العلاقة بين السمنة والاصابة بالنقرس
هناك صلة وطيدة بين السمنة والاصابة بالنقرس ،حيث ان الابحاث العلمية الاخيرة اثبتت ان الناس الذين يعانون من مقاومة الانسولين عندما تتراكم لديهم الدهون، وخاصة الدهون في منطقة البطن، لديهم فرصة أكبر للاصابة بالنقرس.
مقاومة الأنسولين :
حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن او السمنة يعانون من مقاومة الإنسولين ، و لديهم عادةً أو سوف يصابون ايضاً بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية، و انخفاض نسبة الكوليسترول عالى الكثافة (الكولسترول الجيد HDL)، و عدم تحمل
الجلوكوز
، كما ان التحاليل و الفحوصات لديهم تشير الى انتشار الالتهابات داخل اجسامهم ، مثل ارتفاع البروتين التفاعلي C ، وكثير من الناس الذين يعانون من مقاومة الأنسولين سوف يصابون ايضاً بداء السكري من النوع 2 ، كما أن لديهم خطر متزايد من التعرض لنوبات قلبية والسكتات الدماغية ، و
النقرس
هو مشكلة إضافية يتعرض اليها الناس الذين لديهم مقاومة الأنسولين .
ما هو النقرس؟
النقرس هو نوع من التهاب المفاصل التي تحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك داخل المفصل ، هذا يحدث عادة عندما تكون مستويات الدم من حمض اليوريك مرتفعة، و يتم تشكيل حمض اليوريك في أجسادنا عندما يتم تكسير البيورين، وهي مادة موجودة في المواد الغذائية، وخاصة في البروتينات الحيوانية ، و المفصل الأكثر شيوعا بالتعرض للنقرس هو مفصل مشط القدم وخاصةً من إصبع القدم الكبير – وهذا هو الاصبع المشترك حيث يرتبط اصبع القدم الكبير ببقية القدم.
عندما تترسب بلورات حمض اليوريك في السائل الخاص بالمفصل ، فإنها تستدعي بعض الناقلات الكيميائية في الجسم و التي تشير الى حدوث التهابات و التي تسبب تدفق الدم بسرعة الى المفاصل ، و تتحول إلى اللون الأحمر، وتصبح مؤلمة للغاية ، وقد وصف العلماء النقرس بأنه واحد من أكثر الامراض المؤلمة المعروفة للبشر .
كيف يتم علاجه ؟
غالبا ما يتم التعامل مع الالام الحادة باستخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل ايبوبروفين ، و في بعض الحالات، هناك حاجة إلى جرعات عالية جدا من
المسكنات
يجب استخدامها للسيطرة على الألم وتقليل الالتهاب ، إذا كان الفرد يعاني من الآم متكررة ، فإنه قد يوصف لها دواء، مثل الوبيورينول، لخفض مستويات الدم من حمض اليوريك، و هذا يمكن أن يقلل أو يمنع الالم في المستقبل.
ماذا عن النظام الغذائي؟
الحد من البيورين في النظام الغذائي يمكن أن يقلل من مستويات حمض اليوريك و تقليل وتيرة الام النقرس ، و يرتبط ارتفاع تناول اللحوم والمأكولات البحرية مع مستويات أعلى من
حمض اليوريك
، و بالتالي النقرس، و على الرغم من أن البيورين يوجد ايضاً في الحبوب مثل دقيق الشوفان و بعض الخضراوات الغنية بالبيورين (مثل البازلاء و الفاصوليا و العدس و السبانخ و المشروم و القرنبيط)، فإن تناول هذه الأطعمة لا يزيد من خطر النقرس ، و يشير خبراء النقرس، مثل الدكتور هيون تشوي، إلى أن تقييد البيورين الغذائي ينطبق على البيورين من الحيوانات و لكن ليس من أصل نباتي.
الحليب يساعد :
و قد وثقت دراسة لمدة 12 عاما من النظام الغذائي و النقرس في الرجال، التي أجراها الدكتور تشوي و زملاؤه و نشرت في مجلة نيو انغلاند الطبية المرموقة (11 مارس 2004) و التي تشير الى انخفاض خطر النقرس مع زيادة كمية منتجات الألبان ، و كان التأثير يقتصر على استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب الخالي من الدسم و اللبن قليل الدسم.
خسارة الوزن :
و حيث ترتبط
السمنة
و مرض مقاومة الأنسولين مع ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، فيترتب على ذلك أن فقدان الوزن قد يكون مفيد في الحد من هجمات النقرس ، و في الواقع، نتائج الدراسة الاخيرة تشير إلى أن خفض الوزن قد يقلل من مستويات حمض اليوريك وخطر النقرس.