الإسعافات النفسية لمصابي العنف الجسدي
كثيرا ما نسمع عن أشخاص تعرضوا للعنف الجسدي ، سواء بالضرب أو الاغتصاب أو غيرها ، و حينما نواجه موقف مشابه لا نتمكن من التعامل مع المصاب على الوجه الأمثل .
التدخل النفسي لضحايا العنف
– عند مواجهة شخص تعرض إلى
العنف الجسدي
لابد من التعامل معه بعناية ، حيث أنه قد يكون أقل التفاصيل التي يمكننا أن نفعلها مؤذية بالنسبة به ، لذا لابد من اتخاذ الخطوات الصحيحة حتى نتمكن من تقديم المساعدة .
– ضحية العنف في حاجة أولا لأن يشعر باهتمام من يقدم له المساعدة و ثقته تجاهه ، و ثانيا لابد من أن يشعر بالأمان ، كذلك لابد من تشجيعه على الحديث عن الأمر الذي تعرض له .
دراسة لحجم المشكلة
– قبل الحديث مع المصاب لابد من تفهم حجم المشكلة التي يعانيها ، و طبيعة المحيطة به و تفهم علاقاته و صداقاته و علاقته بأسرته أيضا .
– على صعيد آخر لابد من تفهم حجم المعاناة الجسدية التي يعانيها بعد التعرض للعنف ، و ما إذا كان قد تعرض لمشكلة جسدية صحية مثل الكسور أو ما شابه .
– لابد من مساعدة المصاب للحديث حول ما قد تعرض له بحرية و عدم إجباره على الحديث ، و عند بدأه للحديث لابد من أن تترك له المساحة ليعبر عما بداخله بكل حرية ، مهما قال و مهما وصلت درجة إنفعاله ، و هنا تأتي مرحلة تصحيح المفاهيم الخاطئة ، و لكن هذه المرحلة لا يصح أبدا أن نبدأ بها فور حدوث المشكلة ، حيث أن المصاب لن يكون في حالة تسمح بذلك .
– و هنا تأتي مرحلة
التوازن السلوكي
، و التي تكون على شكل تدخل الشرطة مثلا ، أو الطلاق إذا كان التعدي من قبل الزوج ، و هذه الخطوة ضرورية للغاية ، حيث أنها تزيد من توازن المريض الداخلي و تشعره أنه قد تمكن من إسترجاع حقه و لو بخطوات بسيطة .
المفاوضات
– أولا لابد من وضع خطة للمفاوضة مع مصاب العنف الجسدي ، و ذلك لأنه في أغلب الأوقات يكون في حاجة للمفاوضة ، و لكن على من يتعامل معه أن يختار الوقت الأمثل لذلك .
– عندما تبدأ هذه المفاوضات ، على من يتحدث مع المصاب أن يتجنب تماما محاولة ملامسة المصاب ، و ذلك لأنه أي محاولة للمسه ستذكره بحجم المعاناة التي تعرض لها ، و بشكل خاص إذا كان مصاب العنف الجسدي قد تعرض إلى
الاغتصاب
، و هنا لابد من تقييم الموقف الذي يتم من قبل مقدم الرعاية .
– لابد من تفهم حجم المعاناة التي يعانيها المريض عند محاولة حل المشكلة ، و على من يحاول مساعدته أن يعمل على تقبل إنفعاله أثناء المناقشة ، هذا فضلا عن أنه يكون على دراية أنه هو من يدير دفة الحديث ، لذا عليه التحكم في العنف و الإنفعال الذي يحدث في هذه المناقشة ، علما بأنه لابد من أن يتجنب تماما تهدئة المصاب لفظا ، و ذلك عن طريق كلمات أهدأ – تجنب العنف و كهذا .
– على من يقدم المساعدة أن يتحلى بلغة جسد سليمة ، تتمثل في الجلوس بوضع مقابل للمصاب و تجنب تشابك الأيدي ، و كذلك تجنب الإيماءات التي قد تكون مستفزة بالنسبة له و عليه أن يحاول إقامة تواصل بصري جيد .
– بالنسبة لنبرة صوت من يحاول مساعدة المصاب ، فلابد أن تكون هادئة و لا تعلو مهما وصلت درجة الإنفعال ، و لا يتوجب أبدا أن ينفعل مقدم الرعاية أثناء التعامل معه ، و ذلك لأن هذه الخطوات من شأنها تهدئة المصاب نفسه .
– في النهاية لابد من التوجه للطبيب النفسي من أجل مساعدة المريض على تجاوز محنته ، و ذلك من خلال مساعدته على تعلم بعض الاستراتيجيات النفسية التي تمكنه من تخطي المشكلة .