استنساخ أول قرد في التاريخ

قام الباحثون الصينيون لأول مرة باستنساخ إثنين من قردة المكاك بنفس الطريقة التي استنسخت بها النعجة “دوللي” والتي استنسخت منذ 20 عاماً في معهد روزلين في إدنبرة.


الفائدة من إستنساخ القردة


كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي ينجح فيها العلماء في استنساخ حيوان ثدي، وقد أطلق علي القرد المستنسخ الأول اسم” تشونغ تشونغ” وقد ولد منذ ثمانية أسابيع، بينما أطلق علي القرد المستنسخ الثاني اسم ” هوا هوا ” وولد منذ ستة أسابيع.


استنساخ أول قرد في التاريخ

وقد تمت عملية الاستنساخ هذه عن طريق زرع

الحمض النووي

(DNA) في خلية بعد تعديل جيناتها الوراثية كي لا تتسب في وقف نمو الجنين.

وأضاف العلماء أن جميع الجينات الوراثية للقرود متشابهة، وهذا الأمر قد يكون مفيداً في الأبحاث المتعلقة بالأمراض البشرية، ولكن النقاد يرون أن الاستنساخ يثير مخاوف أخلاقية، مما يجعل العالم أقرب إلي استنساخ البشر.

وذكر ” تشياتنج صن ” أحد أعضاء الأكاديمية الصينية لعلم الأعصاب” أن استنساخ القردة أمرا مفيدا لدراسة الأمراض الوراثية للبشر وخاصة أمراض السرطان والاضطرابات المناعية.

ووفقا للباحثين الصينين، فإن القردين يتغذيان عن طريق قنينة رضاعة، ونموهما طبيعي. وأضافوا أنهم يتوقعون أن يستنسخوا المزيد من قردة المكاك خلال الأشهر المقبلة.


هل استنساخ الحيوانات يعتبر نقطة انطلاقة لاستنساخ البشر ؟


وفقاً لما قاله “روبن لوفيل بادج” الأستاذ الجامعي في معهد فرانسيس كريك في لندن ” أن التكنولوجيا التي استخدمت لاستنساخ تشونغ تشونغ و هوا هوا ما زالت غير فعالة وخطرة” وأن هذا البحث لا يعتبر بداية ونقطة انطلاقة لاستنساخ البشر.

ووفقاً لـ “دارين غرافين” الأستاذ الجامعي في جامعة (كنت)، أن هذه الخطوة ستكون مفيدة لدراسة الأمراض البشرية ولكنها تثير مخاوف أخلاقية.


ما موقف الإسلام من الاستنساخ الحيواني ؟


لاشك أن الإسلام يحث علي التقدم والبحث العلمي ويجعله من فروض الكفاية، ولكن مع التقيد بقيم الدين والأخلاق والمحافظة علي الثوابت.

والغاية من الاستنساخ الحيواني هو التلاعب ب

الجينات الوراثية

وهذا من تغيير خلق الله الذي نص سبحانه علي تحريمه، وذكر أنه عمل من الشيطان حيث قال تعالي” وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا” .

و سبب حرمة الشريعة للاستنساخ أنه عبث وفساد في الأرض وهو طريقة شاذة للتكاثر وهذا العبث يؤدي حتما إلي الفشل وتغيير في خلق الله حيث قال تعالى: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.

فلا يجوز التلاعب بالصفات الوراثية لدى الحيوانات والتي تؤدي إلى تغيير خلق الله، وإنما تُترك على فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها، لاسيما وأن التجارب أثبتت بحمد الله عز وجل أن هذه العمليات إنما تكون ضارة للحيوان وتؤدي إلى إتلافه.

ولذلك فالنعجة التي سميت بـ (دوللي) قد تم إجراء هذه العملية عليها قد أُعدمت بسبب إصابتها بالمرض، وهذا شأن من خالف فطرة الله جل وعلا وعدل إلى التلاعب بصفات المخلوقات ومحاولة تغيير خلق الله جل وعلا الذي أنشأ هذه الخليقة على خير الأوصاف وأكملها.

قال الله تعالي (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ)، وقال جل وعلا: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، وقال سبحانه: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) صدق الله العظيم