أجمل قصائد الشاعر أبو صخر الهذلي
أبو صخر الهذلي أحد أهم الشعراء المعروفين في
العصر الأموي
، ذلك الشاعر العظيم الذي خلف العديد من المقطوعات الشعرية الهامة ، و التي تعد ذخرا للأدب العربي .
أبو صخر الهذلي
عبد الله بن سلمه السهمي أحد بني مرمض من هذيل ، ذلك الرجل الذي قدم العديد من المدائح في الشعر العربي ، و بشكل خاص للخليفة
عبد الملك بن مروان
، و قد اشتهر أيضا بالمقطوعات الشعرية القصيرة التي تصنف من بين قصائد الغزل ، هذا فضلا عن العديد من المقطوعات الشعرية التي تتعلق بالدين الإسلامي ، حتى أنه قد لقب بشاعر الإسلام ، هذا فضلا عن أنه قد لكنه في النهاية قد توفى في محبسه .
عرف اسلوب أبو صخر الهذلي بالسلاسة الكبيرة و الوضوح في الأسلوب ، هذا فضلا عن أنه كان من أكثر الشعراء فخرا بقومه ، و قد ظهر هذا واضحا جليا في كافة قصائده ، و هناك بعض المآخذ التي تم أخذها عنه مثله كباقي شعراء عصره .
قصيدة عفت ذا عرق
عفت ذا عرق عصلها فرئامـهـا
فدهناؤها وحش أجلى سوامـهـا
على أن مرسى خيمة خف أهلهـا
بأبطح محلال وهيهات عامـهـا
إذا اعتلجت فيها الرياح فأدرجـت
عشياً جرى في جانبيها قمامـهـا
وإن معاجي في الديار وموقـفـي
بدارسة الربعين بال ثمـامـهـا
لجهل ولكني أسـلـي ضـمـانة
يضعف أسرار الفؤاد سقامـهـا
فأقصر فلا ما قد مضى لك راجع
ولا لذة الـدنـيا يدوم دوامـهـا
وفد أمير المؤمنين الـذي رمـى
بجأواء جمهور تسيل إكـامـهـا
من أرض قرى الزيتون مكة بعدما
غلبنا عليها واستحل حـرامـهـا
قصيدة مكة
وإذا عاث فيها الناكثون وأفـسـدوا
فخيفت أقاصيها وطار حمامـهـا
فشج بهم عرض الفلاة تعـسـفـاً
إذ الأرض أخفى مستواها سوامها
فصبحتهم بالخيل تزحف بالـقـنـا
وبيضاء مثل الشمس يبرق لامهـا
لهم عسكر ضافي الصفوف عرمرم
وجمهورة يثني العدو انتقـامـهـا
فطهر منهم بطـن مـكة مـاجـد
أبي الضيم والميلاء حين يسامهـا
فدع ذا وبشر شاعـري أم مـالـك
بأبيات ما خزي طويل عرامـهـا
قصيدة رثاء
أبا خالد نفسي وقت نفسك الـردى
وكان بها من قبل عثرتك العثـر
لتبكك يا عبد الـعـزيز قـلائص
أضر بها نص الهواجر الـزجـر
سمون بنا يجتـبـن كـل تـنـوفة
تضل بها عن بيضهن القطا الكدر
فما قدمت حتى تواتـر سـيرهـا
وحتى أنيخت وهي ظالـعة دبـر
ففرج عن ركبانها الهم والطـوى
كريم المحيا ماجد واجد صـقـر
أخو شتوات تقتـل الـجـوع داره
لمن جاء لا ضيق الفناء ولا وعر
ولا تهنئ الفـتـيان بـعـدك لـذة
ولا بل هام الشامتين بك القـطـر
وإن تمس رمساً بالرصـافة ثـاوياً
فما مات يا بن العيص نائلك الغمر
وذي ورق من فضل مالك مـالـه
وذي حاجة قدر شت ليس له وفر
فأمسى مريحاً بعد ما قـد يؤوبـه
وكل به المولى وضاق به الأمـر
قصيدة غزل
ألـم خـيال طـارق مـــتـــأوب
لأم حكيم بعدمـا نـمـت مـوصـب
وقد دنت الـجـوزاء وهـي كـأنـهـا
ومرزمها بـالـغـور ثـور وربـرب
فبات شرابي في المنام مـع الـمـنـى
غريض اللمى يشفي جوى الحزن أشنب
قضـاعـية أدنـى ديار تـحـلـهــا
قناة وأني من قـنـاة الـمـحـصـب
سراج الدجى تغتل بالمـسـك طـفـلة
فلا هي متفال ولا الـلـون أكـهـب
دميثة ما تـحـت الـثـياب عـمـيمة
هضيم الحشا بكـر الـمـجـسة ثـيب
تعلقتـهـا نـفـوداً لـذيذاً حـديثـهـا
ليالي لا عمـى ولا هـي تـحـجـب
فكان لها ودي ومـحـض عـلاقـتـي
وليداً إلـى أن رأسـي الـيوم أشـيب
فلم أر مثلي أيأست بعـد عـلـمـهـا
بودي ولا مثلي على الـيأس يطـلـب
ولو تلتقي أصداؤنـا بـعـد مـوتـنـا
ومن دون رمسينا من الأرض سبسـب
لظل صدى رمسي ولـو كـنـت رمة
قصيدته للزبير
إذا قلت هذا حبن أسلو يهيجـنـي
نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر
وإني لتعروني لذكـراك فـتـرة
كما انتفض العصفور بلله القطر
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
وزرتك حتى قيل ليس له صبـر
صدقت أنا الصب المصاب الذي به
تباريح حب خامر القلب أو سحر
أما والذي أبكى وأضحـك والـذي
أمات وأحيا والذي أمـره الأمـر
لقد تركتني أحسد الوحـش أن أرى
أليفين منها لم يروعهما الـزجـر
فيا هجر ليلى قد بلغت بي المـدى
وردت علي ما لم يكن بلغ الهجر
ويا حبها زدني جـوى كـل لـيلة
ويا سلوة الأيام موعدك الحـشـر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينـهـا
فلما انقضى ما بيننا سكن الدهـر
فليست عشيات الحمى بـرواجـع
لنا أبداً ما أورق السلم النـضـر
وإني لآتيها لكـيمـا تـثـيبـنـي
وأوذنها بالصرم ما وضح الفجـر
فما هـو إلا أن أراهـا فـجـاءة
فأبهت لا عرف لدي ولا نـكـر
تكاد يدي تندى إذا ما لمـسـتـهـا
وينبت في أطرافها الورق الخضر