تصنيف الشخصية عند العالم النفسي كاتل
هناك العديد من علماء النفس حاولوا البحث و التدقيق في طبيعة الشخصية الإنسانية و كيفية تبلورها ، و كان من أشهر هؤلاء العلماء رايموند فرناند كاتل .
رايموند فرناند كاتل
– هو واحد من أشهر العلماء في تاريخ
الطب النفسي
، ولد في عام 1905 و توفى في عام 1998 و قد كان أمريكي الجنسية ، عمل على دراسة المنهج العلمي التجريبي من خلال جامعة هارفرد ، كان من أهم الأمور التي حاول دراستها جمع سمات الشخصية ، حيث تمكن من وضع لائحة تتكون من 171 سمة ، و بمساعدة زملائه و العمليات الاحصائية تمكن من تقليص هذه السات إلى 16 سمة .
– هذا العالم الشهير كان من أوائل العلماء الذي تمكنوا من اطلاق الاختبارات الشخصية ، هذا فضلا عن أنه عمل العديد من العمليات الاحصائية لقطاع كبير من الأشخاص ، و ذلك رغبة منه في دراسة سلوكهم و مشاعرهم ، و حتى درجة قوة هذه السمات .
– السمات التي قام بتحديدها هذا العالم اعتمدت فقط على الأشخاص الأسوياء و تجنبت التعامل مع المرضى النفسيين أو حتى الأشخاص الذين يعانون من أمراض تؤثر على سلوكياتهم .
سمات الشخصية عند كاتل
– أما عن سمات الشخصيات الستة عشر التي حددها فكانت هي ، الدفء و التفكير و الاستقرار العاطفي و الهيمنة و الحيوية و تحكيم الضمير ، و كذلك الجرأة الاجتماعية و الحساسية و اليقظة و الخيال و الخصوصية و القلق ، فضلا عن الانفتاح على الغير و الاعتماد على الذات و المثالية و التوتر .
– لم يكن تعريفه لهذه الشخصيات يحمل السمة المميزة فحسب ، بل عمل على شرح هذه السمات و لم يعمل على إطلاق تلك السمات ، بل قال أنها قابلة للتدرج .
– و هذا الأمر من أهم الأمور المميزة في تصنيف كاتل ، حيث أنه قال أن لكل سمة العديد من الدرجات ، و أنه لا يوجد شخصين على وجه الأرض متساويين في هذه النسب مطلقا .
اختبارات كاتل
يعتبر اختبار الشخصية لكاتل من أهم
الاختبارات النفسية
، حيث قام بتحديث اختبار مكون من 160 سؤال ، 10 أسئلة لكل تصنيف من هذه السمات السابق ذكرها ، و كان هدفه من ذلك الوصول لإجابات دقيقة ، و كرس حياته للبحث حول أسئلة هذا الاستبيان و تطويرها ، و بعد أن ظهر الحاسوب عمل على الحاق استبيانه به من أجل تسهيل حساب النتائج ، و عمل على تخصيص استبيانات مختلفة لكافة الشرائح العمرية و الاجتماعية ، على أن تكون كافة الأسئلة موجهة بطريقة مباشرة .
سمات الاختبار
– اختبار كاتل يهتم بالسلوكيات الظاهرة التي يمكن قياسها و يبعد عن التعامل مع اللاوعي أو الذهن ، و لذلك يعتبر هذا التحليل النفسي لازال معتمدا في العديد من أماكن العالم .
– إذا حاول أحد الأشخاص أن يسألك مثلا إن كنت شخص اجتماعي أم لا فسوف تحتار في الإجابة ، و ذلك لأن في بعض الأوقات قد تكون اجتماعي و في أوقات أخرى قد تكون شخصيتك
شخصية انطوائية
، و من هنا أتت فكرة التدرج في الأسئلة حتى يتمكن من تدريج النتائج أيضا ، فيكون الرد من خلال الأسئلة أن الشخص على سبيل المثال اجتماعي بنسبة 60% .
– من بين ما أثبته العالم كاتل أن تصنيف الشخصيات و اختلافاتها يرجع لاختلاف المهن بشكل مباشر ، فمن الممكن أن يكون الكاتب متوتر إلى حد كبير ، في حين أن قائد الطائرة مثلا ليس من الطبيعي أن تحمل شخصيته نفس حدة التوتر .
– كذلك سنجد أن الخيال عند الفنانين و الكتاب أكبر بكثير من الطبيب مثلا .
– خلاصة القول أن كاتل تعامل مع الشخصيات بطرق متغيرة تعتمد على ظروف الشخص و عمله و البيئة التي يعيش فيها ، و حتى الجانب الجيني لم يهمله ، و أعطى مساحة للتدرج بين مختلف الشخصيات و طبائعها .