دراسات حديثة حول التعديل الوراثي للنباتات لاستبدال المبيدات الكيميائية
أصبح التخلص من آفات النباتات يعتمد بشكل أساسي على استخدام
المبيدات الكيميائية
مما أسفر عن ظهور العديد من المساوئ و الأضرار التي حفزت العلماء على البحث عن بدائل و طرق أخرى أكثر تقدمًا للقضاء على آفات النباتات ، حتى توصل بعض العلماء إلى تغيير الحمض النووي للنباتات باستخدام عملية تداخل الحمض النووي الريبي و استبدالها بالمبيدات الكيميائية.
عملية تداخل الحمض النووي الريبي:
عملية تداخل الحمض النووي الريبي أو “RNA interference” هي عبارة عن تعديل بعض جينات النباتات ، بحيث تؤثر على الحشرات و تقضي عليها ، بمعنى أنه بمجرد أن تقوم الحشرة بابتلاع جزء من النبات فعندها يعمل RNA أو الجزء المعدل وراثيًا في النبات و يقوم بالقضاء على الجينات الأساسية للحياة للحشرة ، و يؤدي ذلك إلى قتل الحشرة أو يسبب لها العقم ، و ذلك من أجل الحد من استخدام المبيدات الكيميائية لما لها من أضرار على البيئة و على صحة الإنسان ، فأصبح حل تعديل جينات النباتات هو الحل الأكثر فاعلية للتخلص من
الحشرات
.
دراسات لتعديل جينات بعض النباتات:
قام بعض العلماء بتعديل سلالات محددة من الذرة و القطن باستخدام تقنية RNA من أجل إنتاج السموم البروتينية المسؤولة عن قتل بعض أنواع الديدان و الخنافس و العث التي تهاجم هذه المحاصيل و تقوم بإتلافها ، و تتصف تقنية RNA بأنها تقوم بالقضاء على الجينات الأساسية في الحشرات التي تقوم باتلاف المحاصيل ، و بالفعل أثبتت تلك الدراسة فاعليتها في القضاء على الحشرات.
كما تم عمل بعض الدراسات على نبات
البطاطا
و تم تطوير جينات تلك النباتات من أجل القضاء على خنفساء بطاطا كولورادو التي تنتشر في معظم أنحاء العالم ، و كان الهدف الأساسي من ذلك التطوير هو الحد من انتشارها لأنها تضر بمحاصيل البطاطا ، و قد جاءت تلك التجربة بنتائج ناجحة نسبيًا و مازال أثرها مستمرًا.
مميزات تقنية RNA:
تتميزت تقنية RNA بأنها تقوم بتوفير الحماية اللازمة للنباتات من غير أي تكلفة علمية ، فهي أقل تكلفة من المبيدات الكيميائية ، و يرجع ذلك إلى أنه بمجرد تعديل نوع معين من النباتات فإن هذا النوع يستمر في إنتاج المواد RNA التي تم تعديلها دون الحاجة إلى التدخل البشري ، و سوف تؤثر تلك التقنية بشكل إيجابي في البيئة و سوف تعمل على تقليل الآثار السلبية الناتجة عن استخدام المبيدات الكيميائية ، و بذلك توفر الكثير من الوقت و المجهود ، و تقوم تلك الأبحاث و التجارب تحت إشراف بعض الباحثين في معهد ماكس بلانك للفيزيولوجيا النباتية الجزيئية في ألمانيا.
كما تتميز تلك التقنية بأنه يمكن تحديد نوع معين من الحشرات الغير مرغوب فيها ليتم القضاء عليها دون التأثير على حشرات أخرى ، و حتى عند وجود تشابه في جينات بعض الحشرات فإن تلك التقنية تقوم باختيار الحشرات الأقرب من ذوي النوع الواحد ، و أما فيما يتعلق بصلاحية تلك النباتات للأكل و تأثيرها على صحة الإنسان ؛ فقد أشار بعض الخبراء إلى أن تقنية RNA يتم إضافتها فقط في بعض جزيئات الحمض النووي الخاص بالنباتات و لا تضر بصحة الإنسان ، كما أكدوا على أن تقنية RNA أمامها الكثير من الوقت حتى تتمكن من التعميم في كافة النباتات ، و من المفترض أن تأخذ تلك التقنية فترة تتراوح ما بين 6 إلى 7 سنوات حتى تثبت نجاحها فعليًا.