الأزمة الثانية لاسبانيا في عهد الملكة إيزابيل الثانية

الملكة إيزابيل هي واحدة من الحكام الذين تولوا حكم

أسبانيا

، و هي ابنة الملك فرناند السابع ، و اتسم حكمها بعدد كبير من الأزمات ، حتى أن فترة حكمها انتهت بثورة عارمة من شعبها .


بداية الأزمة


– شهد حكم الملكة إيزابيل عدد من الأحداث الهامة ، و كان من أهمها تلك الأزمة الأخيرة التي بدأت في مارس 1863 ، و قد تزامنت مع سقوط حكومة الاتحاد الليبرالي ، و انتهت الأحداث بسقوط الملكة و نفيها خارج أسبانيا و الانتقال لمرحلة جديدة من الحكم الأسباني عرفت باسم ديمقراطية الستة سنوات .

– في عام 1861 بدأ حزب الاتحاد الليبرالي الذي كان يدعم حكومة اودونيل بالتفكك شيئا فشيئا ، و كان هذا الأمر ناتج عن سطحية الأساس الأيدولوجي القائم عليه ، فضلا عن أن الكثير من رواد الحزب كانوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية مما أدى إلى تفككه ، بعد ذلك حدثت الاتفاقية الشهيرة المعروفة باتفاقية لندن ، و التي لاقت انشقاق ظاهر عند التصويت عليها ، و هنا كانت بداية الأزمة و ظهر عدد من المنشقين الذين قرروا الانضمام إلى صفوف حزب التقدم .

– اتسم حزب التقدم بالمعارضة الشديدة ، و بعد ذلك اندمجوا مع الاتحاد الليبرالي الذي تأسس في عام 1858 ، و في ذاك الوقت عملوا على التنديد برجال الدين الذين مارسوا نفوذ كبيرة على الملكة و لم تستطع مواجهتهم .

– في هذا الوقت أيضا ظهر العديد من أشكال الفساد و التواطؤ من قبل كل من الحكومة الفرنسية و الأسبانية ، و هنا طالب أودونيل بحل البرلمان ، و لكن الملكة إيزابيل رفضت ذلك تماما مما اضطر أودونيل لتقديم استقالته ، و كان ذلك بمثابة نهاية الحكم الليبرالي .


حزب الوسط


– بعد استقالة الجنرال أودونيل قامت الملكة باستدعاء مجلس النواب للإقرار على احلال شخص آخر مكان أودونيل ، و تم الاتفاق على اختيار باسكوال مادوث و مانويل كورتينا بغرض إعادة تنظيم الحزب ، و كان من بين الأسماء الذين نوقشت علاقاتهم في هذه الجلسة الجنرال خوان بريم .

– كانت مشكلة الملكة في ذاك الوقت أنها لم تتمكن في تحديد سياسي يتولى شأن البرلمان ، و ذلك لأن أغلبية أعضائه كانوا ينتموا للاتحاد الليبرالي ، و لم يكن في امكانها إصدار مرسوم الحل ، لذا لجأت إلى ميرافلوريس و الذي تمكن من الحصول على مرسوم الحل من الملكة بعد فترة من تعيينه و بدأ في تشكيل البرلمان الجديد .

– عمل هذا الجنرال على تعميم الحكام المدنيين ، هذا فضلا عن الحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان من أجل أشخاص تابعين للحكومة ، و كان الغرض من ذلك هو الحصول على الموافقة المطلقة في كافة المناقشات .

– بعدها انكشف أمر التعميم على التقدميين و المعتدلين ، فقام حزب التقدم بالاحتجاج و هنا أعلنوا جميعهم تخليهم عن مناصبهم في الحكومة ، و حاول وقتها الجنرال بريم الضغط على الملكة في سحب التعميم و لكنها رفضت .


عودة نارفيز


– استمرت حكومة الماركيز لفترة امتدت حوالي عشرة أشهر ، و لم تتمكن من الاستمرار أكثر من ذلك لعدم اعتمادها على حزب الوسط ، و عدم حصولها على التأييد من الكثيرين ، و هنا تم عزل الحكومة بعدها اختارت الملكة اليخاندرو مون ليترأس الحكومة ، و لم يكن هذا الأمر بغرض كسب الشعب ، و إنما محاولة أخرى منها للخداع ، و قد تألفت حكومته من المعتدلين و الليبراليين ، و لكنه لم يتمكن أيضا من البقاء في الحكومة سوى لثمانية عشر أشهر ، و هنا تم الاعتماد على نارفيز بغرض توحيد حزب الوسط .

– كان نارفيز مرحلة أخرى من الخداع ، و لكن هذه المرحلة تثاقلت فيها الأعباء و الديون و ازدراء القانون و تهميش الشعب ، مما أدى إلى توتر الأحداث السياسية و الوصول للأزمة المالية و ممن ثم حدوث

الثورة المجيدة

.