الحرب بين الدولة العثمانية و النمسا

الدولة العثمانية على الرغم من قوتها التي امتدت لأعوام طويلة ، إلا أن هناك بعض الظروف كان السبب في إنهاكها و إضعاف عزيمتها ، حالها كحال كبرى الدول التي عرفت في السابق .


الدولة العثمانية قبل الحرب


– في الفترة من عام 1603 و 1618 كانت

الدولة العثمانية

تعاني أصعب فتراتها بسبب الحروب المستمرة مع الصفويين ، و الذين تمكنوا من استنزاف الدولة العثمانية بشدة ، مما كان سببا في الخسائر الشديدة التي تتكبدها الدولة العثمانية يوما بعد آخر ، هذا فضلا عن ضعف الأسطول و الاضطرابات الشديدة في بلاط الحكم ، تلك التي سببها السلطان إبراهيم الأول ، ثم عقب ذلك الحركة الإنكشارية و تعامل السلطان معها بطريقة تعسفية .

– التي كانت سببا في الثورة على السلطان و عزله و تولية ابنه محمد الرابع ، الذي كان أصغر سلطان في التاريخ ، فتكاثرت أعمال السلب و النهب و تولت الأم مهمة كبح النظام ، فقامت بتولية محمد باشا كوبيريللي في منصب صدر الدولة من أجل معاقبة المفسدين .


الإمبراطورية النمساوية قبل الحرب


أما عن

الامبراطورية النمساوية

، فقد كانت تحاول الابتعاد عن أجواء الحروب و ذلك بعد أن انتهت من تلك الحروب التي عربفت باسم حروب الثلاثين عام ، و لذلك قامت بالذج بجورج الثاني أمير ترانسلفانيا ، و ذلك رغبة منهم في تجنب التصادم مع الدولة العثمانية ، ففي حال وقوع الأمير في قبضة العثمانيين يتركوه لقمة سائغة لهم ، و لكن هذه الحيلة تمكن العثمانيين من كشفها و ذلك لأنهم كانوا على دراية بعدم مقدرة ذلك الأمير للوقوف في وجه الدولة العثمانية .


بداية النزاع


– تمكن كوبريللي في ذاك الوقت من القضاء على الفاسدين ، فضلا عن أنه تمكن من القضاء على جورج الثاني ، و بالفعل تمكن من منعه من الاستيلاء على منطقة بولندا ، كذلك قام بفك الحصار عن اسطنبول ، بل و قام بالاستيلاء على جزر لمنوس بغرض حماية اسطنبول من الإغارة عليها مجددا .

– بعدها حاول السلطان العثماني من أن يهدئ الأمور في الدولة العثمانية ، و لكنه كان قد ضاق زرعا بمحاولات جورج الثاني للهجوم ، و بالفعل تم الهجوم على الدولة النمساوية ، و كان ذلك في الثالث من رمضان و ذلك في عام 1073 ، و كانت أولى محاولتهم للهجوم على قلعة نوفي زرين ، و لكنهم لم يتمكنوا من ذلك ، و لكنهم قاموا بفتح عدة أقاليم مجاورة منها مورفيا و سيليزيا حتى تمكنوا من فتح قلعة نوهزل .

– و بعد ذلك تم فتح العاصمة النمساوية فينا ، و لأسف دخلت النمسا لهذه الحرب و قد كانت منهكة فعليا ، و لذلك حاولت الامبراطورية النمساوية طلب العون من عدة أمكان ، و كان من بين هذه الأماكن بابا الكنيسة ، و فرنسا و غيرهم من أجل التصدي للعثمانيين .


الحرب النمساوية العثمانية


– في البداية تمكنت الدولة العثمانية من إلحاق خسائر فادحة بالامبراطورية النمساوية ، و لكن فرنسا كانت قد قدمت لهم عدة مساعدات ، مما أدى إلى قوة الجانب النمساوي بشكل كبير ، و الذي أدى إلى انتصار النمساويين في هذه الحرب ، و على الرغم من انتصار النمساويين إلا أنهم كانوا في حاجة إلى الخضوع للسلام ، و هنا تم عقد معاهدة عرفت باسم معاهدة فسفار ، تلك المعاهدة التي استمرت حتى 20 عاما بعدها .

– كانت هذه المعاهدة فرصة للعثمانيين للتركيز على حربهم مع البندقية ، و بالفعل تمكنوا من وقف الهجوم القادم على الدولة العثمانية منهم ، و على الرغم من الانتصارات العثمانية على النمساويين و البنادق في ذاك الوقت ، إلا أن هذه الحروب كانت نتيجتها تقييد قوة الدولة العثمانية و إنهاكها الكبير .

– أما على العلاقة بين الدولة العثمانية و فرنسا ، فقد كانت على شكل صداقة امتدت لفترة طويلة ، و لكن بسبب وقوف

فرنسا

في الجانب النمساوي في هذه الحرب ، قام صدر الدولة العثمانية بالغاء الامتيازات التجارية المخصصة لفرنسا في الأراضي العثمانية ، كعقاب لهم على ما صدر منهم في هذه الحرب .