أجمل الأشعار في وصف الغروب

منظر غروب الشمس هو من المناظر المريحة للأعصاب، حيث يعتبر لوحة فنية رائعة ودلالة على عظمة الخالق عز وجل، فقد تنافس الرسامين في رسم لوحة عن الغروب، وفيها أبدع الفنانين في رسم

الشمس

بشعاعها الأحمر وهي تعانق السماء والسحاب وتهبط في البحر .

وكذلك أمتعنا الشعراء على مر العصور، بوصف منظر الغروب الرائع، فعندما تقرأ شعر عن الغروب من حلاوة اختيار كلماته وتشبيهاته ترى صورة الغروب في خيالك، بمنظرها البهي، ولذلك نقدم أفضل ما قيل عن

غروب الشمس

في الشعر .


أجمل ما قيل من شعر عن وصف غروب الشمس


1- يقول أبو العتاهية:


ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ وقد صبَغَتْ ذَوائِبَكَ الخُطوبُ

كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أي حَثٍّ يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كما الغُروبُ

ألَسْتَ تراكَ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ تُقابِلُ وَجْهَ نائِبَةٍ تَنُوبُ

لَعَمْرُكَ ما تَهُبّ الرّيحُ، إلاّ نَعاكَ مُصرِّحاً ذاكَ الهُبُوبُ

ألاَ للهِ أنْتَ فتىً وَكَهْلاً تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَ الذُّنُوبُ

هوَ المَوْت الذي لا بُدّ منْهُ، فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُ الكَذوبُ

وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً، وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ

وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطنٍ، وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ

أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً، وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا تؤُوبُ


2- يقول

فاروق جويدة

:


الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون

أطفالنا عرفوا المشانقَ… ضاجعوا الأحزانَ في زمن الجنون

والشمس ضلت في الشروقِ طريقَهَا، فهوت على شطِّ الغروب

وتأرجحت وسط السماء

ما بين شرقٍ جائرٍ… ما بين غربٍ فاجرٍ

الشمسُ تاهت في السماء

ما عاد فيكِ مدينتي شيءٌ ليمنحنا الضياء

فالليل يحملُ كالضلالِ سيوفه… وبحارُنا صارت دماء

من ينقذ الشطآن من هذي الدماء


3- يقول سميح القاسم:


يا حائرين في مفارق الدروبِ !…

لا تسجدوا للشمسِ، لن يرقى لها صدى صَلاتكم

بينكمُ و بينها سقفٌ من الذنوبْ

لا تسكبوا الدموع، لن ينفعكم ندمْ، الشَّمسُ في طريقها راسخةُ القدمْ

لا تركعوا.. لا ترفعوا أيديكم إلى السماء، تدمّرتْ و اندثرت أسطورة السماء

و أطرقتْ على متاه بؤسكم جنازة الهباء

يا حائرين في مفارق الدروبْ !

أغواركم خاوية.. إلا من الخواء، صلاتكم خاوية.. إلا من الخواء

يا ويلكم ! يا ويلكم

سرعان ما تغوص في أعماقكم أظافر الغروبْ !

يهوشَعٌ ماتَ

فلا تستوقفوا الشمس، و لا تستمهلوا الغروبْ

سور أريحا شامخٌ في وجهكم إلى الأبد

يا ويلكم ! يا ويلكم !

سرعان ما تغوص في أعماقكم أظافر الغروب

يَهوشَعٌ راح.. و لن يؤوب… يهوشع مات


4-

ابراهيم ناجي



قلتُ للبحر إِذ وقفتُ مساءَ، كم أطلتَ الوقوفَ والإصغاءَ

وجعلتَ النسيم زاداً لروحي وشربتَ الظلال والأضواءَ

لكأنّ الأضواءَ مختلفاتٍ جَعَلَتْ منكَ رَوْضَةً غَنّاءَ

مرَّ بي عطرُها فأسكر نفسي وسَرى في جوانحي كيفَ شاءَ

نشْوة لم تطل صحا القلبُ منها مثل ما كان أو أشدّ عناءَ

كلَّ يومٍ تساؤلٌ .. ليت شعري من ينبِّي فيحسن الإِنباءَ؟!

ما تقول الأمواجُ! ما ألَمَّ الشمسَ فولَّتْ حزينةً صفراءَ

تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ

وكأنَّ القضاءَ يسخر مني حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ

ويح دَمعي وويح ذلة نفسي لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ


5-  الشاعر اللبناني الراحل رشيد أيوب


تأتي وتمضي الشّمسُ لكنّما عندي شروقُ الشمسِ مثل الغروبْ

هذا يُزيح النومَ عن مُقلتي وذاكَ يُدمي القلبَ حتَّى يذوبْ

عند الضحى أشتاقُ يا مهجتي وفي الدجى بينَ الدراري أجوبْ

أنوح بالأشعار بَعد النّوى وأرقُبُ الأيّامَ حتّى تؤوبْ

لو كان نوحي عند الورى ذنباً لكنتُ اليومَ كلّي ذنوبْ

لكن عزاء القلب أنّ الأسى قد صار شعراً عشقتهُ القلوبْ


6- الشاعرة العراقية الراحلة

نازك الملائكة

:


أيّ معنى هاجَ في نفسي الغروبُ؟ أجفلتْ في جسدي منه الحياةْ

وسرى في مسمعي همسٌ غريبٌ كلُّه هولٌ ورعبٌ وشكاةْ

واعتراني خاطرٌ مشجٍ رهيب وتجلّى لخيالاتي المماتْ

ها أنا وحدي تناجيني غمومي وكآباتي وأشباحُ الفناءْ

كلُّ ما حولي مثير للوجومِ… مصرعُ الشَّمس وأحزانُ المساءْ

عبثاً أطردُ عن نفسي همومي عبثاً أرجو شعاعاً من رجاءْ

غرقتْ أحلامُ قلبي في الغيومِ وتلاشتْ مثل أحلامِ الضياءْ


7- يقول السنوسي:


أراقَ على البحرِ ذوبَ الذهبْ وفاضَ على مَوجهِ واضطربْ

ورقرقَ صهباءَهُ فاحتستْ ثغورَ الذُّرى وشفاهُ الصببْ

وألقى على الشَّمسِ مِن لونِهِ رِداءً وقبَّلها، وانجذَبْ

جَلاها على الأُفقِ ياقوتَةً توهَّج منها السَّنا والتَهبْ

وسَالَ على الموجِ مِن لونِها شعاعٌ تَرَاقص فيه الحَببْ

فيالكَ من منظرٍ ساحرٍ نَعِمتُ به لحظةً واحتجبْ


8-  يقول مطران:


يا للغُرُوبِ ومَا بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ للِمُسْتَهَامِ وعِبْرَةٍ لِلرَّائي

أوليسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وصَرعَةً لِلشَّمْسِ بين مآتمِ الأَضْوَاءِ

أوليسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ ومَبْعَثاً للِشَّكِّ بين غلائلِ الظَّلْمَاءِ

أوليسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ

حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيداً لَهَا وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ

وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي

وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي

وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلاً فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي


9- الشاعر كيغام هاجينيان :


في غروب الشمس والمنظر

جميل شفت موج البحر

عانق هالغروب وكل عاشق صوب محبوبه

يميل وانتشت بالفرح نبضات القلوب

إلا قلبي يا بحر مرسوم ويل ذاب وحده

والفرح عنه هروب لي محب ٍ

يا هوى دايم بخيل كم تمنيته معي يضوي الدروب

ناح قلبي م آلم كنه قتيل وإنتفض البحر من دمعي السكوب

قلت أنا يا بحر لو همي تشيل تخفي الأحزان

أو تدفن ذنوب ردت الأمواج حاشا مستحيل ما وسع همك شمال

ٍ أو جنوب يالوله والشوق يالقلب العليل

كل بحر الحب في صدرك يذوب

وفي غروب الشمس والمنظر جميل

من دموعي ارتوى البحر الصبوب