تطورات الهوية في مرحلة المراهقة

تحدثت الكثير من النظريات النفسية حول تطورات

الهوية

و ما يتعلق بها من أزمات ، و بشكل خاص في مرحلة المراهقة التي تعد أساسا لتطوير الهوية .


نشأة الهوية


– الهوية هو ذلك الشعور الذي يحيط بالمراهق ، و الذي يتمثل في العديد من الأسئلة التي تجول بخاطره ، و التي تشمل من أنا ؟ و كيف يكون مستقبلي ؟ و غيرها من الأمور التي تشغل بال المراهق في هذه المرحلة ، و التي اسماها

علماء النفس

بنشأة و تطور الهوية .

– تبدأ هوية الإنسان في الظهور منذ عمر الطفولة ، و تستمر في التطور عبر سنوات حياته ، و تشمل كافة المكتسبات التي حصل عليها الإنسان من والديه و المحيطين به ، ثم بعد ذلك مرحلة دخول المدرسة ، و التي لها أهمية كبيرة في تشكيل الهوية .

– أما عن مرحلة المراهقة ، فهي تلك المرحلة التي تشمل سعي المراهق لتطبيق ما تعلمه عبر سنوات حياته ، و هذا التطبيق يتم في صورة تتلائم مع وجهة نظره و مبادئه التي تلقاها ، تلك المرحلة التي يدخل في تفاصيلها العديد من الأطراف ، و التي تشمل الآباء و الأصدقاء و غيرهم .


أزمة الهوية


– أزمه الهوية هي مرحلة يمر بها عدد كبير من

المراهقين

، حيث تتمثل في معاناتهم في معرفة ذاتهم ، و يشعر المراهق في هذه المرحلة بالضياع و التبعية ، و قد يصل الأمر به إلى حد الجهل بكافة ما تعلمه و آمن به .

– يرى عالم النفس اريكسون أن قدرة المراهق في تخطي أزمة الهوية ، تتوقف على إمكانية استكشاف بدائل يتمكن من خلالها من تحقيق رغباته و أفكاره ، دون تخطي القيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه ، و هنا تتضح خطوط الأزمة ، فإما يتمكن المراهق من اجتياز هذه الأزمة بسلام و إما تتشتت هويته .


طرق مواجهة أزمة الهوية


هناك لعديد من الطرق يعتمد عليها المراهقين في اجتياز أزمة الهوية و مواجهتها ، و ذلك حسب ما يراه العالم مارشيا ، حيث يرى أن المراهق يعتمد على عدة تصنيفات في مواجهة أزمة الهوية ، و هذه التصنيفات هي التي تحدد شخصيته فيما بعد و تتمثل فيما يلي .


مشتتي الهوية


هؤلاء الأشخاص هم الذين يمروا بالأزمة دون أن يدركوا من الأساس أن ما يواجههم في الحياة هو أزمة الهوية ، و اعتمادا على هذا تنمو لديهم الرغبة في الاستمرارية على نفس النمط الذي تعودوا عليه دون البحث عن بدائل للمتناقضات التي تواجههم ، و هنا يفشلوا في الالتزام بأيدولوجية ثابتة .


منغلقي الهوية


هؤلاء الأشخاص يعتمدوا في حياتهم على المعتقدات المكتسبة من الآخرين ، و التي لا تتمثل في الشعور بأي أزمة ، حيث أن معتقداتهم و أفكارهم ليست إلا تلك المستقاة من الأباء و المحيطين ، و لا يقبلوا التفكير أو الفحص في هذه المعتقدات ، و هنا يقوموا بغلق هويتهم و تطبيق ما تعلموه فقط .


معلقي الهوية


هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون بحجم الأزمة و يبحثون عن ذاتهم و يسعوا بنشاط لاكتشافها ، و لكن هؤلاء الأشخاص لا يتمكنوا من الوصول لمعتقد ذاتي خاص بهم ، و بالتالي تتعلق هويتهم .


منجزي الهوية


هؤلاء الأشخاص هم من تمكنوا فعلي من تحقيق هوية محددة و واضحة ، و اكتشفوا بدائل لما تعلموه و ما اعتقدوه بداخلهم ، و يتم هذا عن طريق اكتشافهم و تجربتهم لهذه البدائل ، و يعرف هؤلاء الأشخاص بالتزامهم بالأيدولوجية الثابتة .

يلعب العالم و المجتمع دور جوهري في تحديد وقت تحقيق الهوية بالنسبة للمراهق ، أما عن فكرة التصنيفات السابقة فللآباء دور كبير فيها ، و ذلك من خلال المؤثرات الأولية التي تحيط بحياة الطفل منذ نعومة أظافره