أسباب توهج العقارب في الظلام
اكتشف العديد من الباحثين أن العقارب تُشع في الليل إذا تعرضت للأشعة فوق البنفسجية ، و هي الظاهرة التي لاحظها العديد من ساكني المناطق الصحراوية و الشبه صحراوية ، و لذلك حرص العديد من الباحثين على استكشاف تلك الظاهرة و التحقيق فيها لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء توهج تلك العقارب.
معلومات عن العقارب المتوهجة:
تنتمي العقارب لطائفة العنكبوتيات ، تمتلك العقارب هيكل مُدرع ، و كماشات ، و لديها العديد من الإبر اللاسعة المؤلمة و سامة ، كما تمتلك العديد من البروتينات في هيكلها الخارجي ، و تلك البروتينات تتحول إلى ضوء نيوني بدرجات الأزرق ، و ذلك عندما تتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
تخمينات أسباب توهج العقارب في الظلام:
أما عن الأسباب التي تدفع العقارب لامتلاك ظاهرة مثل التوهج في الظلام و عند التعرض
للأشعة فوق البنفسجية
؛ فقد قام العديد من الباحثين بمتابعة حركات العقارب خاصة في الليل للتوصل للفائدة التي تعود على تلك العقارب عند توهجها ، و قد اختلف الباحثون حول هذا الظاهرة ، و قد أشار بعضهم إلى أن توهج تلك العقارب يساعد في إيجاد العقارب بعضها البعض ؛ فإنه كنوع من التواصل بينهم ، و خاصة أن لونها الذي يشبه لون الصحراء يجعلها صعبة الاكتشاف.
و قد أشار بعض الباحثين الآخرين أن تلك الظاهرة تحدث من أجل الهروب من
الحيوانات المفترسة
، أو إرباك فريستها قبل الانقضاض عليها ، كما أن هناك البعض أشار إلى أنها حماية و وقاية للعقارب من أشعة الشمس ، و لأن العلم يقام على التجربة و البحث فلم يكتفي العلماء بهذه الأسباب و خاصة أنهم لم يتفقوا عليها ، و لذلك قاموا بالعديد من الدراسات لاكتشاف الحقيقة حول تلك الظاهرة.
دراسات حول العقارب المتوهجة:
قام بعض الباحثين من جامعة ولاية كاليفورنيا و على رأسهم الباحث كارل كلوك ، الذي اعتقد أن العقارب قد تستخدم الأشعة فوق البنفسجية من أجل معرفة ما إذا كان يجب عليها أن تخرج إلى السطح من أجل العثور على فريسة أم لا ، و بعد الاستمرار في مراقبة حركات العقارب و ردود فعلها تجاه الأشعة البنفسجية ؛ فقد تم ملاحظة أن العقارب تضبط مستوى نشاطها اعتماداً على كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها ، و بمجرد أن تتعرض
العقارب
لكمية كبيرة من الأشعة فوق بنفسجية فإن نشاطها يكون أقل مما كانت عليه في الأضواء الخافتة.
كما أثبتت الدراسات أن استجابة العقارب للأشعة فوق البنفسجية ؛ تكون قوية عندما تقترن بضوء القمر ، فإنها تخرج للصيد و لا تبالي بمستوى الضوء ، أما إذا كانت لا تحتاج إلى الطعام فإن تلك العقارب تميل إلى الاختباء من الضوء و خاصة إن كان القمر مكتملًا ، و من هنا توصل الباحثون إلى أن هذا التوهج قد يكون استجابة طبيعية لضوء القمر ، و عن كيفية توهج هذه العقارب فقد تم التوصل إلى أن المادة النيتروجينية الموجودة في قشرة هذه الكائنات ، تساهم في عكس الأشعة الفوق بنفسجية التي تسقط عليها و لكن مع تغيير طول موجتها و تحولها من أشعة غير مرئية إلى أشعة مرئية.
و من جانب آخر فقد أشار الباحثين إلى أن توهج هذه الكائنات يساهم بصورة كبيرة في مساعدة الأشخاص الذين يريدون التخلص من تلك الكائنات و خاصة القاتلة منها ، فعندما يقوم الإنسان بتوجيه الضوء إليها فإنها تتوهج مما يحدد مكانها بالتحديد و بالتالي يسهل القضاء عليها.