سيرة الصحابي الجليل عمير بن الحمام
كان الصحابي الجليل عمير بن الحمام من أول من أنعم الله عليهم بالدخول للإسلام قبل وصول
الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة المنورة، و يعد العمير بن الحمام هو اول شهيد من الأنصار في الاسلام، و قد نال العمير بن الحمام الشهادة في سبيل الله في معركة بدر التي قامت في السنة الثانية من الهجرة النبوية المشرفة في اليوم السابع عشر من رمضان.
نسب الصحابي عمير بن الحمام
هو عمير بن الحُمام بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الأنصاري، و أمه هي النوار بنت عامر بن نابىء، و قد ولد فى مدينة يثرب و شهد معركة بدر و توفى في عام 2 هجرية.
قصة دخول الصحابي عمير بن الحمام في الإسلام
دخل الصحابي عمير بن الحمام في الإسلام بعد وصول الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة، و كان للرسول اثرًا كبيرًا في شخصية العمير بن الحمام و تأصيل قوة عقيدته و اسلامه.
أهم ملامح شخصية الصحابي العمير بن الحمام
كان الصحابي العمير بن الحمام يمتاز بالشجاعة و قوة شخصيته، و كذلك إقدامه في سبيل الإسلام، حيث نجد ذلك من مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم اثناء غزوة بدر، حيث روى عن
أنس بن مالك
ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:” قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُها السَّمَواتُ وَ الأَرْضُ”. فقال عُمير بن الحُمَام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السموات و الأرض؟ قال: “نَعَمْ”. قال: بخ بخ!( كلمة تطلق لتفخيم الأمر و تعظيمه في الخير) قال: “مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِ بَخٍ بَخٍ”؟ قال: رجاء أنْ أكونَ من أهلها. قال: “فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا”؛ فأخرج ثمرات من قَرَنه – أي من جعبته؛ فجعل يأكل منها؛ ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكلَ تمرًا، إنها لحياة طويلة؛ قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتل.
قال ابن كثير: “وقد ذكر ابن جرير أن عميراً قاتل وهو يقول رضي الله عنه:
ركضا إلى الله بغير زاد
إلا التقى و عمل المعاد و الصبر في الله على الجهاد
وَكلُّ زادٍ عرضة النفاد غير التُقَى و البر و الرشاد
و كذلك حين سمع الصحابي عمير بن الحُمَام رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه و سلم: «و الذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة» تقدم بشجاعة و ظل يقاتل محتسباً لوجه الله تعالى، و بهذا الموقف الشجاع لعمير ابن الحمام أثر في جميع الصحابة تأثيرًا عظيمًا في يوم غزوة بدر بشجاعته هذه، و تحريضهم على القتال و النزال و طلبه للشهادة بكل ما أوتى من قوة، و أنه لم ينظر للدنيا و زينتها الفانية و لم يفكر في المال و البنون، و لكن كان يحمل قلبه متوجهًا لله و للحياة الآخرة دون أن يلتفت ورائه.
استشهاد الصحابي عمير بن الحمام
قال الواقدي: و من قُتل من بني سلمة بن حرام عمير بن الحمام بن الجموح، قتله خالد بن الأعلم، و يقال أن حارثة بن سراقة هو من قتله، و قد ضرب الصحابي العمير بن الحمام مثالًا جليلًا للتضحية في سبيل الإسلام في غزوة بدر و صدق ايمانه و حسن إسلامه و يقينه بما أعد الله للمسلمين في الجنة و تضحيته بنفسه لنشر الدين الإسلامي القويم.