قدرة الجهاز المناعي على مكافحة السرطان
السرطان من الأمراض المدمرة التي يسعى الكثير من العلماء لإيجاد العلاج المناسب للحد من انتشاره في العالم ، و بعد عدة أبحاث توصل العلماء و الباحثون إلى أن
الجهاز المناعي
في الجسم له قدرة كبيرة على مكافحة مرض السرطان و الحد من انتشاره.
علاقة الخلايا المناعية بالسرطان:
الخلايا المناعية في جسم الإنسان هي خط الدفاع الأول الذي يقوم بحماية الجسم من أي مادة دخيلة عليه ، و من المعروف أن تلك الخلايا تقوم بمهاجمة الخلايا الغريبة التي لا تشبه تركيب خلايا الجسم ، و لكن ما لفت انتباه العلماء أن تلك
الخلايا المناعية
لا تقوى على صد هجمات الخلايا السرطانية و التغلب عليها و منها من الانتشار في الجسم ، و لذلك عمل العلماء على مساعدة الخلايا المناعية في جسم الإنسان للتغلب على الخلايا السرطانية ، و سيتم ذلك من خلال فهم التعقيد الجيني للأورام و استغلال ذلك لصالح الجهاز المناعي.
دراسات حول تطوير قدرة الجهاز المناعي:
وجد الباحثون أن خلال مراحل تطور خلايا الأورام يظهر بعض نقاط الضعف لهذه الأورام ؛ مما يُتيح الفرصة للخلايا المناعية لكي تُقاوم تلك الأورام ، و من هنا قام العلماء بوضع خلايا مناعية تخصصية تسمى الخلايا التائية T.cells ، و بالفعل أثبتت تلك الخلايا المناعية قدرتها على التعرف على
الأورام السرطانية
و لكنها فشلت في التخلص منها ، و لكن لم يستسلم العلماء و شرعوا في تطوير تلك الخلايا و تقويتها من أجل التعرف على كافة الخلايا السرطانية و التخلص منها.
و قد قام العلماء بتشبيه الخلايا المناعية بالشرطة التي تقوم بالقبض على المجرمين (الخلايا السرطانية) و تتخلص منهم ، و لكن تحتاج تلك الخلايا إلى معرفة الجذر الأساسي المسؤول عن نمو تلك الخلايا من أجل القضاء عليه قبل أن ينتشر ، و لهذا عمل الباحثون على الكشف عن نقط ضعف تلك الخلايا السرطانية من أجل تسليط الخلايا المناعية عليها و التخلص منها.
و لكن ما يواجه العلماء في الخلايا السرطانية هو تعقيدها ؛ فهي تنمو بطريقة سريعة و تكون فروع ، و هذه الفروع بالتحديد هي التي تسمح للمرض بأن يتكيف و يصبح مقاوماً للأدوية ، أما عن نقطة ضعف الخلايا السرطانية فهي تُسمى المستضدات الموجودة على سطح جميع الخلايا السرطانية ، و تلك النقطة هي الأمل في القضاء على جميع أنواع الخلايا السرطانية المعقدة.
نتيجة الدراسة:
و من خلال ما سبق توصل العلماء إلى أن دراسة حالة كل مريض بمفرده ؛ تُتيح الفرصة للتعرف على المستضدات المختلفة له ، و بذلك سوف يتم تحديد أفضل طريقة لتطبيق العلاج المناعي ، و لكن قبل ذلك يجب معرفة الخلايا المناعية التائية المناسبة التي يمكنها التعرف على هذه المستضدات و القضاء عليها ، و من خلال تلك الدراسات ؛ فقد تبين للعلماء إمكانية صنع دواء مخصص لكل مريض ، و سيكون ذلك طبقًا للخلايا المناعية لديه و نوعية المستضدات الموجودة على سطح
الخلايا السرطانية
لديه.
و بعد العديد من السنوات التي قضاها كبار العلماء و الباحثين في محاولاتهم لفهم قدرة الجهاز المناعي على التصدي للخلايا السرطانية ، فقد حان الوقت لتطوير تلك الخلايا المناعية لتكون قادرة على تحديد هدفها و القضاء على الخلايا السرطانية المختلفة و على كافة الأورام من خلال معرفة نقاط ضعفها و مهاجمتها ، و ذلك ما يسعى العلماء لإحداثه في الوقت الراهن.