الاختلاف بين الإصابة بالوسواس القهري و التوحد
هناك العديد من
الأمراض النفسية
التي أدرجت بين قوائم الأمراض ، و من بين هذه الأمراض التي تصيب الأشخاص منذ الطفولة الوسواس القهري و التوحد .
اضطراب التوحد و الوسواس القهري
اضطراب طيف التوحد و
الوسواس القهري
مرضين مختلفين ، بيد أنه من الصحيح أن بعض أعراض مرض التوحد تتداخل مع اضطرابات أخرى مثل الوسواس ، و يمكن أن تبدو مماثلة ، فعلى
سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من التوحد و الوسواس قد تظهر عليهم أعراض السلوكيات المتكررة و سلوكيات الهوس و القلق الشديد ، و
يمكن أن يصبح كل الأطفال المصابين بالوسواس و الأطفال الذين يعانون من التوحد تصرفاتهم جامدة للغاية و مقاومة للتغيير ، في حين أن هناك
فرق رئيسي بين الوسواس و التوحد و هو الغرض أو الدافع للسلوك.
السلوكيات المتكررة
– على سبيل المثال قد يظهر عند الأطفال الذين يعانون من التوحد ، شعور بالقلق أو بالتحمس في اصطفاف العناصر ، مثل السيارات الصغيرة ، و اللعب بشئ في جانب بعيدا عن الأعين ، أو ترفرف له يد أثناء التنقل في المكان أو تتحرك بطريقة دائرية ، و من هنا تتطور لديهم بعض
السلوكيات المتكررة ،
التي توضح أن هذه الإجراءات يمكن استخدامها لتهدئة
القلق
و منحهم شعور بالتحكم .
– عندما يرى أحد الوالدين طفلهم المصاب بالتوحد يعمل على اصطفاف السيارات ، قد يعتقدون أن هذا يبدو و كأنه سلوك OCD ، و
إذا ما حاولت اختراق الخط ، سيلاحظ أن الطفل قد يعود مباشرة إلى بناءه مرة أخرى ،
إلا أن الطفل قد يعمل على التوقف عن هذا السلوك و الانتقال إلى نشاط آخر دون أي سبب محدد ، و هو ما يوضح الفرق بين التوحد و الوسواس .
اختلاف أعراض الوسواس
– في حين أن معظم الأطفال الذين يعانون من التوحد تبدو عليهم الحركات المتكررة أو التغيرات الصوتية ، التي تظهر لنا عندما يشعرون بالقلق أو الإثارة ، و تختلف عادات الهوس مع الوسواس ، حيث
يشعر الشخص مع الوسواس بالدفع لملئ حياته بأنماط متكررة ، و هو جزء من العمليات العقلية ، حيث تظهر عليهم هذه التصرفات نتيجة دوافع معقدة .
– الطفل مع الوسواس سوف يشرح السبب في احتياجه لهذه الأشياء التي يقوم بها ، و لن تكون قادر على نقله من هذه السلوكيات الجامدة .
اختلافات الدوافع
–
باستمرار يعاني الطفل من الأفكار المرعبة حول الخطر الوشيك الذي يسبب له حالة من الذعر ، مما يؤدي إلى سلوكيات الهوس عند الأطفال المصابين بالوسواس ،
الأطفال الذين يعانون من التوحد لا تنتظم أفكارهم على شكل عمل هادف .
– أثبتت بعض الأبحاث أن معظم الأطفال الذين يعانون من التوحد تظهر عندهم بعض السلوكيات المتكررة ، نظراً لأنه يشعر بالارتياح في هذه السلوكيات ، و هنا تتبين الاختلافات بين مصابي
التوحد
و الوسواس القهري .
– من الممكن معرفة الاختلافات أيضا من خلال
سؤال الطفل عن الدوافع و المخاوف ، و التي قد تمكننا من التمييز بين الفعل المتكرر في الوسواس و في التوحد ، و بمحاولة وقف ذلك
يتبين أن المقاطعة الروتينية لأفعال الطفل المتوحد المتكررة ، لن يقابلها إظهار الشدة من قبله ، و قد تكون قادر على توجيه انتباهه إلى شئ جديد
، أما عن السلوكيات المتكررة للطفل مع الوسواس تتعلق بمخاوف عميقة ، لذا إذا قمت بمحاولة لوقف عمله الروتيني ، سوف تواجه حالة من الرفض الشديد ، و التي ربما تصل إلى نوبة من الذعر .