارس الجاري، والتي سيتم تقديمها في الاجتماع السنوي السبعين للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في لوس أنجلوس، والذي سيقام في الفترة بين 21 إلى 27 أبريل 2018، وتشير هذه النتائج إلى أن الأحماض الدهنية ” أوميغا 3 ” الموجودة في الأسماك ترتبط مع تقليل خطر الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد .
التصلب العصبي المتعدد
التصلب العصبي المتعدد هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يؤثر على التواصل بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم، فعند الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة ” المايلين “، وهي المادة البيضاء الدهنية التي تعزل وتحمي الأعصاب، وهذا بدوره يعطل الإشارات بين الدماغ وبقية الجسم، وأعراض هذا المرض تشمل الشعور بـ تعب، خدر، وخز أو صعوبة في المشي، وتدوم أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد في فترتها الأولى 24 ساعة على الأقل، ويعرف المرض أيضا باسم المتلازمة السريرية المعزولة، ولا يوجد علاج له .
البروفيسور ” أنيت لانجر جولد ” المؤلف الرئيسي للدراسة
يقول مؤلف الدراسة ” أنيت لانجر جولد ” وهو دكتور وبروفيسور في جمعية كايزر بيرماننت بمدينة باسادينا جنوب كاليفورنيا، وعضو في الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب : ” لقد تبين أن استهلاك الأسماك التي تحتوي على الأحماض الدهنية ”
الأوميغا 3
” لديها مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، لذلك أردنا أن نرى ما إذا كان هذا التعديل البسيط في نمط الحياة، وتناول الأسماك بانتظام وأخذ مكملات زيت السمك، يمكن أن تقلل من خطر مرض التصلب العصبي المتعدد أم لا ” .
تفاصيل الدراسة
في هذه الدراسة فحص الباحثون الوجبات الغذائية لعدد 1.153 شخصا، متوسط عمرهم 36 عام، وهم مجموعة متنوعة ومختلفة من الأفراد، والذين كان نصفهم يعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد أو المتلازمة السريرية المعزولة، وقد تم سؤال المشاركين عن كمية الأسماك التي يأكلونها بانتظام، وقد تم تحديد كمية الأسماك العالية بأنها إما بتناول وجبة واحدة من السمك في الأسبوع أو بتناول وجبة واحدة إلى ثلاث وجبات في الشهر، هذا بالإضافة إلى تناول
مكملات زيت السمك
يوميا، كما تم تحديد الاستهلاك المنخفض بأنه أقل من وجبة واحدة من الأسماك في الشهر وعدم تناول مكملات زيت السمك، ومن أمثلة الأسماك التي أوضحت الدراسة أن المشاركين يستهلكونها : الجمبري والسلمون والتونة .
اكتشافات ونتائج الدراسة
وجدت الدراسة أن الأشخاص التي تتناول الأسماك بصورة مرتفعة انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد أو المتلازمة السريرية المعزولة بنسبة 45 في المائة، عند مقارنتهم مع أولئك الذين يتناولون الأسماك أقل من مرة في الشهر ولم يأخذوا مكملات زيت السمك، وكان لدى 180 من المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد الذين يتناولون الأسماك بكثرة سيطرة تامة على وضعهم الصحي .
كما تناولت الدراسة 13 نوعا من الاختلافات الجينية في مجموعة الجينات البشرية التي تنظم مستويات الأحماض الدهنية، ووجد الباحثون أن اثنين من 13 نوعا من الاختلافات الجينية التي تم فحصها كانت مرتبطة بانخفاض خطر مرض التصلب العصبي المتعدد، حتى بعد احتساب ارتفاع كمية الأسماك، وهذا قد يعني أن بعض الناس قد يكون لها ميزة وراثية عندما يتعلق الأمر بتنظيم مستويات
الأحماض الدهنية
.
في حين تشير الدراسة إلى أن الأحماض الدهنية ” الأوميغا 3 ” وكيفية معالجتها من قبل الجسم، قد تلعب دورا هاما في الحد من خطر مرض التصلب العصبي المتعدد، ويؤكد لانجر جولد أن هذه الدراسة بسيطة وأولية، لذا فإنه هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتأكيد النتائج، ودراسة كيف أن الأوميغا 3 أو الأحماض الدهنية قد تؤثر على الالتهاب، والتمثيل الغذائي ووظيفة الأعصاب .
ويوصى لانجر جولد عموما بتناول الأسماك مثل
سمك السلمون
والسردين والتراوت والتونة ” الباكور ” على اعتبار أنها مصادر جيدة للأحماض الدهنية ” أوميغا 3 ” .
المصدر :
ساينس ديلي