انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو، تحمل بداخلها صور للفاكهة والخضروات أو السحب، والتي تكون لفظ الجلالة ” الله ” ، حيث يعلق ناشر الصورة بأنها معجزة الهية، وعلى الجميع التصديق بها، فعلى الرغم من أنها من الممكن أن تكون خدع تقنية تمت على برامج

الفوتوشوب

، إلا أن الجميع يسلمون بها.

ولكن في الحقيقة فإن التفسير العلمي والنفسي، لمثل هذه الظواهر يعود إلى ظاهرة تدعى ” الباريدوليا” وهي ظاهرة معروفة تمت عليها الكثير من الدراسات والابحاث ، فما هي ظاهرة الباريدوليا وعلاقته بهذا الأمر ؟

معنى ظاهرة الباريدوليا

الباريدوليا

هي ظاهرة نفسية يعتقد فيها الانسان، أن أي مؤثر عشوائي ومبهم به حيوان أو انسان، على حسب مخزون العقل الباطن لديه، فمن الممكن أن يرى السماء في لحظة تأمل عبارة عن أشكال وكلمات، ومن الممكن أن تصل هذه الظاهرة إلى حد المرض .

تفسير الصور التي بها لفظ الجلالة

هناك الكثير من النماذج التي تسير في نفس الأمر، فقد حدثت ضجة كبيرة من حدث تم في كاتدرائية تورين حيث قيل أن كفن تورين يحمل صورة لوجه المسيح، كما وجدت الكثير من الصور للفاكهة والخضروات والبيض والسماء تحمل لفظ الجلالة ” الله ” حتى أن أغلب البشر ينظرون إليها على أنها معجزات ويسلمون بها، ضاربين عرض الحائط بالتفسير العلمي وراء هذه الظواهر.

ولكن العلماء والباحثين قد وجدوا التفسير لهذه الصور، وقالوا أنها تعود إلى ظاهرة ” الباريدوليا ” وهي التي تجعل دماغنا تفسر المعلومات العشوائية بشكل اعتباطي ، فعندما نرى مثل هذه الصور سيقوم الدماغ بوضع نظام يوضح هذه الصورة ، والراحة بالنسبة لنا هو رؤيتها بالشكل الذي يريح نفسيتنا ، كرؤية الوجوه .

دراسات وأبحاث حول الباريدوليا

– فقد تم عمل اختبار في عام 2011 حول هذه الظاهرة، عن طريق وضع وجوها معينة أمام خلفيات من الصور المشوشة، وقد استطاع 90% منهم رؤية الوجه بشكل واضح، ثم تمت اعادة الاختبار مرة أخرى بإزالة الوجه، وبقيت الخلفيات المشوشة على ما ، وطانت النتيجة أن 40% ظلت لديهم نفس النتيجة وهي رؤية الوجه .

– وفي دراسة أخرى قام بها بعض العلماء في جامعة هيلسيكني بفنلندا في عام 2013 ، والتي فسرت رؤية الصور والأصوات وحتى الكلمات من منظور وطابع ديني ، وقد شارك فيها 47 مشارك كان بعضهم متدينين ومؤمنين بظواهر تفوق الطبيعة، والبقية كانوا أكثرا تشكيكا .

وكانت النتيجة أن المتدنيين كانوا عازمين على رؤية الكلمة ذات الطابع الديني في الصور العشوائية أكثر من المشككين بكثير، وهذا يفسر لنا سبب ظهور كلمة الله عز وجل في السحب والغيوم والفاكهة والخضروات .

فالخلاصة

أن الدماغ هو من يقوم بتطبيق

الخدع

وعلينا تصديقها ، وهو ما يدفعنا إلى رؤية الأشياء محددة كالوجه أو الكلمات، ولكن في الحقيقة فلا وجود لها من حال الأصل، وهو ما يساعدنا على معالجة المعلومات التي تقابلتها على مدار اليوم ، لذلك عليك دائما أن تكون أكثر استيعابا وتطورا لمثل هذه الأمور، وأن تستطيع الرد على جميع ناشرين تلك الصور على أنها معجزة، مرددا أن زمن المعجزات قد انتهي .