مناسبة مقولة ” الصيف ضيعت اللبن “
قائل المقولة هو عمرو بن عمرو بن عداس قالها في ابنة عمه التي تزوجها بعد أن صار شيخًا وتركته حتى تتزوج من هو أصغر منه سنًا، وصارت بعد ذلك مضرب المثل لكل من يطمع فيما ليس له ويضيع ما وهبه الله من نعم.
الشيخ الثري:
كان عمرو بن عمرو بن عداس أحد الوجهاء والأثرياء في قومه وكان يضرب به المثل في
السخاء والكرم
كان عمرو يحب ابنة عم له ولكنها كانت تصغره في العمر ومع ذلك تقدم لخطبتها وسرعان ما وافق أبيها فمن ذا الذي يستطيع أن يرفض عمرو وهو بهذا الثراء، لكن الفتاة كانت مكرهة على هذه الزيجة ولكن عمرو لم يكن يعلم ذلك منها.
زواج وطلاق:
تزوج عمر من ابنة عمه وكان كريمًا معها وسخيًا فكان كثيرًا ما يقدم لها الهدايا وكان يعاملها بكل ود وحب ولكنها على الرغم من ذلك كانت تعامله بكل جفاء فكانت تنظر لبنات جيلها وهم يتزوجون من الشباب ومن هم في مقتبل العمر وتظل تنعي حظها الذي أوقعها في ذلك الشيخ الكبير، وظلت هكذا على حالها كلما يعاملها برقة وحنو تقابله بجفاء وقسوة حتى أحس منها بالكره فواجهها بذلك وقال لها: أيسرك ان أطلقك؟ فقالت وهي فرحة: نعم، أحزنت كلماتها عمرو لكنه أصر أن يطلقها، ووقع
الطلاق
في الصيف.
الزوج الجبان:
تزوجت الفتاة بعد طلاقها من أحد شباب القبيلة وكان من “آل زرارة” كان شابًا جميلًا لكنه لم يكن في شجاعة وكرم عمرو ابن عمها بل كان مدللًا، وفي أحد الأيام أغارت عليهم قبيلة أخرى تدعى قبيلة “بكر بن وائل” فقامت تستصرخ زوجها حتى يدافع عنها إلا أنه مات فزعًا من الخوف من مواجهة العدو، وقام فرسان القبيلة بأخذها ضمن السبايا وعندما علم عمرو، أن ابنة عمه قد اختطفها أبناء قبيلة أخرى أرسل في أثرها مجموعة من الفرسان لينقذوها.
الصيف ضيعت اللبن:
بعد ذلك بفترة تزوجت من شاب آخر ولكن هذا الشاب كان فقيرًا معدمًا فكانت تشتهي الحليب ولا تستطيع إحضاره فجلست تتذكر أيام عمرو وكيف أنها كانت تشرب اللبن بدلًا من الماء من كثرته في الدار كما أنها كانت لا تشتهي طعامًا قط، إلا ويحضره لها عمرو فكانت تتحسر على ما ضيعت من عشرته.
وفي أحد الأيام كانت تقف أمام بيتها هي وجارية لها، فمرت من أمامها قافلة كبيرة محملة بالبضائع، فتذكرت اللبن فقالت لجاريتها: أحضري وعاءً واطلبي من صاحب القافلة أن يملئه لنا باللبن ففعلت الجارية وذهبت إلى صاحب القافلة، فوجدته عمرو بن عداس، فقال لها: أين هي سيدتك، فأشارت له على البيت، فعلم أنها هي، فقال للجارية: قولي لها “الصيف ضيعت اللبن” أي ما حدث منك في الصيف من طلب الطلاق ضيع ما كنت تمتلكين من خير.