دور المخيخ في اتخاذ القرار و إدمان المخدرات
المخيخ هو جزء صغير في رأس الإنسان و حتى فترة قريبة كان الكثير من الناس يعتقدون بأن المخيخ يقتصر دوره في حفظ توازن الإنسان و السيطرة على عملية التنفس ، و لكن أثبتت بعض الأبحاث أن للمخيخ دور أكبر من هذا الأمر فهو يتحكم في اتخاذ القرار و إدمان المخدرات.
تعريف المخيخ:
المخيخ هو القسم الثاني بحجمه بعد
المخ
الكبير و هو المسؤول الأول عن تنظيم توتر العضلات ، و تنسيق الحركات و خاصة الحركات الإرادية للإنسان ، و مراقبة الوقوف و المشي ، و يستقبل المخيخ المعلومات القادمة منا للأعضاء الحسية في الجسم و ذلك من خلال النخاع الشوكي و بعض المناطق الأخرى في المخ ، و يحتوي المخيخ على عدد من الدارات و السبل التي تختص بنقل الإشارات إلى الأماكن المتخصصة لها.
دراسات على المخيخ:
قام بعض الخبراء من
جامعة ستانفورد
بعمل بعض الأبحاث على المخيخ لتحديد دوره و مهامه الأساسية في جسم الإنسان و تأثيره على كافة تصرفات الإنسان ، و جاء الدراسة على النحو التالي ؛ فقد تم وضع عدد من الفئران في ماء محلى ، و بمجرد أن يقوم الفأر بدفع عجلة صغيرة مخصصة للتجربة كان يتم مكافئته ، و كان الهدف من التجربة هو ملاحظة الخلايا العصبية التي سوف تنشط خلال قيام كل فأر بتحريك العجلة و الخلايا التي سوف تنشط عندما ينتظر الفأر مكافأته.
و خلال تلك التجربة تم اكتشاف أن بعض الخلايا الحبيبية نشطت عند بدأ نشاط الفئران ، و لكن الجزء الآخر من الخلايا الحبيبية ازدهر نشاطه عندما كان الفأر ينتظر مكافأته من الماء المحلى ، و عندما قام الباحثون باخفاء تلك المكافأة عن أعين الفئران ؛ ظلت تلك الخلايا نشطة على عكس الخلايا المتصلة بالحركة البدنية ، و من هنا تمكن الخبراء من استنتاج أن خلايا المخيخ تستجيب فعلا للمكافآت و تنشط عند انتظارها و ذلك على عكس أي خلايا أخرى موجودة في المخ.
دور المخيخ في اتخاذ القرار و إدمان المخدرات:
قديما لم يكن يُعتبر للمخيخ أي دور في حياة الإنسان سوى إطلاق العمليات الأساسية للإنسان كالتوازن و التنفس ، و لم يتمكن العلماء من إجراء أبحاث متخصصة في هذا المجال نظرًا لقلة الإمكانيات و لكن مع تقدم العلم و التكنولوجيا بدأ اكتشاف مهام أخرى للمخيخ لم تكن معروفة من قبل ، فقد تم التوصل إلى أن المخيخ يتكون من مجموعة خلايا لم تكن معروفة من قبل ، و تعرف تلك الخلايا باسم الخلايا الحُبيبية ، و هي تشكل 80% من خلايا المخيخ.
أما عن حجم المخيخ نفسه فهو لا يتعدى 10% من كافة الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ ، و بعد أكثر من خمسين عام من البحث و دراسة المخيخ عن قرب تم دمج دور المخيخ بشكل جيد من دور المخ فيما يتعلق ببعض العمليات مثل حل المشكلات و أداء بعض المهام ، كما أظهر المخيخ دور فعال و كبير في التأثير على الإنسان أثناء اتخاذ القرارات الهامة المصيرية ؛ حيث تنشط الخلايا الحبيبية بشدة عن تعرض الإنسان لضغط أو لتحفيز مثلما حدث مع الفئران و هي بإنتظار مكافأتها ، كما تم اكتشاف أن المخيخ له تأثير كبير على الإنسان عند إدمانه
المخدرات
، و لا يزال العلماء يبحثون حول دور المخيخ و تأثيراته الإيجابية و السلبية على تصرفات الإنسان.