أفضل قصائد الشاعر محمد بن عواض الثبيتي

الشاعر محمد بن عواض بن منيع الله الثبيتي العتيبي ولد عام 1952 م الموافق 1373 هـ، ويعد من أبرز الأدباء المتخصصين في

شعر  الحداثة بالمملكة

، والذي ذاع صيته وشهرته منذ الثمانينيات .


الشاعر محمد بن عواض الثبيتي


ولد الشاعر محمد الثبيتي في إحدى القرى التابعة لبلاد بني سعد جنوب الطائف، وعاش فيها مراحل طفولته الأولى، حيث درس بها أولى سنوات دراسته قبل أن ينتقل إلى مكة المكرمة ليعيش مع عمه، ويكمل دراسته هناك في كلية المعلمين، حيث حصل منها على بكالوريوس العلوم الاجتماعية، وقد عمل معلما في مدارس التعليم العام، ثم تفرع للعمل في المكتبة العامة ب

مكة المكرمة

، وقد قدم الشاعر محمد الثبيتي مجموعة من الأعمال الأدبية القيمة، والأعمال الشعرية الفصيحة، ومن أشهر قصائده ودواوينه : قصيدة تغريبة القوافل والمطر، ديوان التضاريس، ديوان موقف الرمال، ديوان تهجيت حلما تهجيت وهما، ديوان عاشقة الزمن الوردي، وغيرهم .


أفضل قصائد الشاعر محمد بن عواض الثبيتي



1- أبيات من قصيدة تغريبة القوافل والمطر


أدِرْ مهجة الصبحِ

صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ

يدير الرؤوسْ

وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة

أدِرْ مهجة الصبح

واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة

أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى

وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا

ثم هات الربابة

هات الربابة :

ألا ديمة زرقاء تكتظ بالدما

فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما

ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى

ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما

فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً

ونتلو على أبوابه سورة الحِمى

ألا أيها المخبوء بين خيامنا

أدمت مطال الرمل حتى تورّما

أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا

ومدَّ له في حانة الوقت موسما .


2- قصيدة الصعلوك


يفيق من الخوف ظُهراً

ويمضي إلى السوقِ

يحمل أوراقه وخطاهْ

من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكة

من يقاسمني نشوة التهلكة ؟

أنت أسطورة أثخنتها المجاعات

قل لي :

متى تثخن الخيل والليل والمعركة

يفيق من الجوع ظهراً

ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء

والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ

من يعلمني لعبة مُبهَمَة

ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ

يفيق من الشعر ظهراً

يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ

يطوح أقدامه في الهواءْ

من يطارحني قمراً ونساءْ

ليس هذا المساءْ

ليس هذا المساءْ

ليس هذا المساءْ .


3- قصيدة الأسئلة


أقبلوا كالعصافير يشتعلون غناءً

فحدقت في داخلي

كيف أقرأ هذي الوجوه

وفي لفتى حجر جاهليّْ ؟

بين نارين أفرغت كأسي

ناشدت قلبي أن يستريحْ

هل يعود الصبا مشرعاً للغناء المعطّر

أو للبكاء الفصيح ؟

لو جرحت ذراعي ما ابتل كفي ولا معصمي

أيها النازلون فؤادي

هل صار نوراً دمي ؟

قل لليلى تجئ صباح الأحد

إنها تقف الآن بين الزلال وبين الزبد

قل لها :

ظاهر الماء ملح وباطنه من زبد

قل لها :

أنت حل بهذا البلد

أنت حل لهذا الولد

كم هي الساعة الآن يا قائماً للصلاة ؟

قل هي الآن واقفةٌ

قل تشير إلى نفسها

كيف تغدو المدينة لو جف ماء الحياة ؟

حسناً أيها الفارس البدويّْ

هل تجرعت حزن الغداة

وصبر العشي ؟

أرى وجهك اليوم خارطة للبكاء

وعينيك تجري دماً أعجمي .


4- قصيدة الفرس


يأبى دمي أن يستريحَ

تشدُّه امرأة وريحْ

فرس تناصبني غوايات الرمالْ

كَسَرَتْ حدود القيظ واتجهت شمالْ

أرقيتُ عفَّتها بفاتحة الكتابْ

قبلتها ..

فاهتز عرش الرمل وانتثرت قواريرُ السحابْ

أسرجتها بالحلم والشهواتِ

والصبر الجميلْ

عانقتها ..

فامتدَّ صدري ساحلاً مراً

تنوء به تواريخ النخيلْ

ناجيتها :

صدئت لياليك القديمة فاحرقي خَبَثَ النحاسِ

وأشرعي زمن الصهيلْ

مذ أهدرتك موانئ البحر القديمِ

وأرمدت عينيك منزلةُ الهلالْ

وقف السؤالْ

غمرتْ جنوبَ الشمس غاشيةُ الشمالْ

مذ كنتِ خاتمة النساء المبهماتْ

يبست عيون الطير واشتعلت

حشاشات الرمادْ

إن قام ماء البحرْ

يأتي وجهك النامي على شفق البلادْ

يأتي طليقاً

موثقاً بالريح والريحان والصوت المدججِ بالجيادْ

إن قام ماء البحرْ

صاغ الرمل بين مقاطع الجوزاءِ

مُهراً عَيطموساً فاتحاً

من قمة الأعراف ممتدٌ

إلى ذات العمادْ .


5- قصيدة الصدى


يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :

هذا التراب يمزق وجهي

وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ

يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ

من قال أن النهار له ضفتانِ

وأن الرمال لها أوردَهْ .