أفضل شعر عن البحر
يمثل البحر عند الشعراء أهمية كبيرة، فهو بمثابة الصدر الحنون الذي يشكو اليه كل المحبين، لذلك نجده من أهم الموضوعات التي استند الشعراء في تشبيهاتهم عليه، فللبحر عشق من نوع خاص ، لأنه ذو الأفق الواسع الذي يأخذنا إلى عالم آخر ملئ بكل الذكريات الجميلة، مما يعطي راحة وطمأنينة وسعادة من نوع خاص.
وقد احتوت قصائد أكبر الشعراء على مر العصور على البحر ، لذلك نقدم مجموعة من أجمل الأشعار لأكبر الشعراء على مر العصور، والتي وصفوا فيها
البحر
، واستخدموه في تشبيه حالتهم .
أفضل شعر عن البحر
1-
محمود درويش
وسلاما أيها البحر المريض
أيها البحر الذي أبحر من
صور إلى إسبانيا
فوق السفن
أيها البحر الذي يسقط منا
كالمدن
ألف شباك على تابوتك
الكحلي مفتوحٌ
ولا أبصر فيها شاعرا
تسنده الفكرةُ
أو ترفعه المرأةُ
يا بحر البدايات إلى أين
تعود؟
أيها البحر المحاصر
بين إسبانيا وصور
ها هي الأرض تدور
فلماذا لا تعود الآن من حيث أتيت؟
2-
ايليا ابو ماضي
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:لست أدري!
أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا
وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا
وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا
ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري!
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك
أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟
3-
المتنبي
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً . . . . . . . على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا
فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى. . . . . . . وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا
4- سعدي يوسف
يا بحر من بستانك الصدفي
امنحني محارة
مرجانة شيئا من الأعماق
لوناً غير لؤلؤتي في المحارة
يا بحر أغرقني وأغرقني
أكن للشوق شارة
هبني ولو لمحا من الرؤيا
خذ كل ما أعطتني الدنيا
اجعله قبرا لي وأسدل
فوقه حبي ستارة
أمس ارتجيتك أن ترد إلى
تمردي اخضراره
أن تغسل الأسماء
تمنحها الحقيقة والنضارة
يا بحر جئنا مرة أخرى
فلا تكن الضنينا.
5- أديب كمال الدين
الماءُ يعلو ثم يعلو
والموجُ مختال فخورْ
والبحرُ أخرجَ رأسه حتّى يرى ما قد جرى
لا تبتئسْ يا قلب هذي ساعة بَطُلتْ، أسنّتهُا البعادْ
لا تبتئسْ يا قلب واشعلْ في غياهبها البخورْ.
6- سعدي يوسف ايضا
يا صوتَ البحرِ الحاضر
يا صوتَ البحرِ الهادر
يا الـمُـصّـاعِـدَ من وديانِ الأعماقِ
إلى تيجانِ الآفاقِ
ويا صوتَ البحرِ الهادرَ
خَـلِّ القمصانَ تطيرُ مع الريحِ
القبضاتِ المضمومةَ والراياتِ تطيرُ مع الريحِ
7- المتنبي قال أيضا
حَجّبَ ذا البَحرَ بحارٌ دونَهُ . . . . . . . يَذُمّهَا النّاسُ وَيَحْمَدونَهُ
يا مَاءُ هَلْ حَسَدْتَنَا مَعِينَه. . . . . . . أمِ اشْتَهيتَ أنْ تُرَى قَرِينَهُ
أمِ انْتَجَعْتَ للغِنى يَمينَهُ . . . . . . . أمْ زُرْتَهُ مُكَثّراً قَطينَهُ
أمْ جِئْتَهُ مُخَنْدِقاً حُصونَهُ. . . . . . . إنّ الجِيادَ وَالقَنَا يَكْفينَهُ
8- علي محمود طه
قف من اللّيل مصفيا و العباب . . . . . . . و تأمل في الزبدات الغضاب
صاعدات تلوك في شدقها الصّخر . . . . . . . و ترمي به صدور الشّعاب
هابطات تئنّ في قبضة الرّ . . . . . . . يح و ترغي على الصّخور الصّلاب
ذلك البحر: هل تشاهد فيه . . . . . . . غير ليل من وحشة و اكتئاب؟
ظلمات من فوقها ظلمات . . . . . . . تترامى بالمائج الصّخاب
لا ترى تحتهّن غير وجود . . . . . . . من عباب و عالم من ضباب
أيّها البحر كيف تنجو من اللّيـ . . . . . . . ـل؟ و أين المنجى بتلك الرّحاب
هو بحرّ أطمّ لجّا، و أطغى . . . . . . . منك موجا في جيئة و ذهاب
أو ما تبصر الكواكب غرقى . . . . . . . في دياجه كاسفات خوابي؟
و ترى الأرض في نواحيه حيرى . . . . . . . تسأل السّحب عن وميض شهاب
ويك يا بحر ما أنينك في اللّيـ . . . . . . . ـل أنين المرّوع الهيّاب
إمض حتّى ترى المدائن غرقى . . . . . . . و ترى الكون زخرة من عباب
إمض عبر السّماء و اطغ على الأفـ . . . . . . . ـلاك و اغمر في الجوّ مسرى العقاب
9- الأخطل
“ما يضيرُ البحرَ أمْسى زاخِراً . . . . . . . أنْ رمى فيهِ غلامٌ بحجرْ”
10- زكي مبارك
“شاعر البحر إلى البحر يعود . . . . . . . بالهوى المشبوب والروح المريد”