الفرق بين الاشاعرة والمعتزلة

الاشاعرة و المعتزلة هم فرقتين من الفرق الكلامية التي ظهرت في عصور

الخلافة الاموية

و العباسية، و كانت  لكل فرقة منهم مبادئها في التفكير، و توججد بالطبع فروق فكرية بينهما و التي سوف نوضحها في هذا المقال.


من هم المعتزلة؟


قرب نهاية عصر الخلاقة الاموية ظهرت فرقة اسلامية تسمى المعتزلة، و هم أتباع واصل بن عطاء، و كانوا عبارة عن مجموعة من الناس يفضلون المعقول عن المنقول، أي أن كل ما لا يتفق مع العقل في الإسلام يرفضونه، و لهم خمسة اصول ذكرها شيخ الاسلام

ابن تيمية

، و هي التوحيد و العدل و المنزلة بين المنزلتين و إنفاذ الوعيد، و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر.


ما هي مبادئ فكر المعتزلة؟


و قام بالمعتزلة بنفي بعض الصفات عن الله عز و جل، كما قاموا بالتكذيب بأمر القدر، و لا يؤمنون بان أحدا من اهل النار سيخرج منها ليدخل الجنة، أي في رؤيتهم لا توجد أي شفاعة، و يرون أن الفاسق ليس بمؤمن و لا بكافر، بل هو في منزلة بين المنزلتين، و كذلك يرون أنه يجوز الخروج على الحاكم و قتاله، استنادا غلى فكرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.


من هم الاشاعرة؟



الاشاعرة

هم فرقة من المسلمين من الفرق التي تتبع منهج علم الكلام، و هم يسمون بذلك الاسم نسبة إلى الامام أبي الحسن الاشعري، و كان أبو الحسن الاشعري يتبع منهج المعتزلة، ثم خرج منه و تحول عنه، و قد تباينت الاراء حول سبب تحوله عن منهج المعتزلة.


قصة أبي الحسن الاشعري مع صفات الله


يروى أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي و كان جالسا في حضرته الامام أبو الحسن الأشعري، فقال الرجل لأبي علي الجبائي: يا أبا علي هل يجوز أن يسمى الله عاقلا؟ فرد أبو علي الجبائي قائلا: لا، و فسر ذلك بقوله: “لأن العقل مشتق من العقال، و هو المنع، و المنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق”.

و قد اعترض أبو الحسن على جواب أبي علي الجبائي، و أعلن رأيه قائلا: “لو كان قياسك المذكور صحيحا، لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله، لأنه مشتق من حَكَمَةِ اللجام، و هي حديدة تمنع الدابة من الخروج”، و ذكر الامام الاشعري شواهد من الشعر على ذلك، فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا، إلا أنه قال لأبي الحسن: “فلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا، و أجزت أن يسمى حكيما؟”, فقال الاشعري: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه، و منعت عاقلا لأن الشرع منعه، و لو أطلقه الشرع لأطلقته”.

و من ذلك نفهم ان سبب تحول ابو الحسن الاشعري عن المعتزلة هو بنائه لتصوراته الشخصية و منظوره الخاص، و جدير بالذكر أن أبو الحسن نفسه عاد إلى مذهب السلف في نهاية المطاف قبل ان يموت.


أفكار الاشاعرة


كانت لهم مجموعة من الافكار تميزهم مثل تقديم العقل على النقل، و نفيهم أن بعله عز و جل، حيث كانو يدعون ان نسبة هذه الصفات لله تستلزم القول بأن الله يطرأ عليه التغير و التحول، و ذلك من صفات المخلوقات، كما انهم اثبتوا بعض الصفات الاخرى، و هم سبع صفات، نذكرهم في هذه الجملة: الحياة و العلم و القدرة و الإرادة و السمع و البصر و الكلام، كما انهم حصروا الايمان على أنه فعل قلبي فقط، و لا يستوجب الايمان النطق بالشهادتين او القيام بأي عمل صالح.